النهار

لؤي حسين يتحدث لـ"النهار" عن كواليس مؤتمر بيروت: الحرب انتهت والانتخابات تقرر مصير الأسد
لؤي حسين يتحدث لـ"النهار" عن كواليس مؤتمر بيروت: الحرب انتهت والانتخابات تقرر مصير الأسد
لؤي حسين يتحدث لـ"النهار" عن كواليس مؤتمر بيروت: الحرب انتهت والانتخابات تقرر مصير الأسد
A+   A-

بالتوازي مع انعقاد #مؤتمر_آستانة واتفاق طرفي الصراع في #سوريا على هدنة خرقتْ عشرات المرات من نحو شهر ونصف، بدأ رئيس "تيار بناء الدولة" لؤي حسين جولة على عدد من السفارات الأجنبية في بيروت لترويج فكرة تشكيل كتلة سياسية تضم معارضين وموالين تشارك في وضع "رؤى ما بعد الحرب".


ويشكّل غياب خطاب علني اليوم من القوى الدولية والاقليمية، داعم للصراع بين النظام والمعارضة، وانحصار هذا الخطاب بدعم محاربة المتطرفين الاسلاميين ، دليلاً على نهاية الصراع السوري المسلح بشكله التقليدي، في رأي حسين.

أما مرحلة جنيف فتمثل المسار الواجب سلوكه، أي "حكومة مشتركة بين النظام والمعارضة وآخرين، تمهد لحصول انتخابات يُختار على اساسها رئيس جديد للبلاد". اذاً مصير بشار الأسد ليس مطروحاً على الطاولة الآن بالنسبة لحسين وتياره وبطبيعة الحال الأطراف المنضوية في "الكتلة الوطنية" التي أعلن عن تشكيلها خلال مؤتمر نظم في بيروت يوم الجمعة الفائت وحضره ديبلوماسيون من 16 دولة.


تتألف الكتلة من أحزاب وجمعيات وشخصيات ليست بأغلبها على قطيعة مع النظام، ما سهّل لمعارضين نعتها بـ"منصة روسيا وايران". وهو الأمر الذي يرفضه حسين في حديث لـ"النهار"، قائلاً "من حقهم أن يقولوا أي شيء لكن الفكرة والتمويل سوريان".


وبالاضافة الى مهادنة مصير الأسد في المرحلة الانتقالية، يأخذ الخطاب المعارض على حسين وتياره تجاوز مسؤولية النظام عن مئات الاف الضحايا المدنيين وما وثقه تقرير منظمة "العفو الدولية" أخيراً من معطيات مروعة واعدامات للالاف في سجن صيدنايا. وهنا يرد حسين بأنه ذكّر على المنبر خلال المؤتمر ان "ضحايا الحرب هم مئات الاف المدنيين وليس المقاتلين"، في حين لا يجد في تقرير سجن صيدنايا "شيئاً جديداً"...


 نسأله: لكن الحديث عن 13 ألف عملية إعدام كان رقماً جديداً وصادماً؟ يجيب: "الرقم ليس دقيقاً، لكن مسألة الاعدام صحيحة وكل من دخل السجون يعرف ذلك". 


خرج حسين من سوريا عن طريق التهريب عام 2015 متجهاً الى مدريد بعد أشهر من اعتقاله في سجن عدرا اثر توقيفه في تشرين الثاني من العام 2014 عند الحدود اللبنانية السورية واتهامه بنشاطات سياسية مخالفة للقانون.
ورغم اعتقال لم يكن الأول في سجون "البعث" التي قضى فيها سبع سنوات (1984-1991) بتهمة الانتماء الى "حزب العمل الشيوعي"، بقيت أطراف معارضة تنظر الى تياره كخصم على قاعدة مجاهرته برفض العسكرة الاسلامية في صفوف المعارضة واسقاط الرئيس بالقوة من قبل قوى خارجية.


تحضير سريع
ويقول حسين ان التحضير للمؤتمر "كان سريعاً وفاتته جوانب شكلية. وقد تواصلنا مع عدد من البعثات الديبلوماسية في بيروت وشرحنا لها فكرة نشوء كتلة سياسية موالية ومعارضة تحضّر لرؤى ما بعد الحرب، وأرسلنا لها دعوات لحضور المؤتمر".


ولماذا لم يحضر ممثل أميركي؟ يجيب " تواصلنا معهم واعتذروا بسبب تضارب في المواعيد، ثم اجتمعنا نهار السبت مع مسؤولة في السفارة الاميركية مكلفة بالاطلاع على أفكار كتلتنا".


وماذا عن الجانب التركي؟ "لم نستطع ايصال الدعوة لهم".


اختيار بيروت


وعن سبب اختيار بيروت لانعقاد المؤتمر، يرى حسين ان باستطاعة العاصمة اللبنانية اليوم ان "تحتضن اجتماعاً لكتلة تضم موالين ومعارضين، فهي العاصمة الوحيدة في المنطقة المستعدة لاستضافة هذا النوع من النشاط السياسي.بينما تستضيف عواصم اخرى اما معارضين أو موالين".
ويشير الى انه جرى التواصل مع وزارة الخارجية لكن الوزير جبران باسيل كان مسافراً أثناء التحضير، كما جرى التواصل مع جهاز الأمن العام لتأمين الحماية للمكان والشخصيات.
وعما اذا كان جميع أطراف الكتلة يملكون رؤية واحدة حول النظام ومصير الأسد، يقول حسين ان "المواقف مختلفة بطبيعة الحال، فهناك مجموعات موالية للنظام ورئيسه وأخرى معارضة له. لكن محددات العمل ليست اليوم الموقف من النظام. بخلاف الصراع في السنوات الست الماضية الذي تركز على الموقف من النظام ورأسه، أما بعد انتهاء الصراع، فالاصطفافات انتقلت الآن الى المواقف من العملية الانتقالية، فهناك من يريد ان تكون الانتخابات حكماً، وآخرون لا يزالون يتمسكون بأوهام حول تنحية الاسد عن السلطة بقوة خارجية، ويتركز الاصطفاف أيضاً حول اعادة البناء، ومسائل الحداثة والأسلمة في الدولة، اما الاختلاف حول مصير بشار الأسد فيبقى حتى نتمكن من الوصول الى صندوق الانتخابات، ونريد آلية تمكّن الناخبين من القول لا الاسد من دون ان يكون مصيرهم الاعتقال".


ويضيف "نرفض ككتلة منطق ان تحدد الدول الغالبة مصير الرئيس. فحين كان ميزان القوى في الميدان السوري يميل الى المحور الاميركي، هناك معارضون كانوا موافقين على ان تحدد واشنطن هوية الرئيس، فهل يقبل هؤلاء ان تحدد روسيا الغالبة اليوم على الارض هوية الرئيس...".


مؤتمر جنيف


نسأل حسين عن مشاركة الكتلة في #مؤتمر_جنيف المقبل، فيجيب "إن لم ندعَ سنشارك بمقترحات لكن نتوقع ان ندعى ككتلة الى المؤتمر". وهناك ستكونون منصة موسكو وايران كما يقول معارضون؟ "لا أجيب بهذا المنطق، وأعلن ان الكتلة الوطنية تطلب انهاء دور الهيئة العليا للمفاوضات في جنيف لأن صلاحياتها انتهت. وعلينا الذهاب الى تنفيذ القرار 2254 وان ننتج سلطة انتقالية وفق جنيف 2012".

*أستاذ لؤي لماذا نلمس لديكم ميلاً للتنصل من الدور الروسي في دعمكم؟
"لو كان تشكيل الكتلة ودورها بتدبير روسي فلماذا تحضر الدول الاوروبية مثل بريطانيا وهولندا والنروج وغيرها تحت مظلة روسية في مؤتمر بيروت. صحيح ان السفير الروسي أعطى تصريحات لوسائل اعلام في المؤتمر لكن غيره فعل ايضاً، وانا بادرت الى زيارة عدد من السفارات، وأخبرتهم عن اعتقادنا بأن الحرب مع السلطة انتهت وانه علينا المبادرة للعمل من أجل مرحلة ما بعد الحرب، ويمكن القول ان تحركنا نتاج مسار مؤتمر استانة".

*لكن ثقلاً اساسياً في المعارضة يرى الأمر هدنة وليس نهاية حرب؟
يجيب "أتحدى اي مجموعة كانت في استانة ان تطلق طلقة واحدة حتى في الافراح. اما في الخطاب، فمن مصلحة الطرفين القول ان الحرب لم تنته لأنهما يعيشان على سفك دماء السوريين".


*في المحصلة، سنكون في جنيف أمام وفود معارضة غير موحدة الرؤى حول الامور الجوهرية، يطلق على الامر مصطلح "منصات" موسكو والرياض والقاهرة... من سيحاور من اذاً ؟
"طرح صحيح، ونحن ككتلة أرسلنا الى السيد ستيفان دي ميستورا طلباً لكي يجمع أعضاء من الائتلاف الوطني والمنصات والكتلة الوطنية ليوحدوا رؤيتهم والا فما النتيجة من ذهاب الوفود...".


ويرفض حسين التشكيك في مدى تمثيل الكتلة الوليدة لتطلعات الشعب السوري المهجر والجريح، فيما "اليات فحص المستوى التمثيلي للمعارضات الأخرى غير قائمة... ونحن لا ندّعي هذا التمثيل"، مشيراً الى محاولته "التواصل مع الائتلاف الذي مُنِع من الحديث اليّ".


لم تسلك طريق دمشق أمامه بعد و"لا تواصل مع النظام اليوم"، وفق رئيس "تيار بناء الدولة" الذي كرر جملة "انتهت الحرب" مراراً خلال حديثنا. فأين هذه الأمنية من واقع ملايين السوريين داخل سوريا وخارجها اليوم؟


[email protected]
@Dianaskaini


 

الأكثر قراءة

كتاب النهار 11/26/2024 4:28:00 AM
الحديث عن قيام لبنان الجديد بيد إسرائيلية، هو وهمٌ يتوجب الكف عن التفكير فيه. لن يكون لدى الآخرين وقت للبكاء على لبنان، إن لم تدمع عيون سياسييه له!

اقرأ في النهار Premium