كرّمت مؤسسة "أنور سلمان الثقافية" الفائزين في جائزة أنور سلمان للإبداع في احتفال أقامته في الجامعة الأميركيّة، وهما: الشاعرة والأكاديمية الأردنية البروفيسورة مها العتوم والشاعر العُماني حسن المطروشي، وحضور الاحتفال نخبة من المهتمين من أهل الثقافة من لبنان والأردن وسلطنة عُمان، كما تخلّل الاحتفال إطلاق كتاب "الديوان الأخير.. قصائد غير منشورة" للشاعر الراحل خليل حاوي وبحضور عائلته.
وأعربت الباحثة البروفيسورة حُسن عبّود عن سعادتها بافتتاح الاحتفال وبتسليم جائزة أنور سلمان للإبداع في دورتها الثانية معتبرةً أنّ "مؤسسة "أنور سلمان" تحمل عَلَمَ الإبداع لإحياء المبادرات الثقافية، والجامعة الأميركية في بيروت تؤمن بتوأمة العلم والثقافة وشمولية الرؤية المعرفيّة والجماليّة.
ترسي هذه التوأمة الأساس الضروري لما يُسمّى البيئة المنتجة للعلم، والبيئة الاجتماعيّة المساندة لإنتاج العلم هي التي ينتشر فيها العلم بين عامة الناس ولا يقتصر على النخبة فقط. فالعلم يصبح ظاهرة اجتماعيّة واسعة حين ينسجم مع الثقافة العامة للمجتمع ويتفاعل معها على أرضية صلبة."
وبعد تسلّمه الجائزة، القى الشاعر العُماني حسن المطروشي كلمة شكر فيها المؤسسة ولجنة التحكيم معبراً عن "سعادته الكبيرة واعتزازه العظيم بالفوز بهذه الجائزة المرموقة التي ولدت وبدأت كبيرة فهي تمثّل أهمية كبرى بالنسبة له شخصياً كونها تأتي من لبنان بلد الحضارة والمعرفة والإبداع وهو بوصلة ومعيار حقيقي"، متابعاً: "دائماً ما أقول أن الشاعر والمبدع إذا استطاع أن يصل إلى المشهد اللبناني فهو وصل إلى عمق المشهد الشعري وإذا لم يصل لبنان فهو ما زال خارج قطر الدائرة، وتحمل هذه الجائزة أنها اسم رمز من الرموز الثقافية العربية ألا وهو الشاعر الراحل الكبير أنور سلمان الذي قدّم للثقافة العربية وللمكتبة العربية وللموسيقى العربية كما أشكر لبنان والمؤسسة ولجنة التحكيم التي منحتنا هذه الثقة فشكراً بحجم السماء وبحجم حبّي لكم وللبنان وأهله".
في المقابل، شكرت الشاعرة العتوم المؤسسة على التكريم والحفاوة معبّرةً عن سعادتها بالحصول على هذه الجائزة الكبيرة مناصفةً مع الشاعر المطروشي وتابعت: "هذه المؤسسة الثقافية التي أوجدت لنفسها مكاناً بارزاً في الثقافة العربية والشكر موصول بلجنة التحكيم ممثلةً بالشاعر الكبير شوقي بزيع والاساتذة درويش، بختي وشريح".
كما عبرّت عن سعادتها بأن يتزامن التكريم مع إطلاق الإصدار الأخير للشاعر الكبير خليل حاوي اللبناني والعربي بشعره وخلوده الفني والجمالي وأن يكون هذا الحفل في الجامعة الأميركية التي "كانت ومازالت وستبقى مركز إشعاعٍ فكري وعلمي وحضاري".
وخلال الحفل، أعلن أمين سر مؤسسة أنور سلمان الثقافية ورئيس دار نلسن للنشر الكاتب والناقد سليمان بختي عن إطلاق كتاب "الديوان الأخير" للشاعر خليل حاوي، قائلاً: "حاوي العائد إلينا من نهر رماده ليقول ونقول معه رغم غصة الافصاح وقسوة القلوب الموصدة بأن الشاعر الحقيقي لا يموت وان قصيدته الأخيرة وطلقته الأخيرة كانت طلقة نور في ليل هذه الأمة وهذه البلاد. وان لا أحد يستطيع اسكات صوت الحرية والهوية الحضارية".
وتجدر الإشارة إلى أنّ "مؤسسة أنور سلمان الثقافیة" أُنشئت في السنویة الثانیة لرحیل الشاعر وھي مؤسسة تُعنى بتكریم الابداع الثقافي إنطلاقاً من الإبداع الشعري. ومن ضمن نشاطاتھا الرئیسیة منح جائزة أنور سلمان للإبداع ذات البُعد العربي وقد مُنحت الجائزة في دورتها الأولى لكل من الشاعر الفلسطيني غسان زقطان، والمؤلف الموسيقي الشاعر غدي الرحباني، والمؤلف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني.