سماع إطلاق رصاص في محيط منطقة العدلية. واستنفار في المناطق التي عُرفت سابقاً بالمحاور. التلامذة في المدارس، والناس في أعمالهم، والقضاة والمحامون في قصر العدل، محاصرون جميعاً في نزاعات أهل السياسة، وفي تفلّت الشارع، وفي غياب الدولة.
صراعات أهل السياسة تنعكس على حياة الناس، على جودة تلك الحياة، وعلى نوعية الحياة. والخوف من أن تقضي على الحياة في ذاتها.
لا يهمّ من يبادر إلى إطلاق النار. لأنّه سيقابل بالنار، وستتحول إلى مواجهات أهلية، ونزاعات وصولاً إلى حرب أهلية، بل تحارب تستمر مفاعيله في النفوس وتزيد التباعد بين اللبنانيين.
لا يهم من يطلق النار النتيجة أنّ اللبنانيين يطلقون النار على أنفسهم ويتلاعب بهم أهل السياسة ويحولونهم وقوداً لصراعاتهم ونزاعاتهم.
"لا تطلقوا النار" نداء من "النهار" إلى كل مسؤول، إلى كل مواطن، حتى النار السياسي اتقوه، واذهبوا غلى المؤسسات، إلى الدولة، الملجأ الوحيد. والضامن الوحيد لبقاء البلد وللمحافظة على ناسهم.