الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

عن التأليف ... ومفاجأة الحريري

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

ما هو السرّ الخفيّ، أو "الحقيقي"، الذي يكمن خلف عملية تأخير الحكومة السلامية عشرة أشهر، ويلهي الناس وسواهم بقشور الكلام الذي لا يختلف عن تفسير الماء بالماء؟


هل هناك مَنْ يتعمّد عرقلة الرئيس تمام سلام؟ أو هل من نيّة لدى هذا الفريق السياسي أو ذاك لسوق البلد إلى منطقة الفراغ... أو رفع الأيدي بالعشر؟
الأحاديث المشُوبة بالشكوك وعلامات التعجب والاستفهام تتكاثر هذه الأيام، وتتطاير في مداولات المجالس السياسية كما المجالس بالأمانات.
وبديهي أن تكون الحكومة المنتظرة التي استهلكت "حركتها" عشرة أشهر من الصبر والانتظار هي لبّ الكلام وجوهر التساؤلات: هل من نيّات مبيّتة وغايات ومآرب تتعدّى مسألة التأليف، لتحطّ في "حمى" الاستحقاق الرئاسي... والحكومة الأولى للعهد الجديد؟
والأهم، مَن ذا الذي سيكون رئيس هذه الحكومة؟
ثمة مَن يطيب له أن يهمس ويرجّح أن المعركة "الحقيقية" هي ههنا. عند هذه النقطة. وإذا عُرف السبب بَطُل العجب.
وعند "شخص" رئيس الحكومة الأولى في العهد العتيد تتوقّف كل التحليلات، ويبدأ الكلام الأقرب إلى الهمس. وطبيعي أن يدور كل كلام، وكل سؤال، وكل نقاش يتصل بتأليف الحكومة السلامية حول الحكومة المفترض تأليفها عقب انتخاب رئيس جديد...
كانت التعقيدات تدور حول "الوزير الملك"، أو بصريح العبارة حول الوزير الذي يخرب التشكيلة عند اللزوم، ولدى تلقّيه إشارة من "حزب الله" مثلاً، أو من الفريق الذي يمون عليه.
ثم جاءت الثلاث ثمانات. ثم حضر البيان الوزاري، مرفقاً بالتحيات والتمنيات وثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة". ثم البيضة قبل الدجاجة أم العكس؟ والتأليف قبل البيان أم العكس؟ وتوزيع حقائب الدجاج والبقر قبل الاثنين معاً؟
لقد زارنا وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف حفظه الله، وكان والحق يُقال ظريفاً جداً، ولائقاً جداً، ومتفهّماً التعقيدات اللبنانية، وأين يكمن سرّ التعقيد والتأخير. فبشّرنا بأن كل شيء سيكون على ما يرام. وستكون حكومة. وسيكون رئيس. وسيكون استقرار. وأرفق ذلك كله بابتسامة ظريفة ومريحة.
عال. وأين العقدة، إذاً، وفي عهدة مَنْ كلمة السر والتعطيل، وتلك التي تؤشّر بالانفراج، فالإنطلاق في التأليف...
بعدما تراءى لجميع الناس أن الحكومة السلاميّة نضجت طبختها وخلال ساعات يتصاعد الدخان الأبيض، فوجئ القوم بعرقلة تشبه الضريبة المضافة التي لم تكن لتخطر في بال. لكن الرئيس سعد الحريري فاجأهم من الغرب ومن الشرق معاً، وأبدى استعداده للمشاركة في حكومة ائتلافية جديدة مع "حزب الله". فماذا سيكون الجواب؟


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم