الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

انتهت جنيف وابتعدت الحكومة

علي حماده
A+ A-

انتهت "جنيف 2"، فانهمرت قذائف النظام في سوريا على قرى عكار، وارتفع منسوب التوتر في خطاب قوى 8 آذار، والاهم ان الحكومة ابتعدت اكثر مع تراكم مطالب ميشال عون ("حزب الله") في المحاصصة، مما زاد في تعقيدات التأليف وفق الاتفاق الاساسي الذي جرى التوصل اليه مع رعاة عون الذين يتنصلون الآن من الاتفاق ويحيلون الامر عليه، قائلين لمن راجعهم في الايام القليلة الاخيرة كلاما من نوع ان عون "غير طبيعي"، او "ليقم تمام سلام بزيارة عون بلكي بحلحلها معه مباشرة" على اساس ان عون "بيحب مين بيدللو"! هذا هو لسان حال مرجعية عون في الثنائي الشيعي.
ولكن لا يخفى على احد ان الغاية من هذا الكلام هي التنصل من الاتفاق الاساسي مع "حزب الله" الذي عقده عنه الرئيس نبيه بري، والآن تراهم ينفضون ايديهم من موضوع العرقلة، ويستجدون رئيس الجمهورية والرئيس المكلف تريثا ومهلا اضافية، وألا يلجأ الرئيسان الى تقديم تشكيلة حكومية "واقعية". حتى النائب وليد جنبلاط يطلب تريثا ومهلا جديدة لعل الثنائي الشيعي يتمكن من حلحلة المشكلة. والحقيقة ان المشكلة التي يتم الحديث عنها غير موجودة. هي لا مشكلة على اساس ان حصة عون موجودة من ضمن سلة 8 آذار، التي يتعين عليها ان تحل المشكلة من ضمن اطرها، وليس على حساب الاتفاق الاساس الذي ينص على المداورة الشاملة.
لا مشكلة مع عون. المشكلة هي مع مرجعية عون: اي "حزب الله" الذي يرى في فقدان وزارتي الطاقة والاتصالات خسارة كبيرة جدا، كما يعرف المطلعون على خلفيات الامور.
ولكن من جهة اخرى لا بد من الحديث عن مطلب عوني حقيقي هذه المرة، ويتعدى المسائل النفعية او المادية التي يعشقها: رئاسة الجمهورية. والسؤال: هل ينتظر عون ثمنا بديلا من الوزارتين بترشيحه لرئاسة الجمهورية وخوض المعركة التي يعتبر انها ستكون الفرصة الاخيرة نسبة الى سنه المتقدمة؟ عون الذي حصل على الكثير من علاقته مع "حزب الله" يعتبر انه خُذل اكثر من مرة في المدة الاخيرة من مرجعيته الاستراتيجية في مواضيع استراتيجية مهمة بالنسبة اليه. انه ينتظر ثمنا يقبضه من "حزب الله". فما دخل بقية الافرقاء ليُطلب اليهم ان يسددوا متوجبات "حزب الله"؟
في مطلق الاحوال، كل ما تقدم يبقى نوعا من الرياضة الفكرية الفارغة ما دام اساس ازمة لبنان قائما: سلاح "حزب الله" غير الشرعي، واستمرار الحزب في استخدام الاغتيال السياسي وسيلة لتحصيل أثمان ومكاسب في الداخل. وما دام "حزب الله" يواصل سياسة نسف الكيان، وقتل الخصوم ستبقى المشكلة قائمة وكاملة.
لقد دعونا الرئيسين سليمان وسلام الى تحمل مسؤولياتهما وتشكيل الحكومة، وهذا واجبهما، وكلما تأخرا تلاشت صدقيتهما، وبالأخص صدقية الرئيس سليمان الذي أطلق العديد من المواقف التزم من خلالها تشكيل الحكومة قبل الخامس والعشرين من كانون الثاني الذي انقضى البارحة. فهل نفيق على حكومة الرئيسين في الساعات المقبلة؟


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم