الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

أميركا تعترض وفرنسا تستجيب ولبنان يرفض \r\nلائحة تسليح الجيش بالهبة السعودية قيد التعديل

سابين عويس
سابين عويس
A+ A-

اكتسبت زيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي للمملكة العربية السعودية في عطلة نهاية الاسبوع، والتي عاد منها أمس، أهمية بارزة في إطار تقرير وجهة المساعدات التي ستحصل عليها المؤسسة العسكرية بموجب هبة الـ3 مليارات دولار التي قدمتها المملكة، وأعلن عنها رئيس الجمهورية نهاية العام المنصرم، وذلك في ضوء معلومات سبقت الزيارة وكانت موضع تداول على مستوى ضيق وسري جدا بين المراجع المختصة حول نوعية الاسلحة التي ستشملها الهبة ووجهة استعمالها.


وبحسب المعلومات المتوافرة لـ"النهار"، فإن القصة كانت بدأت مع الاعلان الرئاسي عن الهبة السعودية من خلال حركة اتصالات ديبلوماسية بين لبنان وفرنسا من أجل تحديد لائحة بأنواع الاسلحة والعتاد الذي يحتاج اليها الجيش. وقد تم إعداد لائحة مفصلة بتلك الحاجات وضعتها لجنة ضمت ضباطاً كباراً من قيادة الجيش والمعنيين بالمساعدات العسكرية، إنطلاقاً من طلب قيادة الجيش تعزيز قدراته بالاسلحة الدفاعية الجوية والبرية والبحرية، وتجهيزه بالدبابات والآليات المدفعية التي تتيح له تعزيز جهوزه وقدرته على التصدي وحماية الاستقرار.
لكن الجانب الفرنسي لم يلتزم تأمين لائحة الاسلحة التي طلبتها قيادة الجيش. وقد بدا من المراسلات الديبلوماسية أن الهبة السعودية لن تلبي كل حاجات الجيش. واستدعى الامر زيارة قام بها قهوجي لباريس منتصف الشهر الماضي، بقيت بعيدة عن الاضواء ولم يرشح عنها الكثير من المعلومات بإستثناء الاشارة الى ان لقاءات قائد الجيش مع المسؤولين العسكريين الفرنسيين تناولت نوعية السلاح المطلوب لبنانياً. وعلم ان قائد الجيش لم يكن مسرورا بلائحة الاسلحة التي قررت فرنسا تسليمها الى الجيش، بإعتبار انها لا تتطابق في جزء منها مع ما تطلبه المؤسسة العسكرية.
وعزت مراجع سياسية بارزة سبب تراجع فرنسا عن تسليم الاسلحة المطلوبة، إلى تدخل أميركي وضع فيتو على بعض الانواع الواردة في اللائحة، ولا سيما ما يتعلق منها بالمدفعية والصواريخ. وعلم في هذا المجال أن حيزاً اساسياً من زيارة السفير الاميركي ديفيد هيل للسعودية الاسبوع الماضي تناول هذا الموضوع مع المسؤولين السعوديين. ويعزو الجانب الاميركي تحفظه عن الاسلحة المطلوبة إلى مخاوفه من وقوعها في أيدي إرهابيين أو متطرفين، علما أن تسليح الجيش بما يلزم، من شأنه أن يثير إعتراضا إسرائيليا، وهو ما وجدت فيه المراجع سببا وجيهاً لتغيير نوعية الاسلحة.
وتضيف المعلومات المتوافرة لـ"النهار" في هذا الشأن أن قائد الجيش ابلغ الجانب الفرنسي رفضه اللائحة التي أعدتها باريس، كما ابلغ لبنان الرسمي هذا الموقف إلى فرنسا، مع الاشارة إلى ان اللائحة الفرنسية ليست هي ما يطلبه لبنان.
وكان قهوجي ابلغ فور عودته من باريس رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الموقف الفرنسي.
وفي حين لم ترشح بعد اي معلومات وافية عن نتائج زيارة قهوجي للمملكة العربية السعودية ومحادثاته مع المسؤولين، اطلع قهوجي رئيس الجمهورية امس على صورة تلك المحادثات.
ولم تستبعد مصادر سياسية ان يكون قائد الجيش قد عرض الموقف اللبناني من وجهة إستعمال الهبة السعودية، وضرورة ان تلبي الحاجات العسكرية للجيش، كما وضعتها قيادته وليس كما تريد فرنسا او الولايات المتحدة صرفها، وذلك من أجل أن تؤتي الهبة أهدافها، علما أن موعد بدء التنفيذ حدد خلال شهر من اليوم.
ويشار الى ان قيادة الجيش كانت تقدمت الى مجلس الوزراء بخطة خمسية لتسليح الجيش ودعمه بقيمة 4,4 مليارات دولار، وقد اقر المجلس اعتمادات بقيمة مليار و600 مليون دولار لهذه الغاية. وتأتي الهبة السعودية لتكمل المبلغ المتبقي من الخطة.
وابرز ما تضمنته الخطة، إقامة منشآت في جنوب الليطاني ونقاط تمركز على الحدود البريّة (200 مليون دولار) وتأهيل القواعد الجويّة (50 مليونا) وتطوير سلاح الجوّ، وصيانة الطوافات وتأمين ذخيرة مع شبكة رادار جوّي بـ300 مليون دولار، فضلا عن تطوير سلاح البحريّة، مع تسليح حديث بقيمة 200 مليون دولار وتطوير سلاح مضاد للدروع بـ 80 مليوناً وتطوير سلاح المدفعيّة بـ 100 مليون وسلاح المدرعات بـ 80 مليوناً.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم