الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

"السي. آي. إي" والخارجية ضدّي... و"البنتاغون" معي

سركيس نعوم
سركيس نعوم
A+ A-

انتظر المعارض العراقي البارز "السولو" المثير للجدل حصول موجّهي المذكرة إلى الرئيس جورج بوش الإبن على أجوبته عن أسئلتهم المتعلقة بآثار السلاح الكيماوي على رؤوس صواريخ عراقية. وعندما وصلت إليهم نشر التقرير بواسطة الصحافي الأميركي جيم هوغلاند الذي قال في مقدمته وبعد اخذ موافقة المعارض المشار إليه أعلاه، انه حصل على التقرير منه. "قامت القيامة" يقول المعارض، "واتصل بي مارتن إنديك من وزارة الخارجية طالباً لقائي. وسألني في اللقاء: لماذا نشرت التقرير؟ أجبته: لقد حصلت عليه ورأيت أن نشره مناسب لقضيتنا. وبعد مناقشة وأخذ وردّ قال لي إنديك: إذا كنت تعتقد أن ذلك سيدفعنا إلى إسقاط صدّام حسين ونظامه فأنت مخطىء".
ماذا عن "قانون تحرير العراق" الذي أصدره الكونغرس الأميركي بعد جهود حثيثة منك بحسب قولك؟ سألتُ. أجاب: "حرّكت الجمهوريين، وكان ذلك أيام الرئيس بيل كلينتون. وشرحت لهم أبعاد المشروع وأهميته بالنسبة إلى العراقيين وإلى أميركا في الوقت نفسه، فمشوا به. حصل أولاً على موافقة مجلس النواب. وقال الذين لا يريدون "التورُّط" مباشرة في إنهاء صدّام لن يمر في مجلس الشيوخ. لكنه مرّ. فقالوا إن كلينتون لن يوقّعه. لكنه وقّعه بعد ثلاثة أسابيع. قالوا إنه لن ينفّذه. فقلتُ. عال (أي حسناً)، لكنه موجود ولم يعد في إمكان الأميركيين التهرُّب منه. تكوّنت مع الوقت عند الرئيس جورج بوش الابن عقدة أو انزعاج اعتقاداً منه أنني أنا الذي ورّطته في العراق. هذا ما يقال في أميركا. "الـسي. آي. إي" أي المخابرات المركزية ووزارة الخارجية في أميركا كانتا ضدي. و"البنتاغون" أي وزارة الدفاع كانت معي".
ماذا فعلت عندما قرّر الرئيس بوش غزو العراق؟ سألتُ. أجاب المعارض البارز "السولو" و"المثير للجدل" نفسه: "حضّرت نفسي. وكنت يومها في كردستان التي أمضيت فيها قسماً كبيراً من وقتي وأنا أعدّ للتخلص من صدّام بالتشاور مع المعارضات العراقية المتنوعة، سواء المقيمة داخل العراق أو خارجه، وكذلك مع طهران التي كانت تستضيف أعداداً مهمة منها. أعددت فرقة من 1200 مقاتل بكامل أسلحتهم واشتريت أجهزة كومبيوتر عدة ومولداً كهربائياً صغيراً وقلتُ لأحد ضباط القوات الأميركية التي كانت تجمَّعت في المنطقة لدخول العراق. أنا جاهز وسأدخل قبلكم وليس معكم. وسأساعد على تهيئة الأجواء. فقال لي: أنت لا خبرة لديك في هذه الأعمال العسكرية وأنت غير متعوِّد "بهدلة" العيش في الصحراء في ظروف قاسية إذ لا مياه ولا كهرباء وما إلى ذلك. فأجبتُ انني لست من معارضي الخارج. أنا جزء من الداخل. وتبين لي أن أميركا لا تريد معارضة الخارج أو ربما بعضها وتركّز على معارضي الداخل، علماً أنها اليوم في سوريا تحمي معارضي الخارج وتغطّيهم وتمنع معارضي الداخل من الاشتراك في الجهود لحل الأزمة السورية. وقال الأميركيون لنا ذلك علناً: أنتم لا تمثّلون لأنكم في الخارج. الخارجية الأميركية كانت تحاول التخلّص مني أو بالأحرى إبعادي عن الاجتماعات التي تعقدها مع المعارضة، ومنعي من أن أكون جزءاً من الجهة المؤلفة من معارضي الداخل والخارج. وفي إحدى المرات دعت الخارجية إلى اجتماع معارضة. دعاني مسؤول كبير لحضوره. وعندما وصل ممثل أو ممثلو الخارجية اعترضوا على مشاركتي. لكنه لم يلقَ بالاً لاعتراضها. في أي حال، لم يمنعني ذلك من إعداد نفسي لدخول العراق قبل الغزو "الرسمي". وفي شباط 2003 أي قبل نيف وشهر من الغزو المذكور، نقلت لي طائرة أميركية (أو طائرات) 247 من المقاتلين الذين كانوا معي. وطلبوا مني ألا أرافقهم إذ أستطيع الانضمام إليهم في اليوم التالي. وفي اليوم التالي هذا قالوا لي: لا أنت تدخل العراق ولا مقاتلوك. وقيل لي إن أمراً بذلك أتى من القيادة العسكرية. ثم تحدث معي أحد الضباط طالباً مني عدم الذهاب إلى العراق. لماذا؟ سألتُ. أجاب: ان المكان غير مجهَّز لك. صحراء ولا كهرباء أو مياه. فكرّرت أنني سأذهب. قال: "هناك سبب ثانٍ وكان غير مقنع. ثم اعطى سبباً ثالثاً دعا فيه إلى البقاء حيث أنا والانتظار. رفضتُ قائلاً: سأذهب. واعتبروا ذلك عناداً. أرسلونا بالطائرة إلى قاعدة في الصحراء مُهدَّمة من أيام صدام. لم يكن فيها شيء، لا مياه ولا كهرباء. كان معي كومبيوترات ومولد كهربائي صغير. اتصلت بأخي في الكويت. فجلب لي أموالاً ومواد غذائية تكفي الجميع ومياهاً".
ماذا عن "اجتماع لندن" للمعارضة العراقية في جعبة المعارض العراقي البارز "السولو" و"المثير للجدل"؟


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم