الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

رحِّلوا "نقطة" الخلاف...

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

ما بال اللجنة الوزارية تُغرق نفسها في فنجان "الثلاثية" كما لو عن سابق تصوّر وتصميم، وتُغرق في الوقت ذاته فرحة التأليف التي لم تتمكّن بعد من الوصول إلى باب قاعة الجلسات في مجلس النواب؟


أعضاء اللجنة يعلمون، والناس عموماً أخذوا علماً وخبراً من زمان، أن لا المكان مكان "الثلاثية" بارك الله في خيراتها المتدفِّقة على البلد، ولا الزمان زمانها. وليست مطروحة لا بالطول ولا بالعرض في هذه الفترة القصيرة، كَون عمر الحكومة يكاد يُحسب بالأسابيع إن لم يكن بالأيام.
واللبنانيون يتقلّبون فوق نار الانتظار والجمود... الذي لا يتحرّك إلا بفعل "هديّة انتحاريّة" لا تختلف بتوقيتها ومفعولها عن المَثَل القائل فوق الدكّة شرطوطة، أو فوق الطين بلّة.
ليس المطلوب الآن بياناً وزارياً يشرِّح الوضع السياسي في لبنان، والمتغيّرات في المنطقة، والمواقف والإجراءات التي تتعهّد الحكومة باتخاذها والإقدام عليها، عَبْر أربعين أو ثلاثين أو عشرين صفحة من عيون اللغة الإنشائيّة التي تُوضع عادة فوق الرفوف أو داخل خزائن المحفوظات.
بيان بسيط من صفحتين ونصف صفحة يطرح أهم العناوين والاهتمامات التي ستحاول الحكومة خلال حقبة محدّدة معالجتها، وهي جميعها تنحصر بين تحريك دورة الحياة الاقتصادية المعطّلة ولُقمة العيش التي باتت لا تختلف عن صيد السمك بالنسبة إلى فئة كبيرة من الناس.
ثم الأمن. أو المسألتان معاً، كخطّين متوازيين... يلتقيان عند بوابة الهموم المُزمنة، والتي تسيطر على أفكار وعقول واهتمامات معظم اللبنانيين.
على أي أساس، ومن أجل أية أهداف، تمَتْرست لجنة البيان عند عقدة "الثلاثية"، وكأنما لبنان ذاهبٌ غداً صباحاً باكراً مع الفجر إلى معركة واترلو أو أوسترليتز أو العلَمين؟
إنها لعقدة مُفتعلة ومُصطنعة، ولا يجوز التعلّق بها، كونها ليست واردة الآن على الأقل... إلا إذا كان طارحوها والمصرّون عليها يخطّطون لأزمة طال الحديث عنها والتغزّل بها: الفراغ. أو فراغ السلطة. أو فراغ الدولة والحُكم والمؤسسات عند هذا المفترق المصيري، وهذا ما لا يتمناه أهل آذار بضفّتيه.
فكل القصة ليست حرزانة. وليس هناك سبب واحدٌ يبرّر زجّ هذه "العقدة"، المرفوضة أساساً شكلاً ومضموناً، في الوقت الحاضر، وضمن بيان لحكومة مهمتها العليا تحضير الأجواء الملائمة للاستحقاق الرئاسي، بالإضافة إلى ما ذكرناه عن الحلحلة الإقتصادية ولُقمة الخبز والزيتون.
ثمّة مَنْ كان يبشّر بإنجاز البيان خلال جلسة الأمس. ولكن، حتى إذا لم يكن هناك اتفاق، فمن المُستحسن والمُستحبّ ترحيل نقطة الخلاف أو عقدة "الثلاثية" إلى "طاولة الحوار الوطني". فرحّلوها.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم