الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

روسيا تعطي نفسها حق اللجوء الى القوة في اوكرانيا.. ودعوات أوكرانية الى التعبئة العامة

المصدر: "أ ف ب"
A+ A-

حصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من المجلس الاتحادي الروسي على الضوء الاخضر "للجوء الى القوات المسلحة" الروسية في اوكرانيا، في الوقت الذين تشهد المناطق التي يتحدر سكانها من روسيا في شبه جزيرة القرم ومناطق اخرى اضطرابات ذات طابع انفصالي.


ووافق المجلس الاتحادي بالاجماع اثر اجتماع طارئ على الطلب بهذا الصدد الذي كان بوتين قدمه اليه قبل ساعات.
وجاء في بيان صادر عن المكتب الصحافي للكرملين "نتيجة الوضع الاستثنائي في اوكرانيا، والخطر المحدق بارواح المواطنين الروس، مواطنينا، والقوات المسلحة الروسية المنتشرة في اوكرانيا"، طلب بوتين السماح بـ"اللجوء الى القوات المسلحة الروسية داخل الاراضي الاوكرانية حتى تطبيع الوضع السياسي في هذا البلد".
وتتيح هذه الصياغة لروسيا استخدام قوات ترسلها من روسيا، او استخدام قوات الاسطول الروسي في البحر الاسود الذي يتمركز في سيباستوبول في شبه جزيرة القرم ويصل عدد جنوده الى نحو 20 الفا.
وبات بامكان بوتين تحريك القوات المسلحة الروسية ساعة يشاء. واوضح الناطق باسم الكرملين ديمتري بسكوف بهذا الصدد "ان الرئيس هو الذي يتخذ القرار ولا يوجد قرار في الوقت الحاضر".
وقبل ذلك اعلنت رئيسة المجلس الاتحادي الروسي فالنتينا ماتفيينكو "علينا ان نحمي مواطنينا" مضيفة "من الممكن بسبب الوضع ارسال قوة محدودة لضمان امن اسطول البحر الاسود والمواطنين الروس الذين يعيشون في القرم".
وكان رئيس الحكومة الجديد في جمهورية القرم سيرغي اكسيونوف طلب خلال النهار من الرئيس الروسي المساعدة "لاقرار السلام واستعادة الهدوء" في هذه المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي داخل اوكرانيا.
في كييف تحركت السلطات الاوكرانية الجديدة للرد على هذه التطورات ودعت مجلس الامن القومي والدفاع الى الاجتماع. كما دعا فيتالي كليتشكو احد كبار المسؤولين الاوكرانيين البرلمان الى اعلان "التعبئة العامة" بمواجهة ما وصفه ب"العدوان الروسي" على اوكرانيا.
ويعقد مجلس الامن اجتماعا للتشاور حول تطورات الوضع في اوكرانيا وشبه جزيرة القرم، بناء على طلب بريطانيا.
من جهة ثانية اعلن المجلس الاتحادي الروسي انه سيطلب من الرئيس بوتين استدعاء السفير الروسي من واشنطن. وقال نائب رئيس المجلس الاتحادي يوري فوروبييف ان الرئيس باراك اوباما تجاوز "خطا احمر" و"اذل الشعب الروسي" عندما اعلن الجمعة ان اي تدخل عسكري روسي في اوكرانيا سيكون له "ثمن".
على الارض تعددت النقاط الساخنة في المناطق التي يتحدر سكانها من روسيا في شرق وجنوب اوكرانيا حسب ما افاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية الذين شاهدوا العديد من المسلحين المنتشرين امام مواقع استراتيجية، اضافة الى تظاهرات حاشدة مناهضة للحكم الجديد في كييف.
واصيب نحو مئة شخص بجروح في خاركيف في شرق اوكرانيا خلال تظاهرة مؤيدة لروسيا انتهت بمهاجمة نحو 300 متظاهر مقر الادارة الاقليمية، حيث كان يتحصن مؤيدون للحكم الجديد في كييف.
وفي دونتسك معقل الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش في شرق اوكرانيا اعلنت السلطات انها تنوي اجراء استفتاء حول وضع منطقة دونباس على غرار ما يتم الاعداد له لمنطقة شبه جزيرة القرم ورفع علم روسي على مقر المجلس الاقليمي لهذه المنطقة.
وكان اكثر من عشرة الاف شخص تظاهروا صباح السبت في هذه المدينة ضد سلطات كييف وشدد الخطباء على "تطلع شبه جزيرة القرم الى الانضام الى روسيا".
واتهمت كييف روسيا بنشر الاف الجنود الاضافيين في شبه جزيرة القرم. وقال وزير الدفاع الاوكراني ايغور تينيوخ ان "روسيا زادت عدد قواتها بنحو ستة الاف جندي".
واضاف ان 30 عربة مدرعة روسية انتشرت ايضا في اوكرانيا منددا بما سماه "خرقا فاضحا" للاتفاق الذي ينظم وجود الاسطول الروسي في سيباستوبول في شبه جزيرة القرم.
وقال رئيس الحكومة الاوكرانية ارسيني ياتسينيوك ان "وجود عسكريين روس في القرم هو استفزاز" الا انه اضاف ان "المحاولات لجر اوكرانيا الى ردة فعل عبر استخدام القوة فشلت".
واعتبر ان روسيا تحاول حاليا تكرار تجربتها في منطقة اوسيتيا الجنوبية الانفصالية في جورجيا عام 2008 عندما شنت هجوما صاعقا على القوات الجورجية ما اجبر جورجيا على الاعتراف باستقلال اوسيتيا الجنوبية.
وبموجب الاتفاقية الموقعة بين البلدين التي تنظم وجود الاسطول الروسي في شبه جزيرة القرم يحق لروسيا تحريك قواتها في هذه المنطقة شرط ابلاغ السلطات الاوكرانية بذلك قبل 72 ساعة، الامر الذي لم يحصل هذه المرة حسب ما اعلن وزير الخارجية الاوكراني اندري دختشيتسا.
وبات العديد من المواقع الاستراتيجية في شبه جزيرة القرم واقعا تحت سيطرة مسلحين تجنبوا وضع اي اشارة تحدد هوياتهم. وباتوا يسيطرون على مطارات سيمفيروبول عاصمة شبه جزيرة القرم وسيباستوبول وكيروفسكي اضافة الى وسط سيمفيروبول ورفعوا العلم الروسي على العديد من المباني الرسمية.
وفي سيباستوبول قامت مجموعة كوماندوس تتالف من نحو 300 عنصر بتكليف من وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بمحاصرة المقر العام لحرس الحدود الاوكرانيين. وقال المهاجمون انهم تلقوا من الوزير "الامر باحتلال هذا الموقع".
من جهته قال المجلس البلدي في المدينة انه لم يعد يعترف بسلطة كييف وانه يؤيد اجراء استفتاء حول وضع منطقة شبه جزيرة القرم.
ولم يخف الغربيون خلال الساعات الاخيرة قلقهم من تطورات الوضع في اوكرانيا.
ودعا الأمين العاكم للأمم المتحدة بان كي مون إلى التهدئة الفورية للأزمة الأوكرانية


من جهته اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان موافقة المجلس الاتحادي الروسي على تدخل عسكري في اوكرانيا "يشكل تهديدا فعليا لسيادة اوكرانيا ووحدة اراضيها". وراى هولاند وفق بيان للرئاسة انه "ينبغي بذل كل ما هو ممكن لتفادي تدخل خارجي واخطار تصعيد وشيك"، موضحاً ان موقف هولاند جاء بعد تشاوره هاتفيا مع رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك.


وقالت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في كلمة القتها في برلين "ان ما نعيشه حاليا في القرم يقلقنا" مضيفة "من الطبيعي القول انه لا بد من القيام بكل ما هو ممكن للحفاظ على وحدة اراضي اوكرانيا".


أما رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون فاعلن ان لا مبرر لتدخل عسكري روسي في اوكرانيا بعد ان صوت المجلس الاتحادي الروسي على نشر قوات في هذا البلد.


وقال كاميرون "لا يمكن ان يكون هناك مبرر لتدخل عسكري خارجي في اوكرانيا، وهذا ما قلته للرئيس (فلاديمير) بوتين الذي تحادثت معه البارحة"، مضيفاً أنه  "على كل طرف ان يفكر بعناية قبل التحرك وان يعمل لخفض التوترات لا لتصعيدها. ان العالم ينظر الينا".


وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قد رأى ان موافقة المجلس الاتحادي الروسي على "عمل عسكري داخل الاراضي الاوكرانية" يشكل "تهديدا قد يكون خطيرا لسيادة" هذا البلد.
وقال هيغ في بيان "انا قلق للغاية حيال تصاعد التوتر في اوكرانيا وقرار البرلمان الروسي ضد ارادة الحكومة الاوكرانية بالسماح بعمل عسكري داخل الاراضي الاوكرانية. ان هذا العمل هو تهديد قد يكون خطيرا لسيادة واستقلال ووحدة اراضي اوكرانيا".
ومن المقرر ان يعقد وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي اجتماعا الاثنين لمناقشة تطورات الوضع في اوكرانيا. كما وأعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فو راسموسن عبر "تويتر" إن سفراء الحلف سيجتمعون في بروكسل غدا الأحد لبحث الوضع في أوكرانيا.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم