الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

تشدّد "حزب الله" ترهيب للرئيس المقبل ؟ اللاجئون السوريون 4 ملايين في 2015

A+ A-

على رغم مسحة تفاؤل حاول وزراء في لجنة صياغة البيان الوزاري اضفاءها لعدم الاعتراف بفشل كل المساعي لإخراج بيان توافقي وتالياً تعطيل المسار الحكومي، فان الاجواء الملبدة توحي بعكس ذلك تماما، وخصوصا في ظل الهجوم غير المسبوق لـ ”حزب الله” على رئيس الجمهورية ميشال سليمان، والذي سارع وزراء وقوى في 14 آذار الى الرد عليه، ولا سيما منهم القوى المسيحية التي اعتبرت ان في الكلام استباحة لموقع الرئاسة الاولى .


فبعدما طرح الرئيس سليمان ثلاثية ”الارض والشعب والقيم المشتركة”، سارع ”حزب الله” الى اعنف هجوم عليه، واصفا كلامه بـ”المعادلات الخشبية”، قائلا: ”مع احترامنا الأكيد لمقام رئاسة الجمهورية وما يمثل فإن الخطاب الذي سمعناه يجعلنا نعتقد ان قصر بعبدا بات يحتاج في ما تبقى من العهد الحالي، إلى عناية خاصة لأن ساكنه أصبح لا يميز بين الذهب والخشب”.
بعدها، ردّ الرئيس على الرد بشكل مقتضب، عبر ”تويتر”: ”قصر بعبدا يحتاج الى الاعتراف بالمقررات التي تم الاجماع عليها في ارجائه: اعلان بعبدا”.


سليمان
وعلمت ”النهار” ان مستشارين لرئيس الجمهورية ومسؤولين في ”حزب الله” أجروا في الساعات الأخيرة اتصالات لتبريد الاجواء بعد الحملة التي شنها الحزب انتقادا لموقف الرئيس سليمان من ”المعادلات الخشبية” التي فسّرها الحزب بأنها تستهدف ”ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة”، فيما تقول أوساط الرئيس انها أعم واشمل وترد على الاجواء المتشنجة التي سجلت تراجعاً عما تم التوصل اليه من مخرج لموضوع ”اعلان بعبدا” في البيان الوزاري من خلال الاكتفاء باعتماد عبارة التزام مقررات الحوار بما فيها هيئة الحوار في بعبدا، فإذا بفريق في اللجنة يعود الى الاصرار على موضوع المقاومة بما ينسف المخرج المشار اليه ويؤدي الى مقابلة التنازل بالتشدد، في حين ان الرئيس سليمان يعوّل كثيرا على انجاز البيان الوزاري كي يخاطب لبنان العالم في مؤتمر باريس من موقع مقتدر عبر حكومة حاملة ثقة مجلس النواب. وتساءلت هذه الاوساط: هل يعني هذا التشدد ارهاباً واخضاعاً للرئيس المقبل للجمهورية والقول له انه ممنوع عليه المس بوضع المقاومة التي لا تخضع لسلطة الدولة كما هو الحال الان؟ ورفضت الاوساط هذا المنطق واكدت ان الرئيس سليمان يرفض أيضا تمنينه بأن هذا الفريق انتخبه على أساس انه رئيس توافقي، في حين ان الواقع غير ذلك. فالرئيس سليمان جاء بمعادلة عربية واقليمية ودولية في وجه رفض فريقيّ النزاع بلبنان له، لذلك فهو توافقي لجمع فريقي النزاع، لكن الاولوية عنده للمصلحة الوطنية.


البيان الوزاري
وعشية اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة اعداد مسودة البيان الوزاري، علمت ”النهار” ان الاتصالات نشطت بين اطراف عدة في مقدمهم رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس سعد الحريري ورئيس ”جبهة النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط ومنسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميل من أجل ايجاد مخرج للمأزق الذي وصل اليه البحث في اللجنة والذي تفاقم بسبب السجال الذي نشب بعد حملة ”حزب الله” على رئيس الجمهورية. وفي حصيلة هذه الاتصالات حتى مساء أمس ان النتائج لم تكن ايجابية وسرت توقعات ان يبادر ممثلا ”حزب الله” الوزير محمد فنيش و”أمل” الوزير علي حسن خليل في اجتماع اللجنة مساء اليوم الى التصعيد وان يطالبا بالعودة الى مناقشة قضايا في البيان تم الاتفاق سابقاً عليها مما يستدعي من ممثلي 14 آذار في اللجنة الرد والتمسك بالثوابت ولا سيما منها ما يتعلق بإعلان بعبدا ومرجعية الدولة في ما يتصل بالمقاومة. ويربط المراقبون بين التأزم في البحث في اللجنة والمواقف التي اطلقها رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بوروجردي في لبنان بما يوحي ان ثمة تطورات منتظرة بعد جمود احداث ايجابية على المستوى الاقليمي. وفي هذا الاطار سأل عضو اللجنة الوزير سجعان قزي: ”لماذا ينسق حزب الله مواقفه العسكرية في مقاومته في سوريا مع الدولة السورية ومواقفه في المنطقة مع ايران ويرفض ان يفعل ذلك مع الدولة اللبنانية التي هي أولى بالمعروف؟”.


بري
ونقل زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري ان لا تفاؤل بموضوع لجنة البيان الوزاري واجتماعها اليوم بسبب الاجواء غير المشجعة بعد خطاب الرئيس سليمان ورد ”حزب الله” عليه.
ونقلوا عنه ايضا: لدينا العديد من الاقتراحات وفي امكاننا ان نقدمها في شأن مسألة المقاومة شرط وجود اجواء مؤاتية واستعداد لدى الاطراف للتوصل الى مخرج من هذه النقطة. ويكرر بري: ليس وارداً ابدا التخلي عن المقاومة ولو حصل هذا الامر لما بقي الجنوب ولا لبنان.
امام هذا الواقع الذي يعيشه مختلف الافرقاء، لا يزال في الامكان ان يتوصلوا الى اقتراحات تساعد على انجاز البيان الوزاري مع الحفاظ على حقوق لبنان. وكما تمّ الاتفاق على مخرج لاعلان بعبدا عبر صيغة لاقت قبولا من اعضاء اللجنة، ثمة امكان لصيغة للمقاومة.
ويقول بري: لا ضرورة للبحث في الغاء عبارة المقاومة لان حروفها ومعانيها وتضحيات الشهداء أغلى من كل ذهب العالم وهي تشكل بنيان هذا الوطن.


جنبلاط
وعلمت ”النهار” أن النائب وليد جنبلاط أجرى اتصالات هاتفية في الساعات الأخيرة لحل عقدة البيان الوزاري مع الرئيسين بري والحريري.
وقال الوزير وائل ابو فاعور لـ ”النهار” ان لجنة البيان غير قادرة على تفاهم سياسي على المقاومة وسوريا.


حرب
وسألت ”النهار”وزير الاتصالات بطرس حرب عن رأيه في احتمال أن تمر بعد 15 يوماً مهلة الشهر التي نص عليها الدستور لتقديم الحكومة بيانها الوزاري إلى مجلس النواب، من غير أن تتوصل الحكومة إلى الاتفاق على صياغته، فتمنى بداية عدم الوصول إلى هذا الوضع، وقال ”إن الدستور لم يحدد تدبيراً معيناً ونتائج هذا الاحتمال، مثل اعتبار الحكومة في وضع الساقطة حكما. وهناك قانونيون يعتبرون مهلة الشهر حثّية أو تحفيزية لوضع البيان لا أكثر. ولا شك في أن مشكلة ستطرأ وسيقوم جدل حولها”.
ورأى ”أن فريقاً سياسياً لا يرغب في أن تنال الحكومة الثقة لتظل في مرحلة تصريف الأعمال، مما يجمّد الأوضاع ويسيء إلى مصالح الناس، وهذا يتناقض بالطبع مع أجواء المساعي التي أدت إلى تأليف الحكومة. الجهود تنصب حالياً على التوصل إلى صيغة يوافق عليها الجميع، وإذا لم تنجح فلكل حادث حديث”.
وقال حرب ايضاً إن ”حملات التوتير والتهجمات المسيئة على رئيس الجمهورية هي عناصر تعقيد تدفع كل طرف إلى التشبث بموقفه. من جهتنا، لسنا في وارد القبول بصيغة لا تنص على مرجعية الدولة الحصرية في مواجهة أي اعتداء على لبنان. يمكن أي فريق أن يساهم مع الجيش في الدفاع ولكن بشرط أن يكون هناك مسؤول في الدولة أمام الشعب يمكن مساءلته فلا تبقى الأمور فالتة”.


مهلة الشهر والصلاحيات
واذا كان حرب يعتبر ان مشكلة ستطرأ بانتهاء مهلة الشهر، فان السؤال الابعد هو عن الجهة التي ستؤول اليها صلاحيات الرئاسة الاولى في حال عدم نيل الحكومة الثقة، وحصر عملها في تصريف الاعمال.
فقد أكد الخبير الدستوري الدكتور حسن الرفاعي لـ”النهار” ان حكومة تصريف الاعمال هي عملياً حكومة ميتة تكلف تصريف أعمال محدودة وفقاً للدستور، أما صلاحيات رئيس الجمهورية فهي كاملة في الدستور ولا يمكن أن تنقص. ولا يمكنها تالياً ان تتولى صلاحيات الرئيس وفقاً لأحكام الدستور. فلكي تتسلم صلاحيات رئيس الجمهورية يجب ان تكون شرعية وحائزة ثقة مجلس النواب.
كما أكد العضو السابق في المجلس الدستوري الوزير السابق سليم جريصاتي لـ”النهار” ان البيان الوزاري هو برنامج للحكومة الذي تنال على أساسه الثقة من مجلس النواب، لكن ”البيان الوزاري لا يتمتع بالقيمة او القوة الدستورية. أما اذا لم توفق الحكومة في انجاز بيانها الوزاري والتقدم من مجلس النواب لنيل الثقة على أساسه ضمن مهلة 30 يوماً، فتعتبر مستقيلة وتبقى حكومة تصريف أعمال الى حين حلول حكومة جديدة محلها. الا ان هذه الحكومة تكون والحال هذه مفتقرة الى ثقة مجلس النواب، ولا تستطيع حتماً تولي صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة طالما انها لم تتمتع بثقة مجلس النواب”.


مؤتمر باريس
على صعيد آخر، علمت ”النهار” ان مؤتمر باريس الخاص بدعم لبنان لتحمل اعباء النازحين السوريين سيشهد وثائق يحملها الوفد اللبناني تتضمن معطيات عن انتشار كثيف للاجئين يمتد حالياً من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب وسط توقعات ان يبلغ عددهم سنة 2015 أربعة ملايين. وسيفتتح المؤتمر الاربعاء المقبل في قصر الاليزيه بكلمة للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، ثم تكون كلمة لرئيس الجمهورية ميشال سليمان. ويشارك في المؤتمر وزراء خارجية الدول الكبرى وأوروبا والدول العربية وستكون للرئيس سليمان محادثات مع وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري ووزير خارجية روسيا سيرغي لافروف وسائر الدول الكبرى والعربية.


مهرجان الزامبو
وبعيدا من السياسة، تبدأ الطوائف المسيحية اليوم صومها الخمسيني، ولهذه الغاية استبقت طرابلس والميناء المناسبة بمهرجان ”زامبو” الذي بات تقليدا يشارك فيه مسيحيون ومسلمون، ويكتسب هذه السنة اهمية قصوى في الشمال الذي يشهد جولات من الاشتباكات. وقد طلى المحتفلون أجسامهم ووجوههم بألوان مختلفة وخرجوا إلى الشوارع في أزياء تماثل ملابس سكان أميركا الجنوبية الأصليين حيث غنوا ورقصوا في طريقهم إلى الميناء القديم في طرابلس.
ويقول السكان إن زامبو مهرجان برازيلي قديم نقله أحد المهاجرين إلى لبنان قبل عشرات السنين. وزامبو نسخة لبنانية مصغرة من مهرجان ريو دو جانيرو السنوي المشهور عالميا.
وترجع بداية المهرجان في لبنان إلى الثلاثينات من القرن الماضي لكن الاحتفال به توقف خلال الحرب التي دارت بين عامي 1975 و1990 . ثم عاد المهرجان عام 1985 وظل تقليداً سنويا مذذاك.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم