الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

ادعاءات "داعش" تنقل المواجهة إلى الجنوب \r\nتحقيقات لبنانية وأممية لمعرفة كيفية التسلّل

خليل فليحان
A+ A-

لا يكفي ما يعانيه اللبنانيون من سكان بعض قرى البقاع الشرقي وعكار بفعل قصف من الجانب السوري، من قوات النظام ومن مقاتلي المعارضة معا، حتى تسقط تسع قذائف مدفعية اسرائيلية ليلا في بسطرا وحلتا الجنوبية، دون تسجيل اصابات مما ادى الى استنفار للجيش ولقوات المقاومة تحسبا لما يمكن ان يحصل من تطور ميداني. واستنفرت قيادة قوة "اليونيفيل" فأجرت اتصالات عاجلة بقيادة المنطقة الشمالية طالبة ممارسة ضبط النفس. وكذلك اتصلت بقيادة الجيش في الجنوب للتعاون من اجل التثبت من كيفية تسلل عناصر من "داعش" الى المنطقة الحدودية المتقدمة وقيامها بمثل هذه العملية التي تعرّض البلاد بكاملها، والجنوب على الاخص، لهجوم واسع ربما من الجيش الاسرائيلي. ولعل الرسالة الاولى هي للحزب لجعله ينسحب من سوريا، وبعض العارفين في شؤون تنظيم "داعش" وفي كيفية تعامله مع مثل هذه الازمات يقولون إنه يرمي الى احراج الحزب بما انه لم يعد سهلا عليه ارسال سيارات مفخخة الى أماكن يعتبر سكانها من مؤيدي الحزب، كما ان المعارك الدائرة في يبرود ومحيطها تحول دون ارسال السيارات المفخخة.


ولعل ما فاجأ المسؤولين وبعض السفراء الاجانب المعتمدين لدى لبنان، هو ان تزعم "داعش" (الدولة الاسلامية في العراق والشام) انها هي التي زرعت عبوة للدورية الاسرئيلية التي كانت تمر في محاذاة الحدود اللبنانية – الاسرائيلية. واعلن التنظيم مسؤوليته عن هذه العملية عبر "تويتر" والتي أدت الى اصابة ثلاثة جنود من الدورية. واذا كان ذلك صحيحا، فهو يعني ان اختراقا أمنيا حصل للمرة الاولى في المنطقة الحدودية على رغم الرقابة الشديدة من الجيش ومن ذوي "القبعات الزرق" ومن مقاتلي الحزب.
أما المفاجأة الاخرى فهي ان اسرائيل حمّلت الحزب المسؤولية وادعت انه وراء زرع تلك العبوة وان قواتها ردت بقصف مواقع له في الجنوب بالمدفعية وبالدبابات. تلت ذلك اجراءات عسكرية ميدانية بتعزيز قواتها بالقرب من بعض القرى الحدودية، شوهدت بالمناظير من الاراضي اللبنانية من المراقبين العسكريين على الارض، مع قنابل مضيئة لكشف ما اذا كان هناك من تسلل.
ونقل عن مصادر القوة الدولية ان القيادة في الناقورة أبلغت على عجل تفاصيل الحادث لقيادة عمليات قوة الطوارىء في نيويورك، وأبقت على الخط المفتوح معها للتبليغ عن الاتصالات الجارية وكان التركيز على ضرورة ممارسة اقصى درجات ضبط النفس بخفض مستوى التصعيد الذي وصفه ضابط بارز في الناقورة بأنه "خطير" نظرا الى ان القيادة الشمالية أطلقت الاستنفار الشامل والقنابل المضيئة لكشف ما اذا كان هناك تسلل من الحدود اللبنانية.
وأفادت مصادر وزارية ان تسلل هذا التنظيم الى الحدود مع اسرائيل غرضه الادعاء انه يقوم بعمليات ضدها فيما الحزب يقاتل في سوريا. وحذرت من ان اختيار "داعش" نقل عناصر له الى الجنوب وقيامه بزرع العبوة يعني انه قادر على الاختراق الامني في اي بقعة يريدها من لبنان وفقا للمعطيات المطروحة.
وشددت على أهمية اعادة النظر في فرض الرقابة الصارمة على الحدود، تجنبا لاعتداء واسع لا تستطيع البلاد ان تتحمله في هذا الوقت بالذات، وعلى الاخص بعد التداعيات السلبية للأزمة السورية التي رهقت كل القطاعات وفرضت أزمة لا يستطيع لبنان ان يتحملها، هي أزمة اللاجئين وخصوصا ان الدول المانحة غير متجاوبة في كل ما وعدت به وبقية الدول العربية والغربية غير مستعدة لاستيعاب أعداد منهم .


[email protected]


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم