الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

"الإيجابيات" الإيرانية في النووي دعم لأوباما

روزانا بومنصف
روزانا بومنصف
A+ A-

بدا لافتاً التفاؤل الذي اشاعته ايران مجدداً حول اتفاق نووي نهائي بحلول تموز المقبل، وفق ما اتفق لدى التوصل الى اتفاق المبادىء في الخريف الماضي في ظل توقعات ان الامر قد يكون مبالغاً فيه. فهذا الاعلان تزامن وتجديد مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله خامنئي دعمه المحادثات النووية مع الغرب واعلان الرئيس الايراني استعداد بلاده لتسوية مشاكل المنطقة في اشارات الى ايجابية ايران على مستوى الدور الذي تطمح الى تكريسه. بعض المتابعين الديبلوماسيين ربطوا بين الموقف الايراني والشكوك الكبيرة لدى الكونغرس الاميركي التي تم التعبير عنها الثلثاء الماضي، بحيث صدر الموقف الايراني في اعقاب مناقشات الكونغرس التي انتقدت اداء الديبلوماسية والادارة الاميركيتين في هذا الملف بحيث لا يستبعد ان تكون طهران تعمدت تخفيف التوتر حيالها على مجموعة مسائل . فهذه المناقشات شككت في امكان التوصل مع ايران الى اتفاق بحلول تموز المقبل وهي شكوك لم يستطع وزير الخارجية الاميركي دحضها في مواجهة اصرار اعضاء في مجلس الشيوخ على ضرورة اعادة فرض عقوبات على ايران، كما في ظل تحذيرات اميركية لكل من روسيا وايران حول اتفاق بين البلدين يقضي بمقايضة النفط الايراني بما تحتاج اليه ايران من روسيا. كما ان الكباش على اشده في موضوع اصرار ايران على تعيين سفير لها في الامم المتحدة بحيث اصدر الكونغرس توصية في شأن رفض قبوله، على رغم ان لا صلاحية له في هذا الاطار لاعتباره السفير المعين احد المسؤولين على الهجوم على السفارة الاميركية في طهران قبل عقود.


الا ان مصادر مراقبة ترجح ان تكون ايران تلوح من خلال اعلان تفاؤلها باتفاق نهائي في تموز باستعداداتها الايجابية، ولو انها لم تقفل الباب امام عقبات قد تؤخر الاتفاق، علماً انها اطلقت مؤشرات كثيرة حول الموضوع السوري وقبيل استعدادات النظام لاعادة تأمين انتخابه قبل تموز المقبل ايضا، ان من خلال تسريبات اعلامية عن اقتراحات او خطط لحل تراه مناسبا في سوريا في المرحلة المقبلة قد تكسب من خلال وضعه على الطاولة او من خلال مواقف تعبر عن نيتها التفاوض ايضا على الموضوع السوري. ولفت في سياق الاشارات الايرانية ما اعلنه السفير الايراني في لبنان قبل يومين من انفتاح ايراني على خط المملكة السعودية ايضا بما يترك المجال لتكهنات ايجابية على هذا الصعيد ايضا في ما يتعلق بجملة مسائل شائكة بين البلدين.
في أي حال ومتى كان الملف النووي هو الاساس لن يكون بالامر البسيط ان تستطيع الادارة الاميركية تحقيق الاختراقات في هذا الملف الذي يشكل احد ابرز هواجسها. وهذه مسألة قد تكون بالغة الاهمية بالنسبة الى ادارة ديموقراطية تواجه تراجعا في السياسة الخارجية بحيث يمكن ان يسعفها الاتفاق النهائي حول الملف الايراني في تعزيز فرص فوزها في الانتخابات النصفية للكونغرس الاميركي في الخريف المقبل بدلا من فقدان هذه الادارة الاقلية الصغيرة التي لا تزال تتمتع بها في مجلس الشيوخ بعد خسارتها مجلس النواب، الامر الذي قد لا ينعكس ايجابا على الرئيس اوباما في السنتين الباقيتين من ولايته الثانية وحزبه مستقبلا اي في الانتخابات الرئاسية المقبلة . مماثلة مما قد يعقد الامور اكثر.
في المقابل تعتقد هذه المصادر ان النجاح في الاتفاق حول الملف النووي قد يكون في مصلحة ايران في هذه المرحلة ومع رئيس اميركي خفض سقف الشروط والتهديدات على السواء من جانب الولايات المتحدة بحيث يرى هؤلاء ان دولا كثيرة من بينها ايران او روسيا ايضاً ربما تراهن على ان مصلحتها المباشرة انجاز ما ينبغي انجازه من مصالحها الاستراتيجية مع ادارة منكفئة دوليا. وهو ما قد تراه صالحا ايضا بالنسبة الى سوريا ايضاً.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم