الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

تسهيل إيراني وتعقيد إسرائيلي

سميح صعب
سميح صعب
A+ A-

اذا كان من المسلم به ان التوصل الى تسوية للنزاع الفلسطيني - الاسرائيلي وابرام اتفاق على البرنامج النووي الايراني هما القضيتان اللتان تحتلان الاولوية في سلم اهتمامات ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما في الشرق الاوسط ، فإن القضية الاولى تشهد تعثراً بسبب اسرائيل على ما جاء في شهادة وزير الخارجية الاميركي جون كيري امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ قبل ثلاثة ايام، بينما تشاع اجواء ارتياح في ما يتعلق بالقضية الثانية، وخصوصاً بعد الجلسة الاخيرة من المفاوضات في فيينا بين ايران ومجموعة خمسة زائد واحد، إذ خرج الجميع من الجلسة متفائلين بامكان التوصل الى اتفاق دائم مع ايران على برنامجها النووي في الموعد المستهدف في تموز المقبل.
في رأي الكثير من المسؤولين الاميركيين ان العقوبات التي فرضتها اميركا واوروبا والامم المتحدة على ايران هي التي جعلت النظام في طهران يقتنع بأنه لا بد من التوصل الى تسوية على البرنامج النووي الايراني، بينما يقول الايرانيون ان المفاوضات حاجة متبادلة وان من مصلحة ايران ابرام اتفاق مع الغرب يضمن لها حقها في تخصيب الاورانيوم ولا يلغي حقها في ان تكون دولة تسخر الطاقة النووية لاغراض سلمية.
وبصرف النظر عن الدافع الذي يجعل المسار الايراني يتقدم اليوم نحو صفقة تاريخية تؤمن مصالح كل الاطراف، فإن ما يقتضي التوقف عنده هو ان اكثر من عشرين عاماً من الرعاية الاميركية للمفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية لا تزال عاجزة عن التوصل الى الهدف المنشود من طريق "حل الدولتين". وليس غريباً ان يخفق اوباما حيث لم ينجح اسلافه من بوش الابن الى بيل كلينتون وبوش الاب. الغريب كان لو ان اوباما نجح في ارغام اسرائيل على القبول بقيام دولة ثانية بين البحر المتوسط ونهر الاردن. وكما اخفق في ولايته الاولى عبر هيلاري كلينتون ها هو يفشل اليوم عبر جون كيري.
ولا تكمن العلة في اسرائيل وحدها وانما في الولايات المتحدة ايضاً لأن أي ادارة اميركية ليست في وارد ممارسة ضغوط حقيقية على تل ابيب لترغمها على تقديم التنازلات المطلوبة من اجل قيام دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة. مرة واحدة تجرأ جورج بوش الاب على تعليق ضمانات القروض لاسرائيل كي يجبر اسحق شامير على حضور مؤتمر مدريد للسلام عام 1991.
واستسهلت الادارات الاميركية المتتالية القاء اللوم على الفلسطينيين في عدم حصول اختراق في المفاوضات كي لا توجه الاتهام الى اسرائيل وتثير نقمة اللوبي اليهودي عليها في الداخل. هذا السياق من التعامل مع اسرائيل لا ينتج تسويات أو حلولا.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم