الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

هل تستجير أميركا برمضاء إيران؟

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

قد يضطر الواحد منا إلى أن يقرص يده وساقه، ويفرفك عينيه مراراً، ليصدِّق أنه ليس في حُلم أو كابوس. وما يشاهده على الفضائيّات والأرضيّات عن انتصارات "داعش" وقيام "الدولة الإسلاميّة في العراق والشام" هو حقيقي وواقعي بكل تفاصيله، لا من صُنع الأوهام أو الشائعات.
صحيح أنه يكاد يكون أغرب من الخيال، ومما قرأناه في كتب التاريخ وسِيَر قُدامى الأبطال، إلا أنه قد حصل على أرض العراق وسوريا. وفي أقل من يوم وليلة. وقد هزّ العالم عبر البحار وعبر الصحارى. وليس مستغرباً أو مستبعداً أن يقلب العالم العربي وتركيبات دُوَله رأساً على عقب.
إنه الحدث الأكبر والأخطر منذ أعاصير "الربيع العربي" الذي قد يأخذ الدنيا العربيّة إلى "خريف عربي" أشدّ وقْعاً وتعقيداً مما شهدته مصر سابقاً، ومما تشهده ليبيا وسوريا حالياً، ومعهما اليمن السعيد.
كل التوقّعات والاستنتاجات والتحليلات تبدو الآن مستعجلة، وكمن يغمّس لقمته خارج الصحن. فأياً تكن النتائج والعواقب والأهداف، وأياً يكن دور إيران أو تركيا وسواهما، فإن العالم العربي الذي نعرفه دخل أول من أمس "عصر داعش" ودولتها. وبات في عُهْدة المجهول، حتى ولو لم تبسط "داعش" سيطرتها ونفوذها إلا على بعض العراق وبعض سوريا.
فمن الآن وصاعداً بات كل شيء مختلفاً، مثلما أصبح كل مُستبعد وارداً وممكناً. على الأقل،كتب انتصار "داعش" الجديد وإنجازها العسكري بداية مرحلة عربيّة غامضة الملامح والمصير والاتجاه، وإن يكن من المتوقّع جداً التصدّي بضراوة وشراسة، سواء لـ"داعش" أو لـ"الدولة"، وخصوصاً بعد عودة مصر من "غربتها" القسريّة، وعدم سكوت العالم العربي، أو اكتفائه بالاستنكار وتشديد الإجراءات الأمنيّة.
و"العلامة الدوليّة الفارقة" التي رسمها الرئيس باراك أوباما بكلامه الذي لا يختلف عن غسل اليدين، لا تشجّع على انتظار أي إجراءات أميركية دوليّة لمواجهة "داعش" ودولتها.
أيّ ضمانٍ هو هذا الذي يراهن عليه أوباما، والجيوش الأميركيّة لا تزال تلملم أذيال الخيبة والخوف من "غطستها" الرهيبة التي قادها إليها نزق الرئيس السابق جورج دبليو بوش؟
إذاً، مَنْ هي الدولة القادرة على مواجهة الواقع الجديد؟
هل أصبحت المنطقة كلها في انتظار قرار تاريخي من إيران آية الله علي خامنئي... نيابة عن أميركا والعرب؟ وهل تستجير واشنطن من رمضاء "داعش" بنار طهران؟
هذه الأسئلة، وغيرها الكثير، قد لا يكون من الممكن الآن الحصول على إجابات عنها. سوى إنه لا بدّ من التوقّف أمام كلام الرئيس حسن روحاني: لن نقف مكتوفين، ولن نتسامح مع الإرهاب.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم