الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

معركة عرسال حرّكت ملفّ السلاح الفرنسي \r\nباريس تنتظر اتصالاً من الرياض للتسليم

خليل فليحان
A+ A-

دفع اشتداد المعارك في عرسال وجرودها بين الجيش والمسلحين الارهابيين، رئيس الحكومة تمام سلام الى ان يطلب من السلطات الفرنسية الاسراع في تسليم اسلحة وذخائر متفق عليها بين الجانبين اللبناني والفرنسي بموجب عقود، في ضوء الهبة السعودية للجيش التي تبلغ ثلاثة مليارات دولار اميركي، تقررت قبل اشهر بطلب من الرئيس ميشال سليمان.


وقال مصدر مطلع ان المشاورات أظهرت ان فرنسا تستوجب تسديد المبلغ او جزء منه كي تباشر ارسال الاسلحة التي لا تتضمن مقاتلات حربية كما كان لدى سلاح الطيران، من ميراج وسواها، بل هليكوبترات مزودة صواريخ من اجل استعمالها في اغراض قائمة او يتوقع ان تحصل، على الاخص في مجال مكافحة الارهاب.
وأشار الى ان هذا الموضوع اثاره سلام مع السفير السعودي علي عواض عسيري أول من امس.
ووصف وقف النار الذي بدأ سريانه منذ السابعة مساء امس لمدة 24 ساعة بأنه "موقت لغرضين: الاول انساني يرمي الى اجلاء الجرحى ودفن الذين قتلوا والافساح في المجال امام الراغبين من الاهالي بمغادرة البلدة سعيا للأمان، بعدما عانوا الكثير من ممارسات المسلحين الذين منعوهم من المغادرة، وتجاوبت قيادة الجيش مع رغباتهم حفاظا على حياتهم. اما الغرض الثاني فهو استمرار البحث لمعرفة مصير 22 مفقودا من العسكريين وفق لوائح اسمية يجري التثبت منها".
واشار الى ان الذين تمكنوا من المغادرة افادوا عن اضرار بالغة في المنازل والمؤسسات وحركة النزوح يتوقع ان تزداد وتيرتها مع الوقف الجديد للنار الذي يريده المسلحون الذين ما زالوا على تفاوض مع اعضاء "هيئة العلماء المسلمين"، وأبدوا رغبة في الانسحاب الكامل من البلدة، والبحث جار في الخطة المحتملة والمضمونة. يشار الى ان عراسلة بدأوا يعانون البطالة التي فرضت نفسها نتيجة للاشتباكات.
وشبّه ما يجري من قتال بين الجيش والارهابيين بمعركة نهر البارد، مع فارق في الجغرافيا الصعبة لرقعة القتال الممتدة من البلدة الى جرودها الوعرة وصعوبة ايصال الامدادات العسكرية. ومعلوم ان الجيش يتأنى في دخول عرسال حرصا على حياة السكان ولتجنب وقوع مجزرة وتدمير ممتلكاتهم، لأن الارهابيين يتمترسون في الاحياء وبعض المنازل التي أخلاها أصحابها.
ولم يشأ المصدر التكهن بالمدة التي يستوجبها الحسم وسيطرة الجيش على الوضع وانسحاب المسلحين الكامل من البلدة والجرود، وهذا هو الشرط الذي وضعته قيادة الجيش ووافق عليه مجلس الوزراء امس الاول، ويخرقه الارهابيون.
وجذبت تلك المعارك اهتمام العسكريين في عدد من سفارات الدول الكبرى في لبنان، وقد زار بعضهم المنطقة ليؤمنوا مادة لسفرائهم بارسال تقارير عن سير المعارك والجهة المتفوقة على الاخرى. وفي التقارير لمراقبين عسكريين اجانب ان المعركة التي يخوضها الجيش متصلة بكيان لبنان وبقائه، وليست مواجهة عادية كما يظنها بعض السياسيين الذين لا يزالون يتهمون "حزب الله" بأنه كان سبب تجرؤ المسلحين على مقاتلة الجيش في عرسال. واشاروا في تلك التقارير الى اعداد المسلحين الكبيرة والى القوة النارية، وانهم تمكنوا من استهداف عدد كبير من العسكريين بسبب عنصر المباغتة.
واعتبر ان "هيئة علماء المسلمين" ليست هي اللجنة التي يمكنها تثبيت وقف النار بين الجيش ومجموعة من الارهابيين، ولذا على هؤلاء الموافقة على اقتراح قائد الجيش، وهو معرفة مصير الجنود والضباط المفقودين في اشتباكات الايام الثلاثة.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم