الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

عندما يهدِّد أوباما "الدولة الإسلاميّة"!

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

فيما يقرِّر الرئيس باراك أوباما الانتقال من الدفاع إلى الهجوم مع "الدولة الإسلاميّة"، وملاحقة قادة التنظيم و"اصطيادهم في أي مكان يكونون فيه"، يجد لبنان نفسه يوماً بعد يوم وقد غرق أكثر فأكثر في مصيَدة الإرهاب وتنظيماته المتعدّدة الأسماء، من غير أن يلمس أيّ اهتمام جدّي، عربيّاً كان أَم أجنبيّاً في هذا الخصوص.
المثل يقول إن الذي يأكل العصي ليس كالذي يعدّها. ولبنان هو الذي يأكلها في هذه الفترة، ويقدِّم الشهيد تلو الآخر، على رغم من كل الإجراءات التي اتخذها لتحقيق "أمنية" النأي بالنفس... التي لم تسجّل نجاحاً يُذكر بعد عبور ما تجاوز المليون ونصف المليون من السوريين الحدود. عدا السهو والخطأ. وعدا المتسلّلين بطرق ملتوية متعدّدة.
لا يمكن الركون والاطمئنان إلى كلام الرئيس الأميركي المُرفق بالتهديد والوعيد من الزاوية الأمنيَّة لبنانياً، ومن وطأة وضع اللاجئين السوريين الذين يقدَّر عددهم التقريبي بثُلث سكان لبنان.
فكلام أوباما الجديد والمُرتدي دروع الحرب، والهجوم الشرس الذي قال إن لا رجوع عنه إلا بعد القضاء على "داعش" وقادته، لا يُدخل الطمأنينة إلى نفوس اللبنانيين، ولا يجعلهم يقعون في الفخ مرّة ثانية ويتركون الأمر لأميركا وحلفائها و"الدول الاقليميَّة"ذات الأكثرية السنيّة، التي يدعوها أوباما لمؤازرته في حرب جديدة قد تُعيد التذكير بمعركة العلمين وإنزال أطول يوم في التاريخ.
فلبنان في علقته مع "داعش" و"النصرة"، بدأت التطورات الإجراميَّة تشدُّ به إلى الانجراف نحو انزلاقات تعجُّ بالمخاطر، قد تُضطره إلى تقديم المزيد من الشهداء والتضحيات... وفي وقت هو أشد ما يكون حاجة إلى "إجازة" يتمكَّن خلالها من تحقيق إنجاز العمر... أي انتخاب رئيس للجمهوريَّة.
لا يُخفى على باراك أوباما ما يتعرَّض له لبنان وجنوده على أيدي أفراد هذا التنظيم الإجرامي، والذي يعتبر هو وكل العالم أنه يشكِّل الخطر الأكبر حتى على "الدول السنيّة".
كما لا تخفاه، مبدئيّاً، الأسباب التي تُبقي لبنان، وللشهر الرابع، من دون رئيس جمهورية، ومن دون أية بارقة سياسيَّة من صوب طهران تبشِّر بالخير، وباقتراب الفرَج واكتمال الأفراح.
كذلك الأمر بالنسبة إلى حجم التأثير الإيراني بالنسبة إلى الاستحقاق الرئاسي في لبنان وعَبْر حلفاء أشدّاء ويتمتّعون بنفوذ وتأثير على نطاق واسع، وفي مقدّمهم "حزب الله" وحليفه "تكتَّل التغيير والإصلاح".
لقد طرح أفرقاء 14 آذار مبادرة تسهّل الطريق أمام رئيس توافقي، لكنَّ لا جواب واضحاً من لَدُن أجنحة 8 آذار حتى الآن. فربما لا يزال الجواب قيد الدرس والإعداد في طهران.
وليس مستغرباً أن يكون هذا الموضوع آخر ما يهمّ الرئيس أوباما.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم