الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

رسالة كيري الى باسيل تثير ارتياحاً ولكنها ترسم علامات استفهام

خليل فليحان
A+ A-

لا تزال الرسالة التي تلقاها وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل من وزير الخارجية الاميركي جون كيري في 11 من الجاري موضع تحليل واستفسار، نظرا الى ما تضمنته من تشجيع المسؤول الاميركي لباسيل على مشاركته في الجهد الدولي لمحاربة الارهاب، دون أن يعطي مثالا على ذلك.


واستغرب بعض الاوساط ما جزم به كيري عندما قال إن بلاده تقف الى جانب لبنان في حربه على "داعش". وبمراجعة البيانات الصادرة عن الاشتباكات سواء مع الجيش في عرسال او في تلك الصادرة حول المخطوفين العسكريين، يتبين انها كانت جميعها مع "جبهة النصرة". وتردد في معرض التداول عن الجهة المحتجزة للعسكريين ان عددا منهم تحتجزهم عناصر من "داعش". وأشاروا الى ان المعركة على محور بريتال – يونين شنتها "جبهبة النصرة"، فعلام استند وزير الخارجية الاميركي ليقول إن بلاده تقف الى جانب لبنان في حربه على ذلك التنظيم؟ وسألوا: هل الدعم الذي أكد انه سيكون على طول الحدود اللبنانية وداخلها، سيأتي على غرار دعم التحالف الدولي بتوجيه ضربات جوية في حال حصول هجوم كثيف من الاراضي السورية في اتجاه الاراضي اللبنانية، وأن الغارات الجوية ستكون على المهاجمين اذا شنوا الهجمات من الداخل او وصلوا الى الداخل؟ اما عن الدعم العسكري، فهذا الكلام من رسالته صحيح، وان كميات كبيرة من الذخائر الاميركية قد وصلت الى الجيش اللبناني، والسلاح الذي اشترته وزارة الدفاع الوطني من الاميركيين من الهبة التي قدمها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز للقوات المسلحة اللبنانية بقيمة مليا ردولار لمكافحة الارهاب، يمكن الاعتبار انه يساعد الجيش في قتاله ضد "النصرويين" او سواهم من التنظيمات الارهابية، لكن ليس متطوراً كالمقاتلات التي تسلم الى الاردن والسعودية وسواهما من الدول العربية، ولا كتلك التي تباع من اسرائيل، علما ان الذريعة التي تعطى لأي وفد عسكري لبناني هي أن واشنطن تخشى وصول تلك المقاتلات الحربية الى أيدي "حزب الله".
اما بالنسبة الى الشق المتعلق بالجهود التي تبذلها بلاده لتشكيل التحالف الدولي لمحاربة "داعش" فلا وجود عسكريا حتى الآن في لبنان، ولا ذكر لـ"جبهة النصرة" التي تقاتل وتخطف العسكريين ولها مناصرون في طرابلس وفقا لما ذكره النائب السابق مصباح الاحدب خلال مقابلة متلفزة الاسبوع الماضي. كما توافرت لدى الاجهزة الامنية معلومات عن وجود انصار للجبهة نفسها بين سكان عرسال.
ووصف المسؤولون ما ورد في الرسالة عن ان الرئيس باراك اوباما لن يسمح باقتلاع الاقليات في الشرق بأنه موقف مهم ولو ان شكوكاً اطاحت بموضوع مسيحيي الموصل ونينوى الذين هربوا من حرب "داعش" عليهم وعلى سلوكهم بعد سيطرتهم على أي مدينة أو قرية.
واستدركوا انه لا يمكن انكار الموقف الاميركي من دعم لبنان بشكل عام، علما انها الدولة الوحيدة التي جاهرت بانها قررت تقديم المساعدات للجيش من اسلحة ومعدات وسيارات عسكرية وصواريخ وذخائر وتدريب واستضافة دورات للضباط في المعاهد العسكرية الاميركية في كل الاختصاصات. لكنهم لفتوا الى انه من المستغرب ان يثني كيري على محاربة لبنان لتنظيم "داعش"، وهذا غير واقعي على الاقل في المواجهات العسكرية التي حصلت.
وأعربوا عن أملهم في ألا تكون اشارة كيري لـ"داعش" دليل خشية من يتوقع حصول ذلك بعد ان تكون معاركها في العراق وسوريا قد انتهت. وتمنوا ان يكون ذكر "داعش" مجرد زلة لسان.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم