الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

عن لوثة أوباما النووية

راجح الخوري
A+ A-

بالنسبة الى الكثيرين في كواليس إدارته يبدو باراك اوباما وكأنه مصاب بلوثة النووي الايراني. يقال انه مستميت للحصول على اتفاق بأي ثمن، وهذا يعني ان الأشهر السبعة، وهي فترة التمديد الجديدة للمفاوضات، تشكّل فرصته الأخيرة ليشتري "نجاحاً" يغطي فشل سياسته الخارجية في ملفات كثيرة.
ميشيل فلورنوي إعتذرت عن خلافة تشاك هيغل لتكون اول وزيرة دفاع اميركية، لأنها ترفض ان تكون ضحية التناقض بين اوباما و"البنتاغون"، ولأن الرئيس متمسك بسياسته التي أحرجت هيغل فأخرجته، وقد تُخرج جون كيري الذي بدا صوتاً مناقضاً للرئيس مرتين في ٢٤ ساعة.
اولاً عندما صدر بيان الى البيت الأبيض يناقض تلميح وزير الخارجية عن حصول تقارب مع انقرة بشأن المنطقة العازلة واستخدام قاعدة انجرليك، وثانياً عندما نقض ترحيب كيري بالضربات الجوية الايرانية على "داعش".
اذاً المطلوب وزير يبصم، وليس واضحاً ما اذا كان آشتون كارتر الإداري الأكاديمي الذي اقترح اوباما تعيينه سيبصم، وخصوصاً عندما يسارع اوباما الى تأكيد تمسّكه بسياسته السورية التي تسببت بإقالة هيغل، فور اعلان كيري من بروكسيل عن خطة من خمس نقاط لمواجهة "داعش".
كان مثيراً ان تجتمع ٦٠ دولة حول طاولة مستديرة في بروكسيل لتعلن انها اوقفت تقدم "داعش" الذي يقوده ارهابيون يتوزعون في نحو ٦٠ كهفاً او مغارة، وكان مضحكاً - مبكياً ان يفاخر كيري بالقول إنه تم شنّ ألفي غارة على التنظيم في ثلاثة اشهر، في حين كانت المقاتلات الاميركية تنفّذ الفي غارة في ثلاثة ايام على قوات صدام حسين عام ٢٠٠٣ .
وعندما يتمسك اوباما بالقول ان الوضع في سوريا مختلف عن العراق، يسقط معنى حديث كيري عن ان "داعش" فقد الزخم، لأن الإستمرار في مجانبة النظام السوري وإقتصار الغارات على "داعش" سيؤديان الى فقدان الزخم داخل التحالف الدولي، اذ يرى معظم المشاركين انه يجب استهداف النظام و"داعش"، لأن من غير المعقول وضع السوريين تالياً امام خيار "الديكتاتورية او الارهاب"، كما يقول لوران فابيوس.
لهذا عندما سيكون اوباما غارقاً في السعي للوصول الى اتفاق مع ايران حول النووي، سيكون آشتون كارتر غارقاً في عرقه امام اسئلة تتعالى في كواليس "البنتاغون" مثل: "ماذا يريد الرئيس وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة ... إعطونا قصة تبرر تضحيات الجنود ... ومن أجل ماذا وهبت العقد الأخير من حياتي"، في انتقاد مرير لسياسة اوباما التسلل هرباً من العراق وافغانستان.
ليس من أجوبة لا عند اوباما الذي لم يعد لديه الكثير من الوقت للرد، ولا عند كارتر العالق في الشرك الذي خنق هيغل.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم