الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

إسرائيل أقحمت نفسها في سوريا

سميح صعب
سميح صعب
A+ A-

دخلت اسرائيل على خط الحرب السورية بعدما أفلست الخيارات الاخرى لاطاحة النظام. فالدعم الخليجي والتركي والاوروبي والاميركي لقوى المعارضة السورية لم يوصلها الى الحكم بل أسفر عن تدمير سوريا وعن صعود التيارات الجهادية وفي مقدمها "داعش" و"جبهة النصرة" وغيرها من تنظيمات أصغر لكنها ليست أقل تطرفاً.


وفي لحظة بدا فيها ان المعارضة السورية بفصائلها كافة غير قادرة على الحسم، تولت اسرائيل الدخول على خط الازمة لترعى شريطاً حدوديا انطلاقاً من القنيطرة وحتى جنوب دمشق بما يقلب المعادلات العسكرية القائمة منذ فترة على الارض السورية. ولم يكن استهداف اسرائيل لكوادر من "حزب الله" وضابط ايراني في القنيطرة سوى رسالة بأبعاد اقليمية مفادها ان اسرائيل مستعدة في سبيل دعم خيارها السوري للمجازفة بدفع المنطقة الى حرب شاملة.
لذا كان رد "حزب الله" في مزارع شبعا رسالة في الاتجاه المعاكس مفادها ان الخيار الاسرائيلي في سوريا ليس بلا مجازفات يمكن ان ترتد على اسرائيل نفسها وان الدخول في الاتون السوري لن يكون نزهة او يقتصر على تأمين الغطاء الجوي لقوى المعارضة السورية وهي تتقدم من القنيطرة وريف درعا في اتجاه دمشق.
بعد رسالة مزارع شبعا يفترض في اسرائيل ان تراجع خياراتها الاقليمية وتدرك ان اللعب بالنار السورية ليس آمناً وانه لا بد أن تترتب عليه تبعات ليس أقلها ربط الجبهتين السورية واللبنانية وامكان انفجار حرب اقليمية واسعة.
فالمهمة التي تتنكب لها اسرائيل تتمثل في التدخل غير المباشر او التدخل المباشر احياناً في سوريا من اجل ترجيح كفة المعارضة السورية في الجبهة الجنوبية. وفي خلفية التدخل الاسرائيلي يكمن الاعتقاد ان اسقاط النظام في سوريا من شأنه ان يسدد ضربة استراتيجية الى ايران ونفوذها في المنطقة وان نتيجة كهذه لا بد ان يرحب بها أطراف اقليميون كثر أو أن ينتظروها لوضع حد للصعود الايراني في المنطقة وخصوصاً اذا ما توج ذلك باتفاق نووي بين طهران ومجموعة 5+1.
الكرة الآن في الملعب الاسرائيلي. فللتصعيد في سوريا ثمن لن يقتصر على سوريا وحدها والحرب يمكن ان تذهب في شتى الاتجاهات والنيران السورية يمكن ان تمتد الى الجوار. والكثير من التطورات المقبلة مرهونة بالقرار الذي ستتخذه اسرائيل سواء بالمزيد من التورط في سوريا أم بالذهاب في اتجاه آخر.
وتدل التجربة غير البعيدة على ان تورط اسرائيل في الحرب اللبنانية أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات قادها الى حرب 1982. والمزيد من التورط في سوريا لن يسفر عن نتيجة أفضل.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم