الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

إنه شأنٌ لبناني؟

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

على أثر الخطاب الأخير للسيد حسن نصرالله، طُرحَت أسئلة عدَّة عن مساهمة مضمون الخطاب في تعبيد طريق الاستحقاق الرئاسي، أم في إضافة المزيد من التعقيدات؟
معظم الذين اشتركوا في مناقشة مضمون الخطاب وأبعاده أجمعوا على أن الأمين العام لـ"حزب الله" كان واضحاً جداً في هذا الصدد. أكَّد ان لا علاقة للاستحقاق بالنووي الإيراني. ولا بنتائج المفاوضات في هذا الموضوع. ولا حتى بمساعي التقارب الأميركي – الإيراني، كما السعودي – الإيراني.
إنه شأن لبناني. والمطلوب من المعنيين بذل المزيد من الجهد للاتفاق على انتخاب رئيس جديد.
لكن البعض يصرّ على أن لإيران دوراً كبيراً في استمرار الفراغ.
أما بالنسبة إلى الدعوة إلى انخراط الجيش اللبناني مع الجيش السوري في التصدي للإرهاب بكل "أسمائه" و"مواقعه"، سواء على مستوى الوضع داخل سوريا أم من زاوية "داعش" والإرهاب التكفيري بصورة عامة، فقد وجد البعض أن نصرالله يعزم الجميع للتدخّل في سوريا، عوض أن يبقى وحيداً، مما يسحب بساط النأي بالنفس وعدم التدخُّل في حروب الآخرين من تحت بلد بحجم لبنان وتركيبته وأزماته.
هنا، كان لا بدَّ من التوقُّف عند سؤال بدأ يتردّد منذ مدة بعيدة محليّاً وعربيّاً ودوليّاً. مفاده ما مدى صحَّة الترجيحات التي أخذت تروِّج حكاية لا تختلف عن حكاية إبريق الزيت، هي في اختصار حكاية "الشرق الأوسط الجديد"، وإعادة النظر في اتفاق سايكس – بيكو؟
واقعيّاً، وبعد كل هذه الزلازل والأعاصير التي لا تزال تُتَعْتِعُ الكثير من دول المنطقة، وبعد اضطرار الأردن إلى التدخّل في العراق، وكذلك الأمر بالنسبة إلى مصر وتدخّلها في ليبيا، واحتمال اتساع دائرة التدخَّل الدولي وعدم استبعاد دخول جيوش مختلفة الهوية إلى المنطقة العربيَّة، وبعد انفجار الوضع اليمني برمّته، بعد هذا كله لم يعُد التغيير مستغرَباً، أو مجرَّد حلم ليلة صيف، سواء بالنسبة إلى الحدود والدول أو الأنظمة.
حينئذ قد يستيقظ الناس ذات صباح ليكتشفوا أن خريطة "الشرق الأوسط الجديد" قد وُضعت موضع التنفيذ، وعلى سايكس – بيكو وشرقهما وخريطتهما السلام.
من هذا الباب، من هذه الاحتمالات، من هذه الوقائع مجتمعة، من حال لبنان في هذه الفترة الحرجة وبقائه لأسباب "مجهولة" من دون رئيس للجمهورية، يمكن طرح السؤال الذي يُقلق غالبية اللبنانيين، وخصوصاً المسيحيّين منهم الذين يجدون أنفسهم شبه مستهدَفين... إن لم يكونوا مستهدفين حقّاً؟
ثمة مَنْ يطيب له أن يجيب عن هذا السؤال بكلام لطالما رُدِّد في أكثر من مناسبة، وخلاصته أن هذا اللبنان يتمتّع بوضع خاص، ولا خوف عليه وعلى تركيبته ونظامه من أيَّة تغييرات قد تتعرّض لها المنطقة.
عندئذ، إذا صحّ هذا القول، يصبح حياد لبنان مطروحاً بالإجماع.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم