الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

"ايجابية" في تصريح كيري... هل تريد واشنطن بقاء الأسد؟ (خاص)

المصدر: "النهار"
محمد نمر
"ايجابية" في تصريح كيري... هل تريد واشنطن بقاء الأسد؟ (خاص)
"ايجابية" في تصريح كيري... هل تريد واشنطن بقاء الأسد؟ (خاص)
A+ A-

أحدث تصريح وزير الخارجية الأميركية جون كيري زوبعة، فجرت مواقف في وجه سياسة أميركا تجاه الأزمة السورية. اعتبره البعض هدية "غليظة" إلى السوريين بعد مرور أربعة أعوام على بدء الثورة السورية، وسقوط أكثر من 200 ألف قتيل، إلا أن مراقبين لديهم وجهة نظر مختلفة ازاء "اضطرار واشنطن للتفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد في شأن انتقال سياسي في سوريا"، ويعود ذلك الى قراءة في حزمة من المواقف الأميركية وربطها بـ"التسوية السياسية".


تصريح كيري ايجابي


منذ أيام قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي أن "الأسد فقد كل شرعية وعليه أن يرحل"، وبعدها بأيام أطل مدير وكالة الاستخبارات الاميركية جون برينان بموقف قال فيه أن "الولايات المتحدة غير عازمة الآن على اسقاط نظام بشار الأسد لأن البديل سيكون المنظمات المتطرفة"، ليأتي تصريح كيري المرتبط بالتفاوض مع الأسد، وتم توضيحه، ليعود ويأتي الرد من الأسد بأنه "ينتظر الأفعال وليس الأقوال".
هذه الحزمة من المواقف ربطها سفير الائتلاف السوري المعارض في باريس منذر ماخوس بـ"تقاطعات دولية واقليمية من شأنها تفسير تصريح كيري"، ويقول لـ"النهار": "في الشهر الأخير كانت هناك اشارات من الطرف الروسي عبّرعنها أكثر من مرة انه غير متمسك بوجود بشار الأسد، فيما الجديد يرتبط بمواقف من أطراف أوروبية معنية بالمسألة السورية، تدل على التفكير بأي تسوية سياسية ممكنة لا تتضمن بالضرورة مستقبلاً لبشار الأسد، لكن أي تسوية تتم عند تهيئة ضمانات بعدم انهيار الدولة السورية وهياكلها".


ويشدد ماخوس على أن "هذا المطلب لا يقتصر على الاوروبيين والاميركيين والروس والقوى الاقليمية بل المعارضة السورية أيضا تريد رحيل الأسد ونظامه للانتقال إلى دولة عصرية جديدة والمحافظة على هياكل الدولة السورية، لأن لا احد له أي مصلحة في ان يتم انهيار الدولة كما حصل في العراق...لهذا الأمر قد يكون تصريح كيري مؤشراً ايجابياً وليس سلبياً كما يتم التداول فيه".


عدم وضوح كيري


كثيرون تناولوا الجزء الفارغ من الكوب من دون أن ينعم النظر في جزئه الممتلىء، إذ يعتبر السفير السابق لدى أميركا رياض طبارة أن موقف كيري "لم يفهم بطريقة صحيحة، ففي خطابه يقول أن واشنطن تريد العودة إلى جنيف 1 وتطبيقه، ليكمل بأن واشنطن تريد التفاوض مع الاسد على أساس جنيف 1، ما يعني تنحي الأسد".
خبرة طبارة في قراءة التصريحات الأميركية تدفعه إلى التذكير بأن كيري معروف أنه من الذين "لا يتحدثون بوضوح، وردود الفعل على تصريحه نابعة من سوء فهمه، خصوصا انه بعد ساعات أطلت الناطقة باسمه وأكدت أن السياسة الاميركية لن تتغير وأن الاميركي لا يتفاوض مع الأسد شخصيا بل عبر مندوبين كما حصل في جنيف 1 و2".
وتطرق إلى التسوية المبنية على عدم تدمير مؤسسات الدولة، فأوضح طبارة أن "الاولوية بالنسبة إلى السياسة الأميركية هي مكافحة الارهاب، ومن بعدها يأتي الاهتمام بعدم انهيار مؤسسات الدولة السورية مثلما حصل في العراق، بل يريد الاميركي صمود المؤسسات وتغييرها من دون تدميرها".


لا تغيير في المواقف


ويتفق أيضا السفير السابق لدى أميركا عبد الله بو حبيب مع هذا الأمر، مشدداً في حديث لـ"النهار" على أن "لا تغيير في موقف الادارة الاميركية، وتصريح كيري مبني على جنيف 1الموجود أساساً في ملف المفاوضات"، وأضاف: "يبدو أيضاً ان هذه المفاوضات لم تعد نافعة، فكان الافضل بالنسبة إليهم الاتجاه إلى مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة لكنها تتمة لمسار موجود وليس تغييراً في الادارة".


ويلفت إلى أن "لا أحد يعطي شرعية لأحد، والاسد لديه شرعيته على الأرض وثبت حاله، الأميركي واقعي بالتفكير، وليس نظرياً، وويقول أريد الاسد أن يرحل ولم يغير رأيه"، مضيفاً: "الأميركي مع بقاء المؤسسات، ولا يريد القيام بما قام به في العراق أو ليبيا، بل بقاء المؤسسات والجيش، ومن هنا جاء جنيف - 1".


ماخوس يشرح المعادلة الحالية


لا يتخيّل ماخوس قبول الولايات المتحدة ببقاء الأسد في السلطة، "ليس بسبب تصريحاته فحسب، بل الأمر يرتبط بالمصالح الاستراتيجية لأميركا قبل حلفائها في المنطقة، لأن مثل هذا السيناريو (العودة إلى نظام الاسد والتفاعل معه) يعني ان بشار قد يكون جزءاً من مستقبل سوريا وبالتالي يكون انقلاباً جديداً على حالة عارمة من الفوضى". ويرجح أن "تكون تصريحات كيري وباقي المؤشرات محطة جديدة من الاميركيين، وقد عبر عن ذلك كيري حينما قال اننا نتواصل مع أصدقائنا واطراف أخرى (الروس) من اجل الضغط على بشار الأسد وبالتالي رحيله".


المعادلة الحالية السورية، بشقيها الداخلي والخارجي تفرض وجوب الضغط على الأسد من أجل القبول بحل سياسي يلبي طموحات الثورة التي قام من أجلها الشعب السوري، لكن من يستطيع الضغط؟ يجيب ماخوس: "الأميركي ومعه الاوروبي، الروسي، ونستبعد أن تقدم ايران على القيام باي ضغط على النظام السوري الذي يعتبر عموداً فقرياً في أي مشروع ايراني شامل للهيمنة على المنطقة، وهو ما ترفضه الدول في المنطقة".


ويستبعد ماخوس "أي دور ايجابي من ايران، أقله من الآن إلى حين البت في ملف النووي من جهة والبت في نتائج المحاولات الاميركية لايجاد نوع من التوازن في العراق، أما الأميركي فيعتبر انه يجب ألا يقوم بأي دور قبل حل هاتين المسألتين، ما يدفعه إلى عدم استفزاز ايران، خصوصاً إذا شعرت أنها تتأثر بحليفها السوري"، ويضيف: "في ظل هذا الفلك فإن كلام كيري الأخير يؤكد انهم مستعدون للقيام بالضغط والتعاون مع الحلفاء والآخرين وأن هناك عملية سياسية جديدة للضغط على الأسد من أجل حل سياسي".


فشل الادارة الأميركية؟


يعتبر طبارة أن "الادارة الأميركية تعاملت مع المسألة السورية بطريقة خاطئة منذ بداية الأزمة، فعندما كان لها الدور في حل المشكلة في شكل كبير، لم يقدم أوباما على هذا الأمر لأنه كان يعتبر أن لا علاقة له، بل تدخل حصراً لازالة الكيميائي"، ويذكر أنه "قبل إعدام الصحافي جيمس فولي بثلاثة أيام قال أوباما ان "داعش" لا تؤثر على أميركا، لكن بعدها بثلاثة أيام تغيّرت الأمور واختلف الرأي العام الاميركي فتدخل اوباما"، معيداً سبب التخبط الأميركي إلى "تردد أوباما الذي لا يريد دخول معارك جديدة، فابتعد وملأ "داعش" الفراغ بدلا من حلفاء أميركا، فاضطر لدخول الحرب من جديد".



[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم