الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

ماذا يعني سؤال أوباما للعرب: لماذا لا تقاتلون الأسد؟ (خاص)

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
ماذا يعني سؤال أوباما للعرب: لماذا لا تقاتلون الأسد؟ (خاص)
ماذا يعني سؤال أوباما للعرب: لماذا لا تقاتلون الأسد؟ (خاص)
A+ A-

فرح السوريون بوصول "الربيع العربي" الى وطنهم، وشرّعوا أبوابهم وشرفاتهم لاستقباله، فهم بحاجة الى نسمات الحرية التي يحملها، بعد سنوات من فصول القمع والتعذيب التي عاشوها. اعتقدوا ان تلطيف "الأجواء" وإسقاط النظام لا يتطلب وقتاً طويلاً ودماً غزيراً، لاسيما انهم رأوا سرعة فرار الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وإطاحة الرئيس المصري حسني مبارك في مصر، وتنحّي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، ومقتل العقيد الليبي معمر القذافي. اعتقدوا أن الدعم الخارجي لموجة التغيير في المنطقة لن يتوقّف عند حدودهم، لم يتصوّروا يومًا أن المطالبة بالديموقراطية سيكلّفهم سيلاً من الجثث ودمار وطن وتخاذل أمم.
أثارت حرارة "الربيع" بركان التطرف الخامد في سوريا، حممه قذفت بتنظيمات متطرفة ومقاتلين من كل الجنسيات، والنتيجة أنهار من العذابات.  اكتفت أميركا والغرب بتوجيه التحذيرات ومن بعدها بعض الطائرات لضرب "داعش" لا النظام، كذلك فعلت الدول الاوروبية، لكن الصدمة الكبرى التي تلقاها السوريون هي سرعة التدخّل العربي في اليمن وتركهم يواجهون عراة براميل النظام.
في الأمس القريب تساءل اوباما لماذا لا نرى عرباً يحاربون الانتهاكات الفظيعة التي ترتكب ضد حقوق الانسان، أو يقاتلون ضد ما يفعله بشار الأسد؟ سؤال طرح علامات استفهام عديدة، هل هذه دعوة الى تحالف عربي عسكري على غرار ما يحصل في اليمن؟ أم غسل اوباما ليديه من أزمة باتت رائحة الدماء التي تفوح منها لا تحتمل؟
سؤال أوباما طرحته الشعوب العربية قبله، لماذا يترك الجرح السوري من دون عملية تطهير من قبل "الاطباء" العرب. الدكتور سمير جعجع رئيس حزب "القوات اللبنانية" رأى أنه "قد نشهد في الأشهر المقبلة وجوداً عربياً مباشراً وقوياً في سوريا، وإذا اتُخذ هذا القرار سيكون وجوداً حاسماً مرة لكلّ المرات" فهل من الممكن ان تتشكل غرفة العمليات العربية قريباً لمداواة "المريض" الذي بات يحتاج الى بتر احد اطرافه؟




الباب فتح... ولكن!
"اوباما فتح في حديثه باباً للتدخل العربي مع قيادة خلفية ومساندة أميركية، اي دعم لوجستي بالسلاح لا بالجيش" بحسب سفير لبنان السابق لدى الولايات المتحدة الأميركية رياض طبارة الذي استبعد في اتصال مع "النهار" ان "تشهد الاشهر القادمة تدخلاً عربياً في سوريا، الا اذا صدر قرار دولي او على الاقل قرار اميركي - اوروبي بضرورة التدخل، مع وجود استراتيجية كاملة". وأضاف "لا اعتقد ان يحصل تدخل كما حصل في اليمن، حيث تم تجاوز الخطوط الحمر وتهديد باب المندب التي تعني السيطرة عليه قطع شريان البترول من الخليج العربي الى اوروبا، ثانيًا اليمن تشكل خطرًا مباشراً على المملكة السعودية كونها على حدودها، أما سوريا فبعيدة عن حدودها، كما ان المجموعات المتقاتلة في سوريا بالآلاف بينما في اليمن لا تزال الاشكالات في اولها".
كلام طباره أكده اللواء الدكتور فايز الدويري الذي اعتبر التدخّل العربي في سوريا ليس بالأمر السهل "فالجميع يتحدث عن حل سياسي بسبب الفيتو الصيني والروسي وموقف ايران وحزب الله، كما أن ما يجري لا يشكّل تهديداً للامن القطري، على عكس اليمن الذي بات يهدد المملكة بشكل مباشر"، وأضاف "من المنظور العسكري هناك عاصفة حزم لا تزال في مراحلها الاولى ولا يمكن الحكم على نتائجها في الفترة الحالية، ولا يمكن التفكير في خوض عاصفة ثانية قبل ان تظهر نتائج العاصفة الاولى، لذلك فإن المشكلة السورية موضوعة على الرفّ الآن، ولو أراد العرب أن يحسموها قبل سنوات لفعلوا، واتخذوا قرارات جريئة وحاسمة كما حصل في عاصفة الحزم".
من جانبه، ردّ مستشار جعجع العميد وهبي قاطيشا عدم التدخل الى الآن "إلى وجود معارضة معتدلة على الارض تحارب النظام، فيما التدخل يحتاج إما الى قرار دولي او إلى وصول الوضع في سوريا الى درجة مزرية، فيأخذ العرب على عاتقهم الحسم تحت غطاء اميركي - اوروبي".



خلط أوراق
"أوباما شخص متردّد، عقيدته القيادة من الخلف، وقد خاض الانتخابات على اساس سحب الجيوش الاميركية من العراق وافغانستان، وعدم زجّها في مكان آخر، "لذلك لا يعتقد طبارة " أن عدم تدخله في سوريا مؤامرة او خطة اميركية، ورغم نصيحة مستشاريه له بالتدخل في بداية الأزمة قبل ظهور النصرة وداعش وانفلات الامور عن السيطرة، رفض، الا ان مقتل الصحافي فوري على يد داعش وضغط الرأي العام الأميركي أجبره على دخولها من خلال بعض الطائرات".
لكن هل بامكان العرب حسم الحرب في سوريا وما هي المدة الزمنية والعديد الذي يحتاجونه؟ أجاب الدويري أن "التدخل العسكري في سوريا هو خلط للاوراق، فهناك الدولة الاسلامية والنظام والجيش الحر وقوى المعارضة المسلحة التي تقع بين مطرقة النظام وسندان تنظيم الدولة، لذلك يجب معرفة اهداف التدخل هل هي محاربة تنظيم الدولة كما تطلب اميركا ام محاربة تنظيم الدولة والنظام كما تطلب تركيا والمعارضة المسلحة وبعض الدول الخليجية، الفرق الواضح في الاهداف ينعكس على القدرات القتالية المطلوبة، واذا كان صعبًا التكهن بالاطار الزمني لأية عملية، فذلك لأنه يعتمد على قدرات الطرف الآخر، فإن اي تدخل عسكري لمحاربة النظام وداعش معا يتطلب قوات عسكرية لا يقل عددها عن مئة الف مقاتل، ولا بد من النزول الى الارض فالضربات الجوية لا يمكن ان تسقط نظام".
للعميد قاطيشا رأي آخر حيث اعتبر "أن السوريين ليسوا بحاجة الى جيوش عربية على الارض فهو شعب مدرب على حمل السلاح، والتدخل العربي سيحسم المعركة لصالحه بسهولة، فالوضع السوري بعد مرور كل هذا الوقت من الأزمة بات هشًّا، كما أن وضع الجيش السوري في الحضيض لاسيما سلاحه الجوي".



ظلال النووي على الأزمة
اذا كان طبارة والدويري وقاطيشا اتفقوا على عدم وجود اتفاق نووي كامل بين اميركا وايران حتى الآن، فانه في حال التوصل اليه، سيلقي بظلاله على الازمة السورية، وبحسب الدويري "تأثيره يكون بأحاديث تحت الطاولة مقابل قرارات معينة، اما تأثيره الأكبر فهو على الوضع الاسرائيلي لأن الخوف الاميركي في حال رفع الحصار الاقتصادي يكمن في أن تتنشط ايران وتُصبح قادرة على الدعم المالي للمجموعات التابعة لها اكثر من السابق"، في حين لفت طبارة الى أن "ما يهم الدول العربية هو ان يشمل الاتفاق النووي الملفات الاخرى المتعلقة باستقرار المنطقة، اي حل المشكلة ضمن صفقة متكاملة في حين يفصل اوباما بين الملف النووي والملفات الأخرى فهل سيستطيع العرب إقناعه بوجهة نظرهم؟". 



نفق مظلم
"حل الازمة السورية سيأخذ وقتاً طويلا" برأي طبارة، و"المشكلة تُركت لمدّة طويلة لذلك حلّها سيستغرق وقتاً أطول". وبحسب قاطيشا "داعش والنظام استنفدا طاقتهما، ويجب البحث عن حل بديل كالذهاب الى محادثات جنيف 3 مع الضغط بعمل عسكري انطلاقا من احدى الدول العربية كالاردن، او من الاراضي التركية اذا وافقت على العمل العربي، عندها يتغيّر جذرياً الوضع لصالح المعارضة" وبين هذا وذاك رأى الدويري انه "على الجميع انتظار ما سيسفر عنه الاجتماع الذي دعا اليه اوباما قادة الخليج في كامب دايفيد، ومع ذلك يمكن القول إن الازمة السورية لا تزال في نفق مظلم لا نرى نوراً في نهايته".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم