الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

"جيش الفتح" لن ينسحبْ من جرود عرسال و"داعش" تخلط أوراق المعركة

المصدر: "النهار"
محمد نمر
"جيش الفتح" لن ينسحبْ من جرود عرسال و"داعش" تخلط أوراق المعركة
"جيش الفتح" لن ينسحبْ من جرود عرسال و"داعش" تخلط أوراق المعركة
A+ A-

أصمّ "حزب الله" أذنيه، وأكملَ معركته في جرود عرسال غير مبالٍ بالأصوات المعارضة لهذه المعركة أو المحذرة من ارتدادتها، وفرض الأمر الواقع نفسه بقاعدة فصل عرسال البلدة عن الجرود، فالأولى من مهمة الجيش، فيما الثانية من مهمّة "حزب الله"، وعلى هذه القاعدة يواصل الحزب تحقيق أهدافه العسكرية بإضعاف أحد محاور التقدّم نحو دمشق وتأمين طريق حمص - دمشق - اللاذقية، وهي الأهداف العسكرية المباشرة التي يلونها بهدف الدفاع عن لبنان ظاهرياً.


ويحاول إعلام "حزب الله" الحربي التصويب يومياً على بلدة عرسال، بعدما باتت إمكانية دخوله إلى البلدة مستحيلة سياسياً، ومن بين الخيارات التي تمّ الترويج لها دخول "جيش الفتح" بمن فيه عناصر "جبهة النصرة" إلى عرسال البلدة، وتحدّث البعض عن "هروب" أمير "النصرة" أبو مالك الشامي إلى الداخل اللبناني، ليُطلّ بفيديو يكذب فيه هذه المعلومات، موجهاً رسائله التطمينية "الجولانية" بأن عرسال لن تشهد معركة، وأن "النصرة" إما أن تنتصر بالجرود أو لا تكون.
وتزامن دخول "حزب الله" إلى جرود عرسال، مع ازدياد في اطلالة العسكريين المخطوفين، ولوحظ السماح للأهالي بزيارة أبنائهم، ما يعرّي إعلام "حزب الله" القائل إن الحزب يسيطر على مساحات كبيرة من الجرود، ورغم كل ما يجري فإن أمير "النصرة" يقول: "أنا على يقين أن الشباب سيخرجون ان شاء الله".


أما الجديد فهو خلط الأوراق الذي أحدثه تنظيم "الدولة الاسلامية"، عبر مهاجمتها خمس نقاط لـ "حزب الله" في جبال جوسية شمال القصير السورية وغرب القاع اللبنانية، ما سيدفع الحزب إلى اعادة الانتشار وتوزيع القوة. وبحسب المصادر فإن "كتيبة موفق أبو السوس هي التي نفّذت الهجوم"، مذكرة بأن "هذا الرجل كان قائد كتيبة الفاروق التابعة للجيش السوري الحر قبل أن يبايع داعش منذ أشهر وتم تعيينه القائد العسكري لداعش في الجرود".
ويتوقف مصير معركة عرسال اليوم على الخيارات المتاحة أمام "جيش الفتح"، الأول: القتال حتى الموت، الثاني: الاتجاه نحو شمال الجرود، والثالث والأكثر استبعاداً من قيادات "النصرة" أنفسهم: دخول بلدة عرسال. وتقول مصادر سورية معارضة لـ"النهار": "هناك أكثر من ألف مقاتل في الجرود، وليس لديهم أي طريق آمن للانسحاب من جرود عرسال، ويبدو أن الخيار الأمثل هو القتال حتى النهاية، وجعل "حزب الله" يدفع ثمناً غالياً مقابل دخوله المعركة"، موضحة أن "الطريق نحو شمال الجرود مفتوح لكنه ليس آمناً، لأن تنظيم الدولة الاسلامية يتمركز هناك، وأي انسحاب إلى هذه المنطقة وبعدها إلى القلمون الشرقي سيكون مثابة العودة إلى القتال مع "داعش" بصورة مباشرة، خصوصاً أن "داعش" لديها طريق امداد من القلمون نحو الرقة، وهو ما سيستغله "حزب الله"، والسبب الثاني والأساسي لعدم الانسحاب هو اللاجئون السوريون في جرود عرسال، فـ"النصرة" تعتبر نفسها الحامية لهم"، متسائلة: "هل يترك جيش الفتح مصير اللاجئين لـ"حزب الله".


وتعود المصادر إلى خيار الدخول إلى عرسال، قائلة: "إنه أمر مستحيل، حيث ستكون المواجهة مباشرة مع الجيش اللبناني، فضلاً عن أن لا قرار بهذا الأمر، وسبق لأمير النصرة أن اعتبر أن دخول عرسال آب الماضي كان خطأ"، وأكد أبو مالك الشامي هذا الأمر في لقائه المصوّر مع عائلة العسكري جورج خوري. وبهذا تبقى المعركة محصورة بالجرود، حيث يشدد "جيش الفتح" منذ البداية أن معركته لاستنزاف حزب الله وليس السيطرة على الأراضي".
وتعتبر المصادر أن "حزب الله سيفرمل تقدّمه، لسببين، الاول يرتبط بالتطور الذي حصل في درعا مع سقوط اللواء 52 وبالتالي حاجة النظام للحزب هناك، والثاني ما قامت به داعش في جوسية"، مشيرة إلى أن "داعش غيّرت خريطة المعارك في القلمون الغربي مع ضربها نقاط حزب الله، فهي كانت أهدافاً سهلة لها، لأن حزب الله ركز عسكرياً على القلمون، وهذا سيدفعه إلى إعادة النظر بانتشاره". وقالت: "تحتاج "داعش" إلى نصر اعلامي لتحسين صورتها في الجرود، خصوصاً أنها تريد الحفاظ على عناصرها وبهذه الضربة تكون خففت الضغط عن جرود عرسال"، مشددة على أن "الخلاف بين جيش الفتح وداعش قائم ولا تنسيق بين عناصر الطرفين".
أكثر من 1200 مقاتل من "جيش الفتح" يتوزعون بين جرود عرسال ونقاط خلفية في جرود فليطة، أما "حزب الله" فاستطاع السيطرة على الرهوة "وهي المساحة الوحيدة التي يسيطر عليها حزب الله فعلياً"، بحسب المصادر، أما نارياً "فهو يستطيع الوصول بنيرانه إلى حاجز وادي عطا عند أطراف عرسال"، محذرة من أن "سيطرة الحزب على وادي الخيل في جرود عرسال ستؤمن له تغطية شبه كاملة لكل الجرود، كما يستطيع عبر قناصته حينها الوصول إلى قلب البلدة".



[email protected]
Twitter: @Mohamad_nimer

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم