الثلاثاء - 02 تموز 2024

إعلان

ما قصة الضبع بيلا ؟

المصدر: النهار
رمزي مشرفية
ما قصة الضبع بيلا ؟
ما قصة الضبع بيلا ؟
A+ A-

ما قصة الضبع "بيلا" الذي حرّك السلطة القضائية والجمعيات البيئية وإستنفر جمعاً من الأطباء البيطريين قبل أن يصل الى مركز "التعرف على الحياة البرية" في #عاليه مُصاباً وبحال حرجة بعد أن وقع في شرك مواطن من بلدة بلاط في منطقة #مرجعيون، أوقع به في ما يُعرف ب"طوق خنق" يستعمل لأسر الخنازير البرية، والتقطه الطوق في منطقة الوركين. فبدأت معاناته!.



بدأت القصة عندما رصدت جمعية "الجنوبيون الخضر" بمساعدة شبان من بلاط أنّ ضبعاً قد علق في شرك أحد المواطنين من بدلة بلاط – مرجعيون وأن وضعه الصحي حرج نتيجة الجروح التي أصيب بها فتابعت الجمعية الموضوع حتى دقت ساعة الصفر. لجأت الجمعية الى القوى الأمنية وبأمر من المدعي العام القاضي علي ابراهيم الى السلطات المختصة في منطقة مرجعيون توجّهت القوى الأمنية مع وفد من الجمعية برئاسة عضو لجنة المحميات علي رضا عطوي الى بلدة بلاط - مرجعيون لنقل "بيلا" لكن الى أين؟.



وبعد إتصالات كان لا بد من التوجه الى مركز "التعرف على الحياة البرية" في عاليه المجهّز لإنقاذ "بيلا". إلا أنّ عطوي الذي واكب العملية كاملة وضع نُصب عينيه أن "بيلا" سيُطلق سراحه فور شفائه وتحسن صحته في مكانه الأم حيث عُثر عليه.



وصل الضبع الى مركز"التعرف على الحياة البرية" في عاليه وقال صاحب المركز الدكتور منير أبو سعيد: "ما يهمنا في هذا المجال هو أن الحفاظ على الحياة البرية بات يعكس وعيا لدى المواطنين، وهذا يعني أن عملنا على مدى عشرين عاما أثمر وحقق نتائج مهمة، بدليل أن الرجل الذي وقع الضبع في شراكه لم يعمد إلى قتله"، وحيّا "الجهود الكبيرة التي بذلها ناشطو ومتطوعو جمعية (الجنوبيون الخضر) ورئيس الجمعية الدكتور هشام يونس على مدى أيام عدة وهو في لندن، وكنا نتواصل عبر الهاتف كل ساعتين".


وقال: "تمكنوا من إحضاره من مرجعيون إلى المركز في عاليه مساء أمس، وكان الأطباء البيطريون في المركز حاضرين لعلاجه، وكان في حالة صعبة وهو ما يزال تحت الخطر، ولا يمكننا القول أنه شفي، لانهم لم يمسكوا به في فخ، وانما في (طوق خنق) يستعمل لأسر الخنازير البرية، والتقطه الطوق في منطقة الوركين، وحاول الافلات ولم يتمكن والجروح التي شاهدتموها عميقة بسبب شد الحبل على الورك، فضلا عن أنه تعرض للتعذيب وهناك آثار ضرب وتورمات على وجهه"، وأشار إلى أن "الضبع فتي عمره ما بين اربع وخمس سنوات"، ولفت إلى أن "الخنزير خلافا للضبع، إن علق في الطوق فجلده سميك جدا وهو ذكي بحيث لا يتحرك".


وأضاف أبو سعيد: "سيخضع "بيلا" للعلاج لفترة شهر كحد أدنى، مع متابعة يومية، وقد تناول قليلا من الطعام ولكنه شرب كمية كبيرة من المياه، لان الحيوان وهو يعاني الوجع يطلب الماء أكثر، والضبع يتمكن من البقاء دون طعام لمدة خمسة أيام"، وأشار أنه بعد شفائه سنرى إن كان يستطيع العيش في البرية وإذا لم يكن قادرا بسبب الاصابة فسنبقيه في المركز وسننسق في هذا المجال مع الدكتور يونس والجمعية".
وقال الدكتور شادي رضوان أحد الأطباء البيطريين المعالجين " إن إصابات "بيلا" بليغة وهناك التهابات وصلت إلى العظم في قدمه اليمنى بحيث لا يمكن أن يطأ بها الارض، فيما القدم اليسرى إصابتها أخف قليلا".


وتابع: "نظفنا الجروح جيدا ووضعنا الأدوية المطلوبة وأعطيناه حقنات مضادة للالتهاب Antibiotic ومضادة للتورم Anti Inflammatory، وسنتابع علاجه في الأيام المقبلة"، وأشار إلى أن "نسبة الخطر عالية جدا مع وصول الالتهاب الى العظم"، ولفت إلى أن "الافضل أن تبقى الجراح مفتوحة".
أما الدكتور البيطري هشام يونس، فاعتبر أن "ما تحقق هو إنجاز كبير وسابقة ورسالة لكل الناشطين البيئيين ورسالة للذين يعتدون على الحياة البرية بأنه لن تمر مخالفة دون ملاحقة قضائية، وقد حققنا خرقا في هذا الموضوع وبأن الضبع حيوان محمي ويوجد من يدافع عنه". ونوّه "بالمدعي العام علي ابراهيم"، وأثنى على "جهوده وتعاون الجهات الأمنية المختصة".
وتبقى المفارقة أن الضبع "بيلا" ساعده الحظ ونجا بنفسه في الغابة الصغيرة التي كان فيها. لكن من يُنقذ اللبنانيين من الغابة الكبيرة التي يعيشون فيها.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم