الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

جريحان من الزبداني إلى لبنان... الهدنة في الفوعة وكفريا تواجه "السوخوي"

المصدر: "النهار"
محمد نمر
جريحان من الزبداني إلى لبنان... الهدنة في الفوعة وكفريا تواجه "السوخوي"
جريحان من الزبداني إلى لبنان... الهدنة في الفوعة وكفريا تواجه "السوخوي"
A+ A-

الضجة التي أحدثها التدخل الروسي في سوريا انتهت. مقاتلو المعارضة السورية اعتادوا على الوضع الجديد وفهموا قواعد المواجهة، وبعيداً عن نتائج التدخل أو المكاسب التي حققتها روسيا أو النظام السوري في بعض المناطق، كان لافتاً صمود الهدنة في الفوعة وكفريا في #ريف_ادلب و#الزبداني في ريف دمشق والبدء بتنفيذ البند الثاني من الاتفاق مع ادخال المساعدات الانسانية إلى البلدات المحاصرة باشراف الأمم المتحدة.


مواصلة العمل بهدنة ساهمت فيها تركيا أظهرت التناقض الروسي - الايراني. ففي الوقت الذي يبحث فيه الروسي عن التصعيد، تحاول إيران حماية المناطق التي تهمها والحرص على عدم سماع طلقة نار واحدة هناك وانجاح نموذجها. المقاتلون التزموا بالاتفاق طوال شهر، خصوصاً في الزبداني حيث انكسرت مسافات المعارك بين مقاتلي الحزب وأحرار الشام وباتوا يشاهدون بعضهم من مسافات قريبة، واستخدم بعضهم "التراشق بالأحجار" بدلاً من النيران حرصا على عدم خرق الهدنة.


 


"أحرار الشام": مستمرة
وأكدت مصادر قيادية في "أحرار الشام" أن "الهدنة في المناطق الثلاث مستمرة، لكن تأخرت اجراءات تنفيذ البنود بسبب التدخل الروسي والأوضاع الميدانية"، معتبراً أن "التدخل لم يحقق حتى الآن أي تقدم مهم، ولهذا السبب لم تنفجر الهدنة ، ومهما طالت مدة التدخل فإن الحصار عن البلدتين (الفوعة وكفريا) لن يُفك"، ولا تخفي المصادر حرص ايران على نجاح الهدنة "فهي تريد تحقيق أي مكسب وما تريده هو انقاذ القريتين في ريف ادلب فهي تهتما بهما قبل بدء الثورة". وتعتبر أن "الصراع على فرض السيطرة بين ايران وروسيا أصبح واضحاً، ولا أحد بينهما همه الأسد بل مصالحه الخاصة".


 


جريحان إلى لبنان
الخطوة الثانية من الاتفاق هي اجلاء الجرحى الذين تعتبر حالتهم حرجة وادخال المساعدات الاغاثية والطبية، ويكشف مدير مؤسسة "لايف" نبيل الحلبي، المطلع على مسار تنفيذ الاتفاق لـ"النهار" عن "نقل جريحين وضعهما خطر من أهالي الزبداني إلى لبنان، وتتم معالجتهم اليوم في إحدى مستشفيات لبنان بانتظار اجلاء باقي الجرحى الذين تعتبرهم جراهم أقل خطورة"، لافتاً إلى أن "الجريحين تم نقلهما بطريقة نظامية واستلمهما الأمن العام اللبناني والصليب الأحمر من الزبداني بالتنسيق مع الأمم المتحدة".
أما بالنسبة إلى الفوعة وكفريا، فيشير الحلبي إلى أن "السكان هناك ليس لديهم مشكلة بالنسبة للمستشفيات الميدانية، بل مشكلتهم في نقص المواد الطبية، فالمستشفيات موجودة وتعالج الجرحى المصابين داخل المدينتين، ودخلت المساعدات الطبية لتزويد المستشفيات، بعكس حال الزبداني التي تم قصف فيها المستشفيات الميدانية".
ويكشف عن "معضلة في عملية اخراج سكان الزبداني"، مشيراً إلى "صعوبة نقلهم برياً إلى ادلب عن طريق أوتوستراد دمشق، بسبب الوضع الميداني، ومن المفترض اخراجهم عبر الاراضي اللبنانية بالتنسيق مع السلطات اللبنانية"، مذكراً بأن "التطورات العسكرية في ادلب لناحية التدخل الروسي ممكن أن يؤثر على تطبيق سائر بنود الاتفاقية ، أـكان لجهة نقل المقاتلين أو السكان أو اللاجئين من الزبداني إلى هناك، وحينها ستتعرض حياتهم للخطر أكان من الدولة الاسلامية" أو من غارة جوية تستهدف القافلة، وهذا الأمر بحاجة الى التروي وممكن ان يتم عبورهم من لبنان"، ويضيف: "الحال نفسه بالنسبة إلى الفوعة وكفريا فعملية النقل ليست سهلة، لأن الطريق غير آمنة".


 


الهدنة وروسيا
في رأي الحلبي "لم يؤثر التدخل الروسي على الهدنة لأن هناك نية لدى الطرفين باستكمالها لضرورات ميدانية وانسانية، خصوصا أن الأمم المتحدة أصرت على نجاح الهدنة بصرف النظر عن التدخل الروسي، وكان هناك تجاوب من جميع الاطراف أن تكون الهدنة مستمرة"، ويكّرر بأن "التدخل الروسي جاء بعد الهدنة وفي شكل مباشر وكان الأخير لا تناسب ميدانيا اطراف مؤيدة للنظام، لأن ذلك برأيها يهدد تركيب الوضع الميداني"، ويشدد على أن "التدخل لن يؤثر على الهدنة، إلا إذا حصل تدخل في الزبداني وتجددت المعركة هناك، وحينها تنسف الهدنة في شكل سريع"، كاشفاً عن "حصول مناوشات بالحجارة بين الطرفين في الزبداني أيام العيد، والابتعاد عن النيران حرصاً على عدم خرق الهدنة".


 


ماذا تريد إيران؟
لايران غاية من هذه الهدنة، ويقول الحلبي: "ايران تريد أن تأخذ من هدنة الفوعة كفريا – وادي بردى نموذجاً يحتذى به لمناطق مشابهة تهم الثور وأخرى تهم ايران كالنبل والزهراء، وهنا يأتي التناقض الروسي - الايراني"، مشيراً إلى أن "تركيا توافق على الهدنة ورفضت عملية الترانسفير السكاني الذي لن يحصل في الاتفاق الجديد الذي يسمح لمن يريد من اللاجئين بأن ينتقل على حريته من الزبداني ومن يريد من الاطفال والنساء لعمر معين الذهاب إلى اماكن أكثر أمناً من الفوعة وكفريا"، ويتابع: "النبل والزهراء محاصرتان في ريف حلب وبالرغم من انهما شريان أساسي لعفرين وخاصرة لتركيا فان الاخيرة ترفض أي عملية تهجير للسكان لانه سيؤدي إلى تهجير مقابل". ويعتبر أن "لدى ايران النية بأن ينجح هذا النموذج ليكون معياراً لمناطق أخرى".


 


شاحنة واحدة إلى الزبداني
وبحسب مصادر سورية معارضة من الزبداني فإن "المقاتلين أمضوا الشهر من دون حصول أي عملية خرق، في ظل أوضاع مأساوية لقلة الأكل"، موضحة أن "شاحنتين فقط دخلتا إلى بقين ومضايا وشاحنة واحدة إلى الزبداني عند الخامسة والربع من بعد ظهر الأحد، فيما كان الاتفاق على ادخال 21 شاحنة إلى بقين ومضايا و3 إلى الزبداني"، وأكدت أن "الحصار لا يزال مفروضاً على الجميع وممنوع خروج أي كائن من بقين ومضايا". فيما تحدثت مصادر أخرى عن دخول أكثر من 20 شاحنة إلى هذه المناطق.
التأخير في تنفيذ بنود الهدنة دفع أهالي الزبداني ومضايا إلى الشك في امكانية نجاح الاتفاق بين الثوار والوفد الايراني، وكانت البلدات هناك دخلت يومها الـ١١٠ من الحصار الخانق، حيث مُنع أهلها من ادخال ابسط متطلبات الحياة كالخبز والحليب، وبحسب الناطق باسم تجمع "واعتصموا بالله" زكريا الشامي القري من المنطقة هناك: "دخلت شاحنات محملة بالمواد الغذائية الى مضايا والزبداني وبقين وسرغايا، وحمولتها كانت عبارة عن مواد غذائية ومواد طبية باستثناء حليب الاطفال، وتم دخول الشاحنات بالتنسيق مع وجهاء البلدة الذين علموا بوصول المساعدة قبل بيوم، ورافق الشاحنات سيارات للأمم المتحدة"، مشيراً إلى "انسحابات في صفوف الجيش النظامي من محيط الزبداني لزجهم في جبهة داريا القتالية وجبهات الغوطة الشرقية".


 


الفوعة وكفريا
وفي التوقيت نفسه "قام فريق الهلال الاحمر وباشراف من جيش الفتح بادخال ثماني شاحنات محملة بالمواد الغذائيه والاغاثيه والتموينية الي الأهالي المحاصرين في الفوعة وكفريا وذلك بموجب اتفاق برعاية الامم المتحدة والهلال الاحمر"، بحسب ما أكد الناطق باسم الهيئة العسكرية لـ"#الجيش_الحر" قصي الحسين، ويوضح لـ"النهار" أن "قوات من جيش الفتح أشرفت على عملية تسليم المواد الاغاثية الى الاهالي بمرافقة الهلال الاحمر، منذ استلامه الشاحنات من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا وصولاً إلى حصول الأهالي المحاصرين عليها". ويقول الحسين أن "الهدنة مستمرة وممنوع تحليق طائرات فوق ريف ادلب الشمالي، أي الفوعة وكفريا ومحيطها، مثل مدينة بنش وادلب المدينة وسرمين"، لكن الطيران الروسي قصف الأخيرة وسقط جرحى وقتلى من المدنيين هناك.


 


[email protected]
Twitter: @Mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم