الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

أول مسؤول أميركي في سوريا منذ 2012 ... مهادنة للاكراد قد تستنفر تركيا

المصدر: "النهار"
أول مسؤول أميركي في سوريا منذ 2012 ... مهادنة للاكراد قد تستنفر تركيا
أول مسؤول أميركي في سوريا منذ 2012 ... مهادنة للاكراد قد تستنفر تركيا
A+ A-

مع زيادة واشنطن انخراطها في الحرب على "الدولة الاسلامية" (داعش)، وتصاعد السجال الاقليمي والدولي في شأن الاكراد السوريين الذين يرسمون حدود دولتهم في شمال سوريا، تكتسب زيارة ممثل الرئيس الاميركي في الائتلاف الدولي لمحاربة "داعش" بريت ماكغورك للمنطقة التي يسيطر عليها الاكراد في سوريا دلالات كبيرة، وخصوصاً أنها الاولى لمسؤول أميركي لهذا البلد منذ عام 2012. 


ووصل الوفد الذي ضم بحسب "المرصد السوري لحقوق الانسان" مسؤولين بريطانيين وفرنسيين، في طائرة هليكوبتر الى مطار رميلان الواقع في شمال شرق سوريا، والذي وسعته الإدارة الأميركية، ليصبح بمثابة قاعدة عسكرية للقوات الأميركية.


ويقع المطار وسط مثلث دير الزور-الرقة - الموصل الذي يسيطر عليه "داعش" والذي تحيط به قوات كردية، ومن المفترض أن يصير مركز الحملة الدولية للقضاء على التنظيم المتشدد.


وتفيد مصادر كردية أن هليكوبترات أميركية بدأت استخدام المطار، وأن شحنات كبيرة من المعدات العسكرية أفرغت فيه في الاسابيع الاخيرة وسط طوق أمني مشدد.


وزار ماكغورك مدينة كوباني والتقى أعضاء في الإدارة الذاتية الديموقراطية في مقاطعتي الجزيرة وكوباني، ومسؤولين وقياديين في المنطقة.
ونقل عن المسؤول الأميركي اشادته بتجربة الإدارة الذاتية في سوريا، وقال لمن التقاهم: "ما أنتم عليه الآن في الإدارة الذاتية، هو حقكم، لأنكم أنتم قاتلتم تنظيم داعش المتطرف، وطردتموه من هذه المناطق، وسوريا المستقبل ستكون ديموقراطية، وستحترم حقوق الشعب الكردي، وسيضمن ذلك الدستور الجديد لسوريا".


وتأتي هذه اللقاءات بعدما استثني "الاتحاد الديموقراطي" الكردي ،الجناح السياسي ل"وحدات حماية الشعب" التي اضطلعت بدور بارز في مواجهة "داعش"، من محادثات جنيف بناء على ضغوط تركية.
ماكغورك سمع بحسب المصادر الكردية احتجاجات على هذا الاستبعاد، فرد بأن " هذه الاجتماعات الأولية هي اجتماعات شكلية، من أجل التوصل الى وقف للنار بين النظام السوري والمعارضة، وأنه في الاجتماعات الجدية المقبلة، سيكون حزب الاتحاد الديموقراطي حاضراً كطرف أساسي ".


تقويم أم تهدئة الاكراد


زيارة ماكغورك والوفد المرافق هدفت بحسب مسؤول أميركي رفض ذكر اسمه الى "تقويم التقدم المحرز في الحملة لمواجهة الدولة الاسلامية"، اضافة الى تكريم أولئك الذين فقدوا حياتهم خلال قتالهم "داعش" .


فمنذ تأسيسها في تشرين الاول الماضي، برزت "قوات سوريا الديموقراطية" العربية -الكردية والتي تحظى بدعم واشنطن كالقوة القتالية الاقوى ضد "داعش" في شمال سوريا.وأرسلت واشنطن بضعة عشرات من قوات العمليات الخاصة لدعمها.


وفي سلسلة تغريدات له على "تويتر" اليوم، كتب ماكغورك أنه أمضى يومين في شمال العراق لمراجعة المعركة المستمرة ضد "داعش"، وأن الزيارة شملت يوماً كاملاً في كوباني للاطلاع على الوضع الامني والانساني من المواطنين والمسؤولين المحليين. وأوضح أن العمل لا يزال مستمرا لازالة آّثار "داعش" من معاقلهم السابقة قرب كوباني.وأوضح أنه كرّم أيضاً ذكرى نحو الف كردي قضوا في معركة كوباني التي أدت الى فك الحصار عن المدينة قبل سنة.


ماكغورك غرد أيضاً أنه ناقش الخطوات التالية في الحملة في سوريا مع المقاتلين المتعددي الاتنية والمدربين على القتال ضد "داعش"، مؤكدا أنه مقاتلي التنظيم المتشدد لم يستطيعوا الصمود في مواجهة أبناء كوباني وتكريت والرمادي و"وقريبا الرقة والموصل".


بهذه التغريدات التي أرفقها بصور للزيارة ، بما فيها للدمار في كوباني ولقاءاته مع مسؤولين أكراد، حدد ماكغورك أهداف زيارته. ولكن ثمة مراقبين رأوا في زيارته لشمال سوريا في هذا الوقت بالذات أهدافا أخرى غير تلك التي أوردها، وخصوصاً أنه المسؤول الاميركي الاول يزور منطقة سوريا منذ غادر السفير روبرت فورد دمشق عام 2012 ( فورد زار منطقة حدودية مع تركيا في ايار 2013).


محلل الشؤون التركية موتلو شيفيروغلو، ومقره واشنطن، ل"وكالة الصحافة الفرنسية" أن زيارة ماكغورك ترمي على ما يبدو الى تهدئة الاكراد ،بعد ابعادهم من محادثات جنيف.


وكانت مصادر كردية أفادت سابقا أن نائب وزير الخارجية الاميركي طوني بلينكن اتصل برئيس حزب الاتحاد الديموقراطي صالح مسلم ليناقش معه موقف واشنطن من القضية الكردية ومحادثات السلام لسوريا.
وبعد شمال العراق، توجه ماكغورك الى العراق.وكتب الاحد على "تويتر" أنه في بغداد لاجراء لقاءات مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ورئيس حكومة اقليم كردستان العراق نشروان البارزاني وغيلاهما للبحث في الحملة على "داعش".


وليس خافيا التنافس الاميركي-الروسي على الاكراد الذين حققوا مكاسبهم الكبرى الاخيرة بمساعدة الغارات الاميركية. فقد أورد "المرصد السوري" أن طول المنطقة التي يسيطر عليها "داعش" على الشريط الحدودي مع تركيا تراجع الى 70 كيلومترا من 250 كيلومترا، وذلك بعد طرد "وحدات حماية الشعب" الكردية قوات التنظيم من الضفة الشرقية لنهر الفرات، في الريف الشمالي الشرقي لحلب. هذه المكاسب الكردية أثارت قلق تركيا التي تورد تقارير أنها تحشد تعزيزات وقوات على طول حدودها لمنع نشوء دولة كردية.فكيف سترد أنقرة على زيارة ماكغورك لشمال سوريا؟.


[email protected]
Twitter:@monalisaf


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم