الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

بريطانيا تطمئن إلى دعم اللاجئين حتى عودتهم وشورتر يؤكد أن الحل لن يكون إلا سياسياً

سابين عويس
سابين عويس
A+ A-

تولي بريطانيا ملف اللجوء السوري اهتماما استثنائياً، وقد واكبته عن كثب منذ اندلاع الحرب عام 2011، ولا سيما في جوانبه الانسانية والاقتصادية. وهي في هذا الاطار، تستضيف في عاصمتها لندن في 4 شباط الجاري مؤتمرا عن "مساعدة سوريا والمنطقة"، هو الثالث الذي يخصص لمواكبة هذه الازمة، وسط تكتم يحوط التوقعات حيال مدى استجابة الدول والمؤسسات المانحة للأرقام الكبيرة المطلوبة من الدول المتضررة من الازمة.


تفضل مصادر ديبلوماسية في السفارة البريطانية في بيروت، في إطار شرحها لأهداف المؤتمر، عدم إعلان أي أرقام أو توقعات، تاركة الأمر للمؤتمر، تحسباً ربما لما ستحصده الحركة الديبلوماسية الكثيفة مع الدول والمؤسسات المانحة، وما يمكن أن تزيده على الالتزامات القائمة.
تعلق المصادر أهمية كبرى على المؤتمر الذي تشارك في رعايته، إلى جانب بريطانيا، الكويت ونروج والمانيا والامم المتحدة، كفرصة لتحريك المجتمع الدولي من أجل بذل المزيد من الجهود، مؤكدة أن المؤتمر يطرح مقاربة جديدة بعدما كانت الاستجابة تتم للحاجات الانسانية في مراحل النزوح الاولى. أما اليوم، وبعدما طالت هذه الازمة، فقد باتت الحاجة ملحة للانتقال إلى مقاربة مختلفة تأخذ في الاعتبار التركيز على المدى الطويل على الفرص الاقتصادية والتعليم.
لكن على أهمية الأبعاد الانمائية والاقتصادية التي سيتناولها المؤتمر، ثمة أكثر من هاجس يقلق اللبنانيين، المعنيين مباشرة بهذا الموضوع، بما أن بلادهم تستضيف الكم الاكبر من اللاجئين، وتتعرض بالتالي لضغوط كثيرة نتيجة الاعباء الكبيرة التي يرتبها هذا اللجوء.
أول هذه المخاوف يتمثل بعدم قدرة لبنان على الإفادة من التمويل المطلوب، إذ تأتي المبالغ أقل مما هو معقود للبنان. تكفي الإشارة الى ان لبنان لم يحصد أكثر من 1,1 مليار دولار مما سبق أن طلبه من المؤتمرات السابقة، في حين يتقدم اليوم بورقة تلحظ خطة خمسية تتطلب تمويلا لـ11 مليار دولار.
على هذا الموضوع، ترد المصادر بقولها إن المجتمع الدولي لن يتخلى عن مساعدة المجتمعات المضيفة، حتى بعد عودة اللاجئين الى بلادهم.
ثاني هذه المخاوف يتمثل بمخاطر التوطين في غياب الحل السلمي الذي يعالج أزمة سوريا ويسهم في عودة اللاجئين.
على هذا الموضوع يرد سفير بريطانيا هيوغو شورتر خلال لقاء له في مقر السفارة في بيروت مع الوفد الاعلامي المرافق لرئيس الحكومة تمام سلام الى المؤتمر، معربا عن تفهمه لهذه المخاوف، وكاشفا أن "هدف المؤتمر هو مساعدة النازحين السوريين في المنطقة حتى تمكنهم من العودة بأمان الى بلادهم عندما تصبح الظروف مواتية، والحؤول دون توطينهم الدائم"، مؤكدا أن هذه المسألة "ستكون رسالة واضحة من المشاركين في المؤتمر".
وأضاف أنه "الى حين تمكنهم من العودة الى بلادهم، هناك شركة طويلة الامد بين لبنان والدول المانحة لتأمين الفرص الاقتصادية والتعليم للاجئين والمجتمعات المضيفة والاستجابة لحاجاتهم الإنسانية".
ولكن لم لا يجري البحث في فرص الحل السياسي في سوريا بدلا من البحث الدائم في كيفية إدارة الازمة؟ يقول شورتر إن "هناك عملية سياسية تحصل الآن، وقد يكون المسار الجاري حاليا هو الافضل لإتمام الحل السياسي منذ خمس سنوات، ونريد إعطاء هذه الفرصة أفضل الجهود لإنجاحها، لأنه في النهاية لا بد أن يكون الحل سياسيا".
وهل يهدف المجتمع الدولي من خلال المؤتمر الى منع تدفق النازحين الى اوروبا، أجاب السفير البريطاني: "إن اهتمام بريطانيا بالازمة ليس جديدا أو مفاجئا، بل يعود الى بداية الأزمة عام 2011. لقد قامت المملكة المتحدة بدعم الدول في المنطقة منذ بدء الأزمة، وهي ثانية أكبر الدول المانحة الثنائية بعد الولايات المتحدة الاميركية".


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم