الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

تغير المناخ سيؤدّي إلى "تبطيء الرحلات من لندن إلى نيويورك"

تغير المناخ سيؤدّي إلى "تبطيء الرحلات من لندن إلى نيويورك"
تغير المناخ سيؤدّي إلى "تبطيء الرحلات من لندن إلى نيويورك"
A+ A-

توصلت أبحاث جديدة إلى أن ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو سوف يتسبّب بتسريع التيار النفاث، ما يؤدّي إلى زيادة سرعة الرحلات إلى لندن عبر الأطلسي، إنما تبطيء الرحلات في الاتجاه المعاكس – ما يعني ألفَي ساعة إضافية في الجو.


سوف يمضي الركّاب في الرحلات العابرة فوق الأطلسي وقتاً أطول في الجو بسبب تغيّر المناخ، بحسب ما توصلت إليه دراسة جديدة أجراها علماء في جامعة ريدنغ.


فقد وجدوا أن زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون في الجو بمعدّل الضعف سوف تؤدّي إلى تسريع التيار النفّاث في الشتاء، ما يؤدّي إلى خفض مدّة الرحلات المتّجهة شرقاً إنما تبطيء الرحلات المتّجهة غرباً.


لكن التغييرات لناحية خفض أوقات الرحلات لا تعوِّض عن الزيادة، ما يعني أنه ستُسجَّل في الإجمال زيادة في الوقت الذي تستغرقه الرحلات إذا لم تُتَّخذ خطوات لخفض انبعاثات غازات الدفيئة.


وربما بدأ الركّاب يتلمّسون بعضاً من هذه التأثيرات. العام الفائت، أوردت شركة الخطوط الجوية البريطانية أن إحدى طائراتها من طراز "بوينغ 777" بلغت معدلات سرعة قريبة من سرعة الضوء خلال رحلة لها من نيويورك إلى لندن، والتي استغرقت 5 ساعات و16 دقيقة فقط، أي أقل من الوقت المقرر وهو ساعة ونصف الساعة.


لدى قراءة الخبر الذي نشرته صحيفة "تلغراف" عن هذه الرحلة، قرّر الدكتور بول ويليامز، وهو عالم متخصص في الغلاف الجوي في جامعة ريدنغ، أن يدرس تأثيرات تغيّر المناخ على خط الرحلات بين نيويورك ولندن والعكس.


وقد قام بتلقيم بيانات عن النماذج المناخية في نظم حسابية يستخدمها منظّمو الرحلات لتحديد المسارات، وتوصّل إلى أن الطائرات التي تعبر الأطلسي ستمضي ألفَي ساعة إضافية في الجو سنوياً، ما يؤدّي إلى إضافة ملايين الدولارات إلى التكاليف التي تنفقها الخطوط الجوية على المحروقات، فضلاً عن زيادة خطر حدوث تأخير في الرحلات.


وقد علّق ويليامز في هذا الصدد: "تواجه صناعة الطيران ضغوطاً لخفض تأثيراتها على البيئة، لكن هذه الدراسة تلقي ضوءاً جديداً على كيفية تأثّر صناعة الطيران بمفاعيل تغيّر المناخ".


أضاف: "الخبر السيئ للركاب هو أن الرحلات المتّجهة غرباً ستواجه رياحاً معاكسة أقوى. أما الخبر السار فهو أن الرحلات المتّجهة شرقاً ستحصل على اندفاعة مؤاتية بفعل الرياح الخلفية الأقوى، لكنها ليست كافية للتعويض عن الرحلات المتجهة غرباً التي ستستغرق وقتاً أطول. النتيجة في المحصلة هي تسجيل زيادة كبيرة في الأوقات التي تستغرقها الرحلات في الإجمال".


تابع ويليامز: "سيؤدي ذلك إلى زيادة تكاليف المحروقات التي تتكبّدها شركات الخطوط الجوية، الأمر الذي قد يؤدّي على الأرجح إلى زيادة أسعار التذاكر، وسوف يزيد من التأثيرات البيئية السلبية على الطيران".


يُتوقَّع أن تزيد سرعة رياح التيار النفاث بين أوروبا وأميركا الشمالية بنسبة 15 في المئة في الشتاء (مع حدوث زيادات مماثلة في فصول أخرى)، لترتفع من 48 إلى 55 ميلاً في الساعة.


والنتيجة هي تضاعف احتمال أن تستغرق الرحلات المتجهة من مطار جون كينيدي في نيويورك إلى مطار هيثرو في لندن أقل من خمس ساعات و20 دقيقة. أما في الاتجاه المعاكس، فسوف يتضاعف احتمال أن تستغرق الرحلات أكثر من سبع ساعات.


العام الفائت، اضطُرَّت رحلتان انطلقتا من لندن إلى التوقف في ماين بصورة غير مقررة مسبقاً من أجل إعادة التزود بالوقود، بعد تعرّضها للرياح المعاكسة عبر الأطلسي.


يشار إلى أن ممر الطيران في شمال الأطلسي هو من الأكثر ازدحاماً، إذ تعبره نحو 600 رحلة يومياً.


إذاً سوف يُترجَم الوقت الإضافي الذي ستستغرقه الرحلات إلى زيادة في كمية الوقود الذي يُحرَق سنوياً تصل كلفتها إلى 22 مليون دولار، وإلى انبعاث 70 مليون كلغ إضافي من ثاني أكسيد الكربون – أي ما يوزاي مجموع الانبعاثات السنوية الصادرة عن 7100 منزل بريطاني – كما جاء في الورقة البحثية التي نُشِرت في Environmental Research Letters.


أضاف الدكتور ويليامز أنه قد تُسجَّل نتائج مماثلة في أماكن أخرى في العالم حيث تستخدم الممرات الجوية التيارات النفاثة في نصف الكرة الشمالي أو الجنوبي. وكان قد توصّل في بحوث سابقة إلى أن تغيّر المناخ سيؤدّي على الأرجح إلى مزيد من الاضطرابات في الهواء.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم