الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

ما لم يعرفه السوريّون عن سكان الأشرفيّة من قبل: "فاجأونا بردّ فعلهم"!

المصدر: "النهار"
إيلده الغصين
ما لم يعرفه السوريّون عن سكان الأشرفيّة من قبل: "فاجأونا بردّ فعلهم"!
ما لم يعرفه السوريّون عن سكان الأشرفيّة من قبل: "فاجأونا بردّ فعلهم"!
A+ A-

بدلاً من الشكوى والتذمّر من معاملة اللبنانيين لهم، لجأت مجموعة من النازحين السوريين في لبنان إلى شكر الشعب اللبناني لاستضافته لها على رغم ضخامة النزوح وأعبائه على مدى أكثر من أربع سنوات. بهدف التعبير عن حبّهم للشعب المضيف لهم، عمد الشباب السوريون إلى تغليف ألف نبتة يدويّاً، سمّوها "شتلة حب" ولصقوا عليها عبارة "سنة بعد سنة منزرع شتلة حب من #سوريا إلى #لبنان"، ووزّعوها على مواطنين لبنانيين في #شارع_الحمراء وساحة ساسين في #الأشرفية يوم الأحد الماضي لمناسبة عيد الحب. تهدف المبادرة إذاً، إلى تخفيف الاحتقان وشحن للنازح والمضيف معاً بالإيجابيّة، فيما تأتي الدعوة للعام الثاني على التوالي من شركة swell group للحلول التسويقية ومجموعة من المتطوّعين، ضمن برنامجها حول المسؤولية الاجتماعية للشركات. فكيف كان المشهد؟ ماذا قال السوريون عن ردّ فعل اللبنانيين؟ وهل ستنجح المبادرة في تخفيف التوتّر "العنصري" والتأفّف الاقتصادي الذي يُرهق اللبناني والنازح معه؟


"لا لردود السوريين غير المنطقيّة"
لا ترى مؤسِّسة swell group عبير العقّاد لزوماً لردّ السوري على اللبناني إن عبّر عن استيائه، بل تودّ مبادلة المضيف بالحبّ متفهمّة الأضرار التي يخلّفها وجود مليوني نازح في بلد سكّانه لا يتجاوزون الأربعة ملايين. وتقول العقّاد في حديث لـ"النهار" حول الفكرة التي أطلقتها: "نشأت هذه المبادرة على خلفيّة الردود التي كان #اللاجئون_السوريون يقومون بها حيال ما يقوله أو يتصرّفه اللبنانييون أو يتناوله الإعلام. يُفترض بنا كسوريين أن نتصرّف بأخلاقيّة النازح لا المحتلّ، وعلينا أن نفهم كيف نحترم البلد الذي يستقبلنا من دون أن نهاجم أهله إذا عبّروا عن تضرّرهم جراء وجودنا". وتضيف "بكل صراحة نحن كسوريين نخطئ في الردّ، فمن موضع النازح ليس عليك أن تذمّ بلبنان، وإلاّ عليك العودة إلى بلدك أو اللجوء إلى بلد آخر. لا يمكننا أبداً أن نعيّر اللبناني باستقبالنا له في #حروب سابقة. معاملة اللبنانيين بنظري ممتازة وليست فقط جيّدة، إذ نرى أن باقي البلدان تفرض شروطها وهذا أمر طبيعي وضروري، ومن البديهي أن يقوم لبنان بعد أربع سنوات من #النزوح المستمرّ ببعض الإجراءات على الحدود لأنّه لم يستوعب في تاريخه مليوني نازحٍ".


فكرة المبادرة وصُنع الشتول
تقوم الفكرة على جمع عبوات المياه الفارغة وتعبئتها في أحد المشاتل بما يخدم #البيئة ومبدأ #إعادة_التدوير، وتشرح العقّاد "أن الشتول التي اختيرت تنمو في كل الفصول وتزهر ويمكنها أن تعيش في العبوة أو تُنقل إلى وعاء أكبر، وقد غلّفناها بطريقة مميّزة ووضعنا عليها لاصقات تعبّر عن الحب. كما أننا سنفرز أغطية القناني لتقديمها إلى إحدى الجمعيات المهتمة بالبيئة". في العام الماضي، بدأت الفكرة في شارع الحمراء مع 500 شتلة وهذه السنة توسّعت إلى #ساحة_ساسين في الأشرفية مع 1000 شتلة. لماذا ساسين؟ "لأننا نودّ الوصول إلى لبنانيين من كل المناطق بما تحمل من رمزيّة". الفكرة لا تقوم في الأساس على الفرز وتدوير النفايات لكنها تلتقي مع هذا المبدأ، وهو أمر يجب الانتباه إليه بنظر المتطوّعين منذ زمن وليس بفعل أزمة النفايات الراهنة. إنها صنع اليد و"متعوب عليها" وليست كأي هديّة عاديّة.
تسكن عبير في الأشرفية ولم تتعرض لأي مضايقة بل إنها تعتبر أن معاملة اللبنانيين لها "بتجنّن"، فكل يساعد على طريقته من تقديم موقف الباركينغ إلى #المنقوشة صباحاً. ولو كانت لبنانية لكانت حاربت كل شركة أجنبيّة تأتي لمنافستها، من هنا لا تقوم شركتها السورية الأصل على منافسة الشركات اللبنانية في مجال التسويق، بل تحاول إيجاد برامج مساندة تقوم على أفكار خلاقة ومساعدة الشركات على تنفيذها.


اللبنانيّون ردّوا بطريقتهم
"كانت ردود الفعل رائعة وتفاجأنا بها" يقول أحد المشاركين في حملة توزيع شتول #الحبّ. ويقول أحد المارة الذي استلم إحدى الشتلات "مبادرة حسنة من اللاجئين السوريين لتخفيف #العنصرية والتوتر بيننا وبينهم". إحدى السيّدات في الأشرفيّة وزّعت الشوكولاتة على المتطوّعين، فيما عمدت سيّدة ثانية إلى ضمّ الشباب السوريين فرداً فرداً. أمّا "عمّو الختيار" فقرّر توزيع القهوة على المتطوّعين وراح آخر يقول "ولو يا عمّو البلد بلدكم". ولم يسمع المتطوعون - على حدّ تعبيرهم - أكثر من كلمة "نحن إخوة وشعب واحد". وفي حين كان التوزيع في ساسين والحمراء مستمراً، هبّ مواطنٌ لبناني إلى غرس "شتلة الحبّ السورية" في ساحة ساسين، في عمل لا يقلّ أهميّة عن مبادرة السوريين أنفسهم. هو يوم انقضى سريعاً بالمودّة والحب، لكن النظر يبقى مشدوداً إلى الأيام القادمة مع تفاقم #أزمة_النزوح وتضخّم الوضع الاقتصادي مقابل تراجع الدول المانحة عن التزاماتها، فالحبّ وحده لا يُطعم اللبناني رغيفه ولا يعوّض اللاجئ السوري عن ضرورة العودة إلى بلده.


[email protected] 


Twitter: @ildaghssain


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم