الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

علم الثورة يستفزّ "جبهة النصرة"... قمْع في إدلب للمعارضين في غياب النظام!

المصدر: "النهار"
محمد نمر
علم الثورة يستفزّ "جبهة النصرة"... قمْع في إدلب للمعارضين في غياب النظام!
علم الثورة يستفزّ "جبهة النصرة"... قمْع في إدلب للمعارضين في غياب النظام!
A+ A-

اغتنم الناشطون السوريون والمعارضون تراجع حدّة المعارك والقصف في #سوريا بفعل "الهدنة الهشّة" التي دخلت يومها العاشر، للانطلاق بتظاهرات في مناطق تواجدهم تطالب بإسقاط النظام السوري، في صورة أعادت إلى الأذهان التحرّكات السلمية التي انطلقت بها الثورة عام 2011.


وتميّزت التظاهرات الـ 104 يوم الجمعة الماضي بمشاركة الناشطين والأهالي، ومعهم أيضاً مقاتلين من غالبية الفصائل المعارضة من دون سلاحهم، وبرفع علم الثورة وارتفاع رايات "لا إله إلا الله"، ولم تتوقف التظاهرات طوال هذه الأيام، ومن المتوقع أن يشهد يوم الجمعة المقبل تظاهرات جديدة. ولا يمكن التطرّق إلى هذه الحركة من دون الحديث عن "القمع" الذي قامت مجموعة من العناصر الملثّمة في إدلب وإقدامها على اعتقال الناشطين... فما هي الرواية؟
ووفق رواية الناطق باسم الهيئة الإعلامية العسكرية قصيّ الحسين لـ"النهار" فإن "مدينة ادلب شهدت بالأمس (الاثنين) تظاهرة، احتفالاً بذكرى مرور خمسة أعوام على الثورة السورية، رفعت فيها اعلام الثورة ومنها رفع رايات "لا إله إلا الله"، وتمّ التذكير بالمطالب الأولى للثورة السورية ومنها إسقاط النظام وأركانه والعيش بحرّية ومساواة وديموقراطية مع كل أطياف المجتمع السوري بأعراقه وطوائفه وقومياته".
مئات الأشخاص جالوا في شوارع مدينة ادلب عند الساعة الثانية من بعد ظهر الاثنين، ولحظة وصول المئات إلى ساحة دوار الساعة في ادلب رفعوا اعلام الثورة عالياً وبدأوا بالهتاف: الشعب يريد إسقاط النظام، والله محيي الجيش الحر، ويشير الحسين إلى أن "التظاهرة في الساحة بدأت وسط انتشار كبير لعناصر ملثمة من القوة التنفيذية لجيش الفتح حول دوار الساعة في مدينة إدلب، وبعد دقائق قام عشرات منهم بماهجمة المتظاهرين وتفريق التظاهرة بالقوة"، ووفق بعض الناشطين فإن "الملثمين تابعون للقوة التنفيذية التابعة لجيش الفتح" الذي يضم مجموعة من الفصائل منها حركة "أحرار الشام" و"#جبهة_النصرة".


التظاهرة


ويلفت الحسين إلى أن "التظاهرة أعدّ لها ناشطون في مدينة إدلب وريفها قبل أسبوع، وبحسب بعض الناشطين كانت تأتيهم تهديدات من اشخاص مجهولي الهوية هددوا المتظاهرين وحذّروهم من رفع علم الثورة، وبأنهم سيهاجمون التظاهرة ويعتقلون كل من يرفع العلم في حال حصل ذلك". ولم تستطع هذه الجهة أن توقف اندفاع الناشطين إلى "السلمية"، فبعدما فضّت التظاهرة بالقوة، قامت عناصر القوة التنفيذية بالاعتداء على بعض الناشطين وكسر كاميراتهم، واعتقلوا اربعة اعلاميين، من بينهم الاعلامي معاذ الشامي والاعلامي محمد كركص وآخرون واقتيادهم الى جهة مجهولة.


توجيه الاتهام


وحاول البعض توجيه الاتهام إلى "احرار الشام"، لكنها سارعت إلى النفي وأعلنت نفيها الكامل لمشاركة عناصرها المتواجدين داخل القوة التنفيذية لجيش الفتح في قمع التظاهرة التي خرجت. وحملت "فصائل أخرى" لم تسمِّها المسؤولية، وأعربت عن رفضها ذلك السلوك جملة وتفصيلاً، وطالبت الفصائل التي قام عناصرها بذلك العمل بمحاسبة تلك العناصر، داعية الجميع إلى ضبط النفس، كما استنكرت رفع السلاح في وجه المتظاهرين.
فمن هي الجهة التي أقدمت على هذا العمل؟ إنها "جبهة النصرة. والاعلاميون المعتقلون لا يزالون في سجونها"، وفق ما يؤكد القيادي في "أحرار الشام" حسام سلامة لـ"النهار"، الذي يلفت إلى أن "الحركة تضغط بكل ما استطاعت لإخراج المعتقلين، ومن المفترض أن يخرجوا اليوم، وسنعمل على ألا تتكرّر هذه الظاهرة التشبيحة، ونعمل على حماية تظاهرات شعبنا". وعن سبب إقدام النصرة على ذلك يقول: "جبهة النصرة تحوي في صفوفها متطرّفين غلاة يسبّبون هذه المشاكل، كما أن علم الثورة بالنسبة إلى النصرة مشكلة".
وعن امكانية تأثير ما قامت به "النصرة" على العلاقات في صفوف "جيش الفتح" يقول سلامة: "من الطبيعي أن يؤثر ذلك على الجيش والعلاقة بيننا في توتّر متصاعد".
وأصدر ناشطو وإعلاميو محافظة ادلب بياناً دعوا فيه إلى "محاسبة المسؤولين عن هذا العمل المدان، والاعتذار من الثوار وإطلاق سراح من تم اعتقالهم على الفور، وضمان حرية العمل الإعلامي في المناطق المحررة". وطالب البيان أيضاّ جيش الفتح بـ"الاعتذار عن هذا العمل وحماية التظاهرات السلمية وعدم التعرّض لها". وقال مسؤول العلاقات السياسية في حركة "أحرار" الشام لبيب النحاس: "حملنا السلاح لحماية أهلنا والمتظاهرين، وأحرار الشام ملتزمون بهذا الأمر، ولن نسمح لأيّ طرف بالمساس بالمتظاهرين، وسيتمّ محاسبة المسيئين".



وأطلّ القاضي العام في "جيش الفتح" الشيخ عبد الله المحيسني المقرب من "النصرة"، بسلسلة من التغريدات شددَ فيها على عدم منع الناس من "الوقوف بوجه الطاغية، بل الشدّ من أزرهم والسعي في توجيههم"، واعتبر أن "ما حدث في إدلب تجاه المتظاهرين هو عرضيّ وخطأ ينبغي أن يُصحّح ويوجّه، ونبّه المقاتلين إلى أنهم خرجوا نصرة لهؤلاء المظلومين". وأوضح أن "هذه التظاهرات المباركة هي جزء من السعي لإسقاط النظام والجهر بالحق". وحول حكم رفع علم الثورة في التظاهرات، أوضح المحيسني أن "الأعلام في الإسلام ليست منهجاً، إنما هي خرق تُستخدم في الحروب وترفع فيها، وأن حكم هذه الأعلام حكم مراد رافعها". كما توجهت التهم إلى تنظيم "جند الأقصى" المبايع لتنظيم "الدولة الاسلامية" لكنه نفى أيضاً مسؤوليته عن العمل.


 


[email protected]
Twitter: @Mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم