الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

كيلو وسيدورف وأفقهي يتحدثون لـ"النهار" عن معنى "انسحاب القيصر"

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
كيلو وسيدورف وأفقهي يتحدثون لـ"النهار" عن معنى "انسحاب القيصر"
كيلو وسيدورف وأفقهي يتحدثون لـ"النهار" عن معنى "انسحاب القيصر"
A+ A-

فاجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجميع، وفجّر قنبلة من العيار الثقيل، بإعلانه اتخاذ قرار سحب الجزء الرئيسي من قوات بلاده في سوريا، بعد أن حقّق أهدافه إلى حد كبير.
فجأة تغيرت اللعبة وانتقل #بوتين من المغامرات العسكرية الى الطاولة السياسية، وبعد ستّة اشهر من قراره المشاركة بضربات جوية على "الارهابيين" في سوريا، اتخذ قرار الانسحاب بالتزامن مع بدء جولة محادثات السلام في جنيف. القرار الذي سيستغرق تنفيذه خمسة أشهر، لم يعرف بعد ماهية العديد والعتاد التي سيشملها.
التدخل الروسي المباشر في سوريا لحماية نظام بشار الأسد من الانهيار، ومحاربة "الدولة الاسلامية"، بات من الماضي. وان كانت موسكو قد نجحت في تدخلها بقلب الكفة العسكرية لمصلحة النظام، من دون أن تتمكن من هزيمة المعارضة، كما استطاعت إضعاف "داعش" من دون القضاء عليه، فإنها اليوم تعمل على قلب الدفة لصالحها من دون خسائر مادية أوجعتها اقتصادياً. فكيف ينظر معنيون الى القرار الروسي وخلفياته؟



مفاجئ ومتوقع
قرار الرئيس الروسي كان مفاجئاً ومتوقعاً في الوقت عينه، بحسب المحلل السياسي الروسي يفغيني سيدورف الذي شرح ان " القرار كان مفاجئاً لأن بوتين لم يستشر ولم يجر مباحثات ومشاورات تمهيدية مع الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة، ثانياً كان متوقعاً كون الرئيس الروسي اعلن بعيد دخول قواته الى سوريا في اواخر ايلول من العام الماضي ان لتواجدها جدولاً زمنياً دقيقاً، وأنه لا يمكن أن تبقى الى ما لا نهاية، والآن تعتبر روسيا أنها نفّذت الجزء الكبير من مهامها، حيث أعادت لقوات الرئيس الاسد بعض التفوّق، وبالتالي القرار الروسي الاخير افهم النظام السوري أن عليه أن يواصل بمفرده خوض العمليات الحربية، وانها غيّرت سياستها وتريد أن تركز على المسار السياسي والدبلوماسي داعية الدول الأخرى الى التنسيق معها في هذا المجال".
دوافع القرار الروسي لا تتوقف عند هذا الحد، اذ رأى سيدروف أنه "ربما يعود الى ادراك موسكو المتزايد أمرين مهمين، أولاً الصورة السلبية التي تكوّنت في عدد من البلدان العربية عنها، لا سيما تلك التي يشكّل السنّة فيها الأكثرية، وهي بالتالي لا تريد أن تتدهور علاقتها مع العالم العربي الى ما أبعد من ذلك، بل على العكس ربما تراجعت عن خطها السابق وتريد استعادة العلاقات الاقتصادية في المقام الأول مع عدد من الدول الخليجية التي سبق ووعدت باستثمارات واسعة النطاق في الاقتصاد الروسي".



المحلل الروسي يفغيني سيدورف



ليس صدفة
روسيا التي تعاني من أزمة اقتصادية ومالية تتفاقم من يوم إلى آخر هي بحاجة ماسة بحسب سيدروف الى "المزيد من الاستثمارات أولاً، والى تقليص استثماراتها الحربية التي تصل في سوريا إلى 4 ملايين دولار يومياً بحسب بعض المعطيات، مع وجود معطيات أخرى تؤكد أن هذا الرقم تزايد عدة مرات، وبالتالي لم يعد باستطاعة روسيا ان تواصل عملياتها العسكرية بذات الحجم على الأقل، طبعاً بعض الطائرات والمدرعات والمروحيات، ستبقى كما قاعدة حميميم الجوية وهذا يعني انها لا تنوي الانسحاب الكامل من سوريا".
من جهة اخرى، هناك انطباع لدى سيدروف عن وجود تفاهمات روسية-أميركية حول ضرورة التعاون مع الأزمة السورية على المسار السياسي، وقال "ليس من قبيل الصدفة أن تتردد أنباء في الفترة الأخيرة بخصوص المبادرة الخاصة بانشاء الاتحاد الفدرالي في سوريا. الأمر الوحيد الذي يجمع الآن بين المعارضة والنظام في سوريا هو ان كلاهما يرفضان الفكرة الفيدرالية، لكن هذا لا يعني أن هذه الفكرة محكوم عليها بالفشل".



تعقيد وغموض
ماذا عن الحرب ضد "#داعش" التي أعلنها الرئيس الروسي؟ أجاب سيدروف "الغريب في الأمر أن قرار الرئيس الروسي سحب قواته جاء بعد ساعات من تصريح سيرغي لافرورف وزير الخارجية بأن روسيا مستعدة للتنسيق مع الولايات المتحدة على محاربة داعش، وهذا الكلام فسر استعداد موسكو للبقاء عسكرياً في سوريا، ومواصلة التنسيق مع الولايات المتحدة، أما الآن فإن التصريح الذي ادلى به بوتين زاد الأمر تعقيداً وغموضاً".
هناك دلائل بحسب سيدروف تشير الى أن "بعض الدول الغربية قيّمت هذه الخطوة، بينما المعارضة تتريث وتقول ان الايام القادمة ستبين مدى صدق #موسكو في نواياها". وعما اذا كان القرار سيؤثّر على مصير الاسد، قال "يبدو أن هذه المسألة يسودها الغموض لا سيما في ظل الأنباء عن خلافات بين موسكو و#دمشق بشأن التعامل مع العملية السلمية" .


انسحاب جزئي
من جانبه، رأى الدبلوماسي الايراني السابق هادي افقهي في حديث لـ"النهار" أن "هناك عدة قراءات لهذا القرار، اولاها تتعلق بالشكل الذي صدر فيه والطريقة المفاجئة التي تعامل معها الرئيس الروسي، فحتى الأميركيون لم يبلّغوا به، ربما في الخلفية الاعمق لما حصل من اتفاق لوقف اطلاق النار والهدنة الموقتة، في الكواليس تمّت هذه المرحلة والتفاهم مع الاميركيين، لكن الانسحاب المفاجئ أثار تعجب الاميركيين واستغرابهم. ثانياً هناك سؤال يطرح، هل هذا الانسحاب كلي ونهائي أو عندما تتغيّر ظروف المعركة أو تتلكأ مسارات التفاوض السياسي الذي يجري الآن في جنيف سيعاد انتشار هذه القوات والطائرات؟ ويمكن القول إنه نظراً لبقاء قسم من هذه القوات في القاعدة البحرية في طرطوس والقاعدة الجوية في حميميم، فان روسيا لن تنسحب بشكل كامل، ولا تزال تعمل على ملاحقة العصابات الارهابية كـ#داعش و#النصرة".
وعن تزامن القرار الروسي مع بدء مفاوضات جنيف، علّق افقهي "بالتأكيد هذا الأمر مقصود، فالروس الذين دخلوا الميدان السوري وغيّروا الكثير من المعادلات ورجّحوا كفة المعركة لصالح القوات السورية، أخذوا زمام المبادرة، من هنا صرح بوتين أنه سيخفض العمليات العسكرية ويفعّلأ العملية السياسية ".


 



 الدبلوماسي الايراني السابق هادي افقهي.


 


اختلاف وليس خلاف
من هذه الزوايا العديدة ليس هناك قرار نهائي بالانسحاب بحسب أفقهي الذي رأى أنه "ليس هناك تراجع للروس في دعم الحكومة والجيش السوري وحلفائهم، وليس هناك خلاف حقيقي، ربما تكون هناك اختلاف في وجهات النظر، وهذا الاختلاف موجود بين ايران وروسيا، فوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تحدث عن الفيديرالية، فيما اعتبرها روحاني مقدمة لتقسيم سوريا، ورأينا كيف أعلن المعلم رفضها". واستطرد بالقول "هناك وجهات نظر متباينة في التكتيك وليس في الاستراتيجية التي تحفظ السيادة ووحدة الأراضي السورية ومواجهة الارهاب، والتوجّه نحو طاولة الحوار لأن لا حلاً امنياً وعسكرياً يتعلق بالازمة السورية".
ويرى أفقهي ان "انسحاب ثلثي القوات الروسية يوجِد جوًّا من التفاؤل عند الأطراف الدولية وحتى بعض الدول الاقليمية التي تدعم المعارضة المسلحة، لكنه لا يؤثر على مصير الرئيس السوري كون القرار 2254 لم يطرح مصير الاسد ولا شكل الحكومة، اللذين استثنيا بعد احالتهما الى الشعب السوري لذلك موضوع الاسد لن يطرح على طاولة مفاوضات جنيف 3".


 


تفهم ايراني
فيما يتعلق بموقف ايران من القرار الروسي، يتصور أفقهي أن "ايران تفهمت القرار وربما خلال ساعات سيزور بوغدانوف طهران، كي يطلع المسؤولين الايرانيين على آخر التطورات وعلى خلفيات انسحاب القوات". ولفت الى "محاولة البعض أن يوحي أن هناك خلافًا بين الحكومتين السورية والروسية، فيما يتعلق بطريقة المفاوضات والخطوط الحمر التي رسمتها الحكومة السورية على لسان وزير خارجيتها وليد المعلم، وكذلك الخطوط الحمر التي طرحها الطرف المقابل على لسان كبير المفاوضين بوفد المعارضة في جنيف محمد علوش بوجوب رحيل بشار #الأسد حيّاً أم ميْتاً، لكن الكرملين أعلن أنه ليس هناك اي ضغوط روسية على الاسد وانها على تفاهم وتنسيق كامل معه".


الوظيفة انتهت
التعليق على القرار الروسي بحسب عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض ميشال كيلو يحتاج إلى "الانتظار ايامًا لمعرفة مدى تطبيقه، ومعرفة حجم القوات الروسية التي ستنسحب، واذا كانت ستبقى في الساحل، وفي هذه الحالة هل ستستفيد مما يسمى بسوريا المفيدة، أو أنه بات لدى روسيا شعور أن وظيفتها في سوريا انتهت، وهذا هو تقديري". وشرح " أن وظيفة التدخل لم تعد مطابقة للأهداف التي تم وضعها، فبتصور الروس كان بإمكانهم تغيير التوازنات بشكل كبير، وفرض الحل الذي يريدون لكنهم فوجئوا أن النظام السوري نفسه لا يريد الحل، لذلك شعروا انهم يقاتلون من اجل نظام يستخدمهم لاغراضه وانهم خدعوا به".
ومن الاسباب التي تقف خلف القرار الروسي "تعزيز الايرانيين لوجودهم العسكري في سوريا بعد ان تحدث الروس عن الفيدرالية، والمظاهرات التي خرجت في كل مكان معاوِدة رفع الصوت المطالب بالحرية والديمقراطية. فضلا عن ان مصالح روسيا في سوريا باتت مؤمنة بتفاهم مع الاميركيين واي حل سيطبق سيكون لهم حصة فيه".


 



 ميشال كيلو.


 


هل سيكملون المعركة؟
وعن ربط البعض القرار الروسي بطرح الفيدرالية الذي يتم التداول به أجاب كيلو "اذا كانت الفيدرالية التي تحدث عنها لافرورف في الامس، اي حكم ذاتي بموافقة جميع السوريين، فلا مشكلة لدينا بها". ولفت الى ان "الفيدرالية تقوم على وحدة الدولة والحفاظ على مهامها الاساسية وفي الوقت عينه حرية واسعة للمكونات المحلية بادارة امورها، لكن من غير المقبول الحديث عن دولة كردية كجزء من مشروع اقليمي وليس سوري يفرض علينا بالقوة فهذه ليست فيدارلية بل تقسيم".
"كرسي الاسد تهتز وصورة بوتين في المدن الساحلية تمّ نزعها وحرقها، وضع النظام بات صعباً والحديث عن التنسيق الروسي معه قبل القرار لا معنى له، كون الروس اعلنوا انهم ابلغوا النظام السوري به"، وفق كيلو الذي ختم طارحاً علامة الاستفهام الآتية: "ما يلفت النظر ان الروس انسحبوا في وسط معركة كبيرة تشن على داعش في تدمر، فهل سيكملون المعركة؟".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم