الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

حوار البندقية يشلّ مفاوضات جنيف... جبهات مشتعلة على وقع انهيار الهدنة

المصدر: "النهار"
محمد نمر
حوار البندقية يشلّ مفاوضات جنيف... جبهات مشتعلة على وقع انهيار الهدنة
حوار البندقية يشلّ مفاوضات جنيف... جبهات مشتعلة على وقع انهيار الهدنة
A+ A-

توسّعت رقعة المعارك في #سوريا، وباتت هناك مناطق ساخنة مع النظام في ريفي حلب الجنوبي والشمالي، ودرعا وريفها، والقلمون، ومحاولات هجوم في ريف حمص، ومعارك في ريف حماة الشمالي والريف الشمالي للاذقية، وعلى الرغم من ذلك لا يزال المبعوث الأممي ستفان دي مستورا يعتبر أن "الهدنة متماسكة".


في الواقع انتهت جولة جديدة في جنيف وعادت الأطراف رسميًّا إلى مفاوضات البندقية في سوريا، خصوصا أن القتال بالنسبة إلى المراقبين لم يتوقّف في شكل تام، بل شهد خروقات لا تعدّ ولا تحصى، وانفجرت مع اعلان النظام السوري بصراحة عن حملة عسكرية في حلب، أما سياسياً فسقطت هذه الجولة التفاوضية بسبب التماس محاولات من حلفاء النظام بإبقاء الرئيس السوري بشار الأسد ضمن صيغة جديدة تخالف بنود جنيف 1، فصحيح أن الأخير تحدث عن هيئة انتقالية كاملة الصلاحيات تضمّ الطرفين، لكنه لم يُشِر إلى أن مهمة الهيئة تعزيز تواجد الأسد، خصوصًا إذا ضمّت شخصيات من النظام هدفها إبقاء الحكم الحالي، في وقت تبحث فيه المعارضة عن هيئة انتقالية تحضّر لحكم جديد لا وجود أو دور فيه للأسد. لتعود الصيغ السياسية إلى الدول الكبرى والأطراف السورية إلى الميدان.



الهدنة انتهت
"سواء أُعلنت نهاية الهدنة أو لم تُعلن، فهي باتت بحكم المنتهية طالما أن القتال مستمرّ واتسعت دائرته وستتسع أكثر في حال لم يعلن عن إصلاح مسار المفاوضات" وفق ما يعتبر المعارض السوري برهان غليون في حديث لـ"النهار"، فماذا بعد الهدنة؟
بالنسبة إلى غليون، بات واضحاً أن هناك إرادة دولية تريد إيجاد المخرج للحرب المستمرة منذ 5 سنوات، لكنه يقول إن "الشروط المطروحة الآن لا تؤدي إلى الوصول إلى تسوية، خصوصا في ما يتعلق بتطلعات الشعب السوري وحقوقه، وبالتالي فإن انهيار الهدنة يعني جولة جديدة من القتال تضع الدول الحليفة للمعارضة امام مسؤولياتها وكذلك الدول مثل روسيا التي لا تزال تصرّ على أن يبقى الأسد، وتريد ان تحرم الشعب السوري من انتقال سياسي جدّي، والكرة ستذهب من جديد إلى الدول الكبرى التي تُمسك اليوم بمصير الحرب والسلم في سوريا".



لا مشاركة مع الأسد
لم تقم الثورة وتتطوّر من أجل مشاركة الأسد في الحكم، بل من أجل حكم مدنيّ وديموقراطيّ حديث، ولهذا يوضح غليون أن "المعارضة تشارك في المفاوضات على أساس انها نقاش وحوار من أجل تطبيق قرار مجلس الأمن القاضي بالانتقال من نظام دكتاتوري دموي إلى نظام تعدّدي، مدني وديموقراطي وليس من أجل تقاسم السلطة مع بشار الأسد وحكومته كما يعرض الآن الطرف الاخر، ومن الطبيعي ان ترفض المعارضة مبدأ تقاسم النفوذ في السلطة بمعنى أخذ منصب هنا أو وزارة هناك وفق أحكام النظام نفسه الذي أدى إلى دمار سوريا". بالنسبة إلى المعارضة ليس كافياً تأليف هيئة انتقالية من الطرفين بل الأهم وفق غليون "إلى اين ستتجه المفاوضات من اجل انتقال إلى نظام جديد؟ فإذا كانت من أجل شراكة مع النظام الحالي فلن يكون هناك اي حل".
"جنيف 1" كان واضحاً بإعطاء دور للطرف الآخر المتمثل بالنظام بأن يكون مشاركاً، وتحدثت المعارضة أكثر من مرة على انها لا تعارض وجود شخصيات من النظام غير ملطخة أيديها بالدماء، ويؤكد غليون أن "لا مشكلة في قرار مجلس الامن الذي يتحدث عن هيئة انتقالية كاملة الصلاحيات بمشاركة الطرفين، ولم يُخْفِ وفد المفاوضات هذا البند انما الامر الاساسي: هل الهيئة الانتقالية هي لتعزيز نظام الأسد او للانتقال إلى نظام ديموقراطي؟ فإذا كان يراد من مشاركتهم بأن يقوموا بتعزيز الأسد وإدخال المعارضة في حكومته فطبعا هذا مخالف لقرار مجلس الامن ولا يمكن للمعارضة ان تقبل به".



لا حسم عسكرياً
ومع عودة المعارك العسكرية إلى قساوتها، لا يتخوّف غليون من أن يُقدِم النظام على الحسم بمساعدة الروس، قائلاً: "لن يستطيع النظام أن يحسم الحرب ولو كان قادرًا على ذلك مع الايرانيين والروس لكانوا فعلوها في السنوات الماضية، فلا أحد يستطيع ان يُخضع شعبًا كاملاً بالقوة بعد أن تحرّر وكسر قيوده وبات يعرف الشعب ماذا يريد، حتى مع تشريد نصفه بالقوة، ولن تربح دولة ضد شعب لا في افغانستان ولا فيتنام ولا في سوريا"، معتبراً أن "الأقوى ميدانيا هو الذي يصمد اكثر، والشعب السوري صامد طوال 5 سنوات فيما النظام تكسّر وتحطم، وإلا لما كان طلب مساعدة دول الاجنبية. فحاليا الشعب السوري يحارب سلطة احتلال ايراني - روسي وليس شيئا آخر".



المعارك الساخنة في سوريا
وبالعودة إلى الخريطة العسكرية بعد انهيار الهدنة، يتحدث اللواء فايز الدويري لـ"النهار" عن المناطق الساخنة في سوريا وهي:
-معارك جنوب #حلب: "لا تزال قوات المعارضة متماسكة وتحقّق إنجازات جيّدة، وهناك فشل في محاولات الهجوم التي شنّها النظام مدعومًا باللواء 65 واللواء 23 الايرانيين وحزب الله وبقية الميليشيات".
-معارك في الريف الشمالي لحلب، ويعتبره الدويري "أكثر صعوبة لأن هناك أكثر من جبهة مفتوحة. جبهة مخيم حندارات، حيث يحاول النظام السيطرة على المخيم، وفعل ذلك لساعات وانسحب تحت ضغط هجوم معاكس للمعارضة. جبهة اخرى مع قوات سوريا الديموقراطية او هكذا تسمّى إنما هي قوات صالح مسلم PYD ، هذه القوات مدعومة بغطاء جوي روسي ويمكن ان تحقّق إنجازات، وعلى الجبهة الثالثة هناك تنظيم داعش الذي سيطر على بلدة الراعي ولا يزال القتال محتدماً مع المعارضة، لهذا فإن الصعوبة في الريف الشمالي في ان قوات المعارضة تقاتل على ثلاث جبهات: جبهة مع النظام في حندارات ومع PYD وداعش في اقصى الشمال".
-قتال في درعا وريفها او القنيطرة، وهي بين المعارضة من جهة وفصائل مبايعة لـ"داعش" معروفة باسم "حركة المثنى الاسلامية ولواء شهداء اليرموك" والمعركة هناك لصالح المعارضة بحسب الدويري.
-معارك في جرود القلمون بين جبهة النصرة و"حزب الله" وتحدّث الدويري عن معلومات في شأن سقوط 15 مقاتلاً للحزب في المعركة. هناك محاولات هجوم في ريف حمص الشمالي على الرستن وتلبيسة وقتال في القلمون الشرقي.
-معارك في ريف حماة الشمالي، ويشير الدويري إلى انه "تمّت السيطرة هناك على بلدتين تعتبران خط الدفاع الاول عن معسكر جورين ذلك على يد المجموعة التي اطلقت معركة ردع المظالم". وهناك قتال في ريف الشمالي للاذقية وإنجازات لصالح المعارضة.



إنجازات للمعارضة تتطلب
ويعتبر الدويري أن تحقيق إنجازات لصالح المعارضة يتطلب:
أولاً: "تفعيل غرف العمليات ورفع مستوى التنسيق وتوحيد الخطط ووضع أولويات لادارة المعارك، أي على فصائل المعارضة ان تستميت في القتال في منطقة حندارات (حلب) لأنه إذا سيطر عليها النظام، فسيسيطر على طريق الكاستيلو وبالتالي سيمنع طريق الامداد عن حلب ونكون حينها قد بدأنا بالحديث عن محاصرة حلب التي لا يزال فيها 600 الف مواطن، وبالتالي يمكن ان يلجأ الثوار بالتكتيك إلى تسخين جبهة وتثبيت ثانية".
ثانيا: "بعد الخطوة الاولى، لا بد أن يكون هناك إعادة إمداد"، ويذكر الدويري بأن "منسق الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب تحدث سابقا ان امداد السلاح للمعارضة توقف منذ اعلان بدء الهدنة، والآن انتهت الهدنة وانتهى المبرّر ولا بد من تزويدها بالدعم"، ويضيف: "على الرغم من الحديث عن حصول المعارضة على 65 صاروخًا مضادًا للطيران فإن ذلك لم يتأكد بعد".



100 صاروخ لشلّ النظام
ويشدد على "ضرورة إسناد المعارضة خصوصا من جانب تركيا على الاقل بالمدفعية، لأنه في حال لم يتم ذلك فقد نصل إلى مرحلة يتمّ فيها اغلاق الحدود السورية – تركية على يد تنظيم الدولة الاسلامية، فلهذا لا بدّ من تزويد المعارضة بالسلاح النوعي، وعلى الدول اصدقاء الشعب السوري إذا كانوا صادقين بكلمة اصدقاء ان يزودوا المعارضة بالاسلحة، فهم بحاجة إلى اسلحة م. د. (مضاد دبابات) واسلحة ضد الجو"، ويؤكّد الدويري أن "مئة صاروخ أرض – جو ستكون كافية لشل السلاح الجوي السوري ويبقى الروسي لأنه مزوّد بأنظمة الوقاية، لكن الأكيد أنه سيتم تحديد قدراته القتالية في ارض الميدان وحينها نتحدث عن تطور ايجابي لصالح المعارضة".



[email protected]
Twitter: @Mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم