الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

هل قررت واشنطن أخيراً اقتحام الرقة... بمن حضر؟

المصدر: "النهار"
هل قررت واشنطن أخيراً اقتحام الرقة... بمن حضر؟
هل قررت واشنطن أخيراً اقتحام الرقة... بمن حضر؟
A+ A-

وصل قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط جوي فوتيل إلى أنقرة في وقت متأخر الأحد، بعد يومين من زيارة قصيرة له لكوباني حيث التقى قوات أميركية خاصة تعمل هناك مع مقاتلين سوريين عرب وقادة القوات الديموقراطية السورية التي تشمل وحدات حماية الشعب الكردية، في خطوة اعتبرت مؤشراً إضافياً إلى قرب المعركة لاستعادة الرقة من "الدولة الإسلامية".
ونشرت صحيفة "حريت" التركية أن فوتيل سيجري لقاءات مع هيئة الأركان التركية ومسؤولين في وزارة الخارجية، موضحة أن العملية ضد "داعش" في الرقة على جدول أعماله إلا أن أنقرة لا تنوي المشاركة فيها.
وتبدو المحطة التركية لفوتيل ضرورية في ظل الاستياء الذي تثيره على الأرجح زيارته في أنقرة التي تدعو واشنطن وحلفاءها الغربيين إلى التوقف عن دعم وحدات حماية الشعب الكردية بحجة أنها ترتبط بصلات مع "حزب العمال الكردستاني"، بعدما وفرت لها وشنطن ذخائر وغطاء جوياً واعتبرتها شريكاً يمكن الوثوق به في الحرب على "داعش".
وحاول فوتيل الذي تسلم مهماته منذ أسابيع وصار الضابط الأميركي الأرفع مستوى يزور سوريا منذ بدء واشنطن حملتها ضد "داعش" عام 2014، تصنيف زيارته لسوريا بأنها واجب أخلاقي لتفقد قواته في منطقة حرب وتقويم التقدم الحاصل في مهمة إعداد مقاتلين عرب وأكراد لحملة طال انتظارها والرامية إلى إخراج "داعش" من سوريا.
وتنشر واشنطن نحو 200 مستشار في سوريا لا تنتمي إلى وحدات قتالية. وتأتي زيارة فوتيل مع بدء وصول المجموعة الأولى من 250 عنصراً من القوات الخاصة الإضافية التي قرر الرئيس باراك أوباما اريالهم إلى سوريا أخيراً.
غير أن زيارة المسؤول الأميركي تكتسب أهمية تذهب أبعد من الواجب الأخلاقي.
فالواضح أن التحالف الدولي التي تقوده واشنطن يواجه معضلة رئيسية في حربه على داعش في سوريا تحديداً، في ظل افتقاره إلى قوة عسكرية برية يمكنه الاعتماد عليها لإخراج مقاتلي التنظيم من الرقة. وفيما تبدو الميليشيات الكردية الوحيدة القادرة على تنفيذ هذه المهمة، لا شك في أن خطوة كهذه تثير تحفظات في الشمال السوري وبين أطياف المعارضة السورية، وأيضاً لتركيا الرافضة بقوة لتسليح هذه الميليشيات الكردية وتمكينها.
ومنذ انشائها في تشرين الاول ما بات يعرف ب "قوات سوريا الديموقراطية"، بدا أن واشنطن أقرت باستحالة بناء قوة سنية قوية في وقت قريب، بعد الفشل الذريع الذي مني به برنامج وزارة الدفاع "البنتاغون" الذي قدرت قيمته ب500 مليون دولار لتدريب معارضين سوريين معتدلين. ومذذاك، بدأت ضم مقاتلين سنة ومسيحيين وتركمان وآخرين لا يتمتعون بخبرات قتالية إلى "وحدات حماية الشعب" تحت راية "قوات سوريا الديموقراطية".
وتعد هذه القوات نحو 25 ألف مقاتل كردي ونحو خمسة الاف مقاتل عربي، وقد اضطلعت بدور رئيسي في إخراج "داعش" من مناطق عدة في الشمال السوري.
وفي ختام زيارته التي استمرت 11 ساعة، أقر فوتيل لمجموعة صغيرة من الصحافيين بأن "علينا أن نمضي بما لدينا".
وبتعبير الصحافي الأميركي ديفيد إغناثيوس الذي كان في عداد الوفد أن "الواقع العملي يقول إن الأكراد، لا السنة، يتمتعون بالقدرة حالياً".
وقال فوتيل إن عثرات سابقة في سوريا علّمت واشنطن ألا تحاول بناء قوة مثالية، وإنما العمل مع حلفاء لها، موضحاً أنه عندما ضمينا مجندين جدداً إلى قوات سوريا الديموقراطية "كان علينا تقصير فترة التدريب والتركيز أكثر على المبادئ القتالية مكيّفين القوات الموجودة بدل محاولة إعادة ابتكارها".
وعلى رغم الحساسيات التي تثيرها قوة كهذه في الرقة ذات الغالبية السنية وفي تركيا الرافضة لاي تمكين للميليشات الكردية، يقول إغناثيوس إن الشيوخ السنة راضون عن هذه الاستراتيجية بصفة كونها الأمل الوحيد لهم لمواجهة "داعش". وقال إنهم التقوا ثلاثة زعماء سنة يرسلون شباب قبائلهم للمشاركة في القتال في صفوف "قوات سوريا الديموقراطية".
ويخلص إغناثيوس إلى أن الاستراتيجية الأمريكية لديها عنوان غير معلن، وهو تقويض "داعش" الان والبحث لاحقاً في مستقبل سوريا.


...استراتيجية كهذه تنذر بعواقب خطيرة في منطقة ملتهبة أصلاً!.


[email protected]
Twitter:@monalisaf


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم