الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

مع دخول أميركا حمّى الانتخابات الرئاسية \r\nالتفاهم مع روسيا حول سوريا هل استنفد مداه؟

روزانا بومنصف
روزانا بومنصف
A+ A-

خفض المنسق الدولي للازمة السورية ستافان دو ميستورا في العرض الذي قدمه الى مجلس الامن الخميس في 26 من الجاري حجم التوقعات التي حددها الاسبوع الماضي من احتمال استئناف المفاوضات السورية-السورية قريبا، من خلال إعلانه أن على روسيا وواشنطن إيجاد الحلول إذا استمر النظام بمنع إدخال المساعدات الى المناطق أو القرى المحاصرة. عرقلة تنفيذ الهدنة وإيصال المساعدات الانسانية الى المناطق المحاصرة تعني بوضوح أن أي انتقال الى الملف السياسي سيكون مستحيلا في ضوء ما آلت اليه الجولة الأخيرة من المفاوضات. فيما موقف دوميستورا يعبّر في شكل أساسي وواضح عن أن بيانات المجموعة الدولية المتعلقة بسوريا والتي اجتمعت قبل عشرة أيام في فيينا لم تعد تتمتع بأي تأثير أو فاعلية (على افتراض أنها كانت فاعلة نسبيا على أثر التفاهم الاميركي - الروسي قبل نهاية العام الماضي) وان التحديات جدية أمامها من أجل أن تثبت عزمها على تنفيذ ما قالت إنها ستنفذه لجهة رمي المساعدات للمناطق المحاصرة جوا، أو أيضا حض روسيا على الضغط على النظام السوري من أجل إتاحة المجال لوصول المساعدات التي تقدمها الامم المتحدة الى البلدات المحاصرة. ففي 16 من الشهر الجاري حين اجتمعت المجموعة الدولية وتم الاتفاق على أن يكون الأول من آب المقبل موعدا للاتفاق على إطار عمل في شأن عملية الانتقال السياسي، كان بارزا التراجع في موقف وزير الخارجية الأميركي جون كيري من اعتبار هذا الموعد هدفا وليس مهلة نهائية. المؤشر الكبير في هذا الاطار أنه مع انطلاق حمى الانتخابات الاميركية لن تنجح المجموعة الدولية في أي اتجاه، بما في ذلك الدعوة الفرنسية الى مؤتمر سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، على رغم الجهد الذي يحاول أن يبذله الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. ولا يعتقد كثر أن ثمة أوهاما في هذا الاطار من جهة الفرنسيين، لكنه تحرك يلبي أهدافا داخلية معينة لا مجال للخوض فيها، والخلاصة ان اي موقف دولي ضاغط لن يتاح في المدى المنظور، في غياب الدور الاميركي أكثر فأكثر عن التفاعل مع ما هو مطلوب منه، ولا سيما في ظل إدارة انكفأت في موضوع فلسطين كما انكفأت في موضوع سوريا، علما أن السائد ايضا ان احدا لا يبيع ادارة اميركية راحلة إذا كانت تعرض ان تشتري او تضغط في موضوع معين، في حين أن ادارة الرئيس باراك اوباما ليست كذلك في أي حال. كما أن لا شيء يمكن أن يسير من دون انخراط واشنطن فعليا، وهي لسيت كذلك بالنسبة الى المؤتمر الدولي الذي دعت اليه فرنسا. وتاليا، يتوقع بالنسبة الى الوضع السوري أن تسوء الاوضاع بناء على مواقف مجموعة الدعم الدولية، بل بناء على الموقف الاميركي - الروسي الذي سبق اجتماع مجموعة الدعم أيضا. وتقول مصادر ديبلوماسية انها تخشى في ظل المعطيات المذكورة ان يكون التفاهم الاميركي - الروسي حول سوريا قد بلغ مداه الاقصى ولم يعد في امكانه ان يتطور او يتقدم، استنادا اولا الى ان الانخراط الاميركي في التفاهم مع روسيا لاقته الدول الغربية والاقليمية باعتراضات، نتيجة ما اعتبر تسليما اميركيا بوجهة النظر الروسية، وثانيا انشغال الاميركيين بالانتخابات، وتاليا تراجع قدرة هذه الادارة على ممارسة أي ضغط.


ما يتم التطلع اليه في المقابل هو اذا كان يمكن التفاهم العربي- الروسي على غرار زيارة وزراء خارجية دول مجلس التعاون لموسكو قبل ايام قليلة والبحث مع المسؤولين الروس في الوضع السوري في انتظار وصول ادارة اميركية جديدة ان يساهم في ابقاء الوضع الميداني والانساني في حدود مضبوطة، استنادا الى حسابات روسيا في هذا الاطار على هذين الصعيدين. ولكن يخشى أن تكون الاطراف السورية منشغلة باحتمالات تصعيد غير مسبوق، تقول المصادر ان مؤشراته تبقى محتملة في استمرار اعداد النظام وايران والميليشيات الحليفة من اجل محاولة استعادة حلب. وكان لافتا بالنسبة الى بعض المتابعين مضمون ما قاله الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في اطلالته الاخيرة في 25 ايار في مناسبة ذكرى التحرير، لجهة توقعه اشتداد الحماوة على الارض في سوريا، وقد ربطها بالانتخابات الرئاسية الاميركية، موجها الانظار الى خصوم النظام في محاولة تحقيق تقدم، في حين أن العكس ايضا لا يقل دقة. بل ان كلام نصرالله يعد مؤشرا الى أن الاستعدادات الايرانية واستعدادات النظام متواصلة من اجل السعي الى توظيف المرحلة المقبلة لمحاولة تعزيز المواقع والاوراق في المدة الفاصلة عن الانتخابات الرئاسية مطلع تشرين الثاني المقبل. كما أن الاعتداءات التي نفذها النظام أخيرا في محيط حلب وضواحي دمشق تشكل دليلا بارزا على أن النظام يدفع بالخيار العسكري كما فعل دوما من أجل ترجيحه على خيار المفاوضات، علما أن هذه الأخيرة تعثرت على نحو لن يساعد في التوصل الى حل سياسي في ظل حصر النظام لمفهوم الانتقال السياسي بما يعتبره حكومة وحدة وطنية ورفضه كليا البحث في مصير رئيسه بشار الاسد. هذا كله لا يثير تساؤلات عن مصير الحل السياسي في سوريا، لأن الأمر لم يعد مطروحا راهنا، وباتت المبادرة مفقودة على هذا الصعيد، بل يثير تساؤلات عما يمكن القيام به من أجل عدم انفلات الامور على نحو أكثر درامية من السابق.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم