الأحد - 15 أيلول 2024
close menu

إعلان

الكاستيلو... النظام يحاول السيطرة على شريان حلب في الوقت الضائع!

المصدر: "النهار"
محمد نمر
الكاستيلو... النظام يحاول السيطرة على شريان حلب في الوقت الضائع!
الكاستيلو... النظام يحاول السيطرة على شريان حلب في الوقت الضائع!
A+ A-

في ظل غياب أي تفاهم دولي حول الأزمة السورية، يحاول النظام السوري كسب الوقت لتحقيق مكاسب سياسية ومعنوية فيصب تركيزه على طريق الكاستيلو التي باتت محور المحللين والمراقبين السياسيين والعسكريين لأهميتها الاستراتيجية في معركة #حلب، خصوصاً بعدما استطاع النظام أن يتقدم إلى أقرب النقاط اليها وقطعها نارياً، في وقت تحاول فيها فصائل المعارضة استعادة الكيلومترات التي خسرتها لحماية هذه الطريق لأنها المنفذ المدني والعسكري الوحيد بالنسبة إلى المعارضة.


وقبل أن تبدأ الأمم المتحدة والمنظمات الانسانية التفكير بكيفية ايصال المساعدات إلى أهالي حلب، ونحن نتحدث عن أكثر من 400 ألف شخص، وقبل أن تفاوض النظام على ادخال قافلات مساعدات لا تكفي ربع العدد، فالفرصة لا تزال قائمة بالضغط على النظام السوري وايقاف الحملة المستمرة منذ اشهر ولم يستطع أن يحقق منها سوى السيطرة على بضعة كيلومترات، خصوصاً في ظل صمود المعارضة وتعزيز وجودها عند هذه النقطة؟
ويعتبر المعارض السوري برهان غليون أن "النظام يحاول كسب الوقت الراهن حيث نلحظ تخبط الدول في التوصل إلى حل ويغتنم فرصة عدم وجود تفاهم دولي على مصالح الدول، مستفيداً من هذا الجو لتحقيق مكاسب على الارض".



وعلى الرغم من الترويج إلى إمكان قطع طريق الكاستيلو، فإن غليون يقرأ الامور بواقعية أكبر مؤكداً "استحالة السيطرة على حلب، فلا قدرة ولا قوة لدى النظام لذلك، والامر غير ممكن لكونه يحتاج إلى آلاف المقاتلين. لكن النظام يريد تحقيق مكسب سياسي ومعنوي بعد اسبوعين من الخسائر الفادحة في قواته في ريف حلب الجنوبي وريف حماة فيحاول التركيز على الكاستيلو، ولكن أستبعد حصول أي حسم في محيط حلب". بهاء الحلبي ناشط سوري يتابع تفاصيل المعركة من كثب، يقول لـ"النهار": "طريق الكاستيلو تتعرض منذ شهرين إلى قصف مكثف عنقودي وفسفوري وبالصواريخ والراجمات وقذائف المدفعية والقناصات والبراميل وحالياً من الصعب الوصول إلى مدينة حلب وهي شبه محاصرة". ويلفت إلى أن "أهمية طريق الكاستيلو تكمن في انها شريان حلب الحيوي والمنفذ الوحيد، والمدنيون ليس لهم سوى هذا الطريق واذا انقطع سيكون هناك حصار للمدينة في شكل رسمي، وحالياً حلب شبه محاصرة وقطع الكاستيلو يعني تدهوراً انسانياً بما سنشهده من نقص حاد بالمواد الاولية، خصوصاً بعد قصف المشافي وآخرها مشفى القدس، إذ لم يعد هناك إمكان لارسال الاصابات الخطيرة الى مشاف حدودية بل باتت تتجه ويا للاسف إلى المقابر. فليس هناك من معدات تساعد الاطباء للتعامل مع الاصابات الخطيرة". ويضيف: "إذا خسرت المعارضة الطريق سينقطع طريق الامداد الطبي والغذائي والمحروقات للمدنيين، كما أنه الطريق الوحيد للإمداد العسكري. محاصرة حلب ليست امراً سهلاً، فهناك ما بين 400 و700 الف شخص".



وعلى الرغم من التقدم الخجول للنظام، يرجح الحلبي أن "تكون المعركة لمصلحة الثوار لأنهم اصحاب حق ويدافعون عن الابرياء ويواجهون ميليشيات ظالمة. فبعد كل هذا القصف لم يحقق النظام سوى تقدم 50 إلى 100 متر واستبعد السيطرة عليها". أين المجتمع الدولي مما يجري؟ يجيب غليون: :"المجتمع الدولي أثبت غيابه طوال هذه السنوات الخمس، وايضاً مواثيق الامم المتحدة سواء المتعلقة بحقوق الانسان أو جنيف المتعلقة بالحرب وقانون الحرب. ومن الواضح أن تناقض المصالح بين الدول وغياب الارادة الحقيقية عند الادارة الاميركية بأن تلعب دوراً ايجابياً وجدياً في المنطقة باعتبارها اكبر قوة ويعتمد على موقفها. عوامل تركت للنظام ولايران المستفيدة الرئيسية من تدمير سوريا، ان تعتقد انها بهذه الطريقة ستحقق مكاسب وتحول سوريا إلى ممر لدعم "حزب الله" ومقر لميليشيات ايرانية".


أما الحل السياسي فلا يزال معطلاً ومتوقفاً على وجود تفاهم دولي بين روسيا وأميركا وأوروبا، إذ يؤكد غليون "وجود مفاوضات من تحت الطاولة من دون السوريين بين الدول الكبرى على حلّ وعلى المصالح الخاصة لكل دولة، وإذا حصل تقدم بهذه المفاوضات ينعقد مؤتمر جنيف 3 من اجل تكريسها على الارض لاضافة الجانب السوري. لكن طالما ليس هناك تفاهم دولي فلا سبب لانعقاد مؤتمر جنيف لمفاوضات سورية - سورية، فإذا انعقدت وليس ثمة تقدم واضح فيعني ان فكرة العملية السياسية ستنهار ولا احد له مصلحة بذلك في هذه الفترة الدقيقة التي هي نهاية عهد اوباما، لهذا كل الناس متمسكة بأن تبقى فكرة العملية السياسية حية حتى لو ليس ثمة عوامل تسمح بقيامها".


رحيل أوباما من دون مقومات حلّ في سوريا أو تفاهم دولي يعني انتظار الإدارة الجديدة ورؤيتها من الازمة السورية، لتعود عجلة البحث عن حلول وتالياً انتظار أشهر بعد رحيل أوباما. لهذا يؤكد غليون "وجود مساع لتنشيط المفاوضات الدولية حتى لا نقع في المحظور وحتى لا تغيب الازمة عن مفاوضات جدية قبل سنة او 7 إلى 8 اشهر، لكن حتى الان ليس هناك نقاط ضوء عن تقدم في المفاوضات".


 


[email protected]


Twitter: @Mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم