الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

كلينتون تنفض استراتيجية سوريا... تصعيد متزامن ضد داعش والأسد

المصدر: "النهار"
كلينتون تنفض استراتيجية سوريا... تصعيد متزامن ضد داعش والأسد
كلينتون تنفض استراتيجية سوريا... تصعيد متزامن ضد داعش والأسد
A+ A-

انطلاقاً من مواقف سابقة لهيلاري #كلينتون إذ كانت رئيسة للديبلوماسية #الأميركية، بدأ باحثون وخبراء يرسمون معالم سياسة خارجية محتملة للمرشحة الديموقراطية في حال فوزها في الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني المقبل. وبناء على تلك المواقف التي تجلت حيال أزمات تمتد من هايتي إلى سوريا مروراً بالعراق و#ليبيا، يظهر اجماع على اعتبار كلينتون من صقور السياسية الخارجية وبالتالي أكثر تشدداً من الادارة الحالية التي عرفت باستراتيجية "القيادة من الخلف" في كثير من الأزمات الساخنة، وخصوصاً في الشرق الأوسط.



سورياً تحديداً، تنهي إدارة الرئيس باراك أوباما على خطة مثيرة للجدل اقترحتها على موسكو وتقضي بتعاون استخباراتي بين لمحاربة "#داعش" و"جبهة #النصرة" والتنظيمات الجهادية الأخرى، في مقابل تعهد موسكو بالضغط على قوات النظام وحلفائه لوقف قصفهم لفصائل المعارضة السورية. وفيما تكثر الانتقادات لهذه الخطة في الادارة وخارجها، بحجة أنها تقوي الأسد وتضعف المعارضة، ترسل حملة كلينتون إشارات إلى نية في "مراجعة شاملة" للاستراتيجية الاميركية في سوريا التي تركز على القضاء على "داعش"، مؤكدة عزم المرشحة الديموقراطية إذا فازت، على السير على جبهتين متوازيتين لجهة محاربة التنظيم المتطرف، وإعادة تأكيد الطبيعة "الإجرامية" لنظام الأسد.


ولعل آخر الإشارات في هذا الشأن تصريح جيريمي باش مستشار السياسة الخارجية في حملة المرشحة الديموقراطية للانتخابات الرئاسية بأن كلينتون ستطلب "مراجعة شاملة" لاستراتيجية الولايات المتحدة في شأن سوريا، في "أول مهمة رئيسية" لولايتها إذا انتخبت.
وقال باش الذي كان رئيس أركان موظفي "البنتاغون" ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية إن كلينتون ستصعد كلا من الحرب ضد "داعش" في سوريا والعراق والجهود لإزاحة الأسد. وأبلغ إلى صحيفة "تلغراف" البريطانية أن "كلينتون لن تتردد في التوضيح للعالم حقيقة نظام الأسد...إنه نظام مجرم ينتهك حقوق الإنسان ، وقد انتهك القانون الدولي واستخدم الأسلحة الكيميائية ضد شعبه وقتل مئات الاف الأشخاص، بمن فيهم عشرات الاف الأطفال".
نظرياً، لا تزال إدارة أوباما ملتزمة إزاحة الأسد، إلا أن اقتراحها الاخير التنسيق مع موسكو شكل انقلاباً كبيراً في سياستها. فمع أن الاقتراح يشمل ممارسة موسكو الضغط على نظام الاسد لوقف قصف المعارضة السورية، لا شيء فيه يضمن التزام موسكو تعهداتها. وتزامن الاقتراح مع تراجع كبير في نبرة المسؤولين الاميركيين حيال النظام السوري وممارساته.
وقد واجه الاقتراح انتقادات واسعة داخل الادارة الاميركية وفي أوساط المتابعين للشأن السوري في واشنطن، بحجة أنه يقوي الأسد ويضعف المعارضة السورية.


تقطيع وقت
ولكن الصحيفة البريطانية نقلت عن مصدر مقرب من البيت الابيض أن الادارة الاميركية تدرك الاخطار التي قد تترتب عن الشركة مع روسيا لجهة الديناميكية على الأرض، إلا أن الرئيس أوباما يحاول تغطية قواعده إلى حين انتهاء ولايته في تشرين الثاني.
وقال المصدر إن البيت الأبيض يشعر بأنه لا يستطيع أن يترك انطباعاً بأنه لا يفعل شيئاً ضد مناصرين ل"القاعدة" في فترة من التوتر الأمني المتصاعد في أميركا، لافتاً إلى أنه إذا نفذ التنظيم هجوماً في الولايات المتحدة، فإن إرث أوباما سيدمر.
وعلى هامش المؤتمر العام للحزب الديموقراطي، قال باش إن إدارة برئاسة كلينتون ستسعى إلى إضفاء "وضوح أخلافي" للاستراتيجية السورية المتعلقة بالأزمات السورية، لافتاً إلى أن "مراجعة لسياسة سوريا ستكون إحدى أولى ملفات عمل فريق الأمن القومي".إلا أنه رفض الحديث عن تفاصيل التغييرات المحتملة .


العناوين العريضة
وفي أي حال، تعتبر العناوين العريضة للسايسة الخارجية لكلينتون أكثر وضوحاً من تلك التي يحاول ترامب الايحاء بأنه سطبقها إذا فاز. وبحسب موقعها على الانترنت، تعيد استراتيجية الحملة الانتخابية للمرشحة الديموقراطية إحياء اقتراح قديم لها لم ينفذ ويقضي بانشاء "مناطق آمنة" للمدنيين.
وهذا الاقتراح الذي رفضه أوباما يتطلب إنشاء منطقة حظر طيران في المنطقة "تخلق نفوذاً وزخماً لحل ديبلوماسي يمكن من إزاحة الأسد وتوحيد الفصائل السورية لمحاربو داعش".
عام 2012، اقترحت كلينتون على البيت الأبيض مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي اي اي" الجنرال ديفيد بترايوس برنامجاً سرياً (يبدو أنه أكبر من ذلك الذي اعتمد لاحقاً) لتزويد جماعات سورية معارضة محددة بالأسلحة. وعارض أوباما هذا الاقتراح على أساس أن لا ضمانات بأن هذه الاسلحة لن تنتهي في أيدي إرهابيين، فيما اعتبرت الاستخبارات الاميركية أن هذه الأسلحة لن تسرع إزاحة الأسد من السلطة. 


رئيس حرب
الباحث البارز في مجلس العلاقات الخارجية، ومقره واشنطن، ميكا زنكو، يرى أنه أياً كان الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية، فسيكون رئيس حرب من اليوم الأول مع سلطة وقدرة على القيام بعروض قوة وشن ضربات بطائرات من دون طيار وعمليات خاصة، وحتى زيادة التدخلات العسكري.
فحالياً، في رأيه، تعلن قرارات دعم الحروب المفتوحة في أماكن مثل اليمن والتي يشنها شركاء مثل السعودية في بيانات صحافية، وتتحول جلسات استماع الكونغرس الى التماسات من القادة العسكريين المطالبين بمزيد من القوات وقواعد ارتباط أقل قيوداً". وخلافاً لترامب الذي غير موقفه مراراً وادعى بأنه يملك خططاً "سرية" لإلحاق الهزيمة بداعش، تتمتع كلينتون بسجل مكثف من هايتي إلى سوريا يظهر أنها تطلعت دائماً إلى أن تصير رئيسة حرب يوماً ما.
ويتفق موقف زنكو مع تقويم باش للسياسة الخارجية لكلينتون على أنها تندرج في إطار سياسات الصقور أكثر من الادارة الحالية. ويقول مستشار الحملة الانتخابية إن ثمة " الكثير من القرائن" عن الطريقة التي ستتصرف بها كلينتون كقائدة عليا للقوات المسلحة، وذلك من الوقت الذي أيدت فيه تدخلاً عسكرياً في ليبيا ودفعت من أجل تسليح المعارضة السورية. ويلفت إلى أنها "ترى أهمية الزعامة الأميركية كمبدأ أول"، وهي تعتقد أن المشاكل حول العالم "يمكن حلها بسهولة إذا تدخلت اميركا في كل من هذه المشاكل والأزمات". وأضاف: "نحاول دائماً العمل مع تحالفات من الأشخاص والدول والزعماء الذي يبدون استعداداً لمواجهة المشاكل بالطريقة نفسها التي نعمل بها".
وبدوره، قال جيمي روبن، وهو ديبلوماسي سابق وحليف لكلينتون، أن هيلاري التي دعمت غزو العراق لن تشعر بأنها "مقيدة" على غرار ما شعر الكثيرون في إدارة أوباما في ضوء "إرثه الكارثي".
[email protected]
twitter:@monalisaf


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم