الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

المعارضة تقلب الطاولة على النظام بـ"الإطارات"...السباق نحو جنيف بدأ من حلب

المصدر: "النهار"
محمد نمر
المعارضة تقلب الطاولة على النظام بـ"الإطارات"...السباق نحو جنيف بدأ من حلب
المعارضة تقلب الطاولة على النظام بـ"الإطارات"...السباق نحو جنيف بدأ من حلب
A+ A-

على الرغم من تسارع التطورات السورية وتغيّر جغرافيا السيطرة مع كتابة هذه الكلمات، إلا أنه يمكن القول قبل أسابيع من انعقادها، يبدو أن السباق نحو طاولة المفاوضات في جنيف بدأ من حلب التي تعتبر الورقة الأقوى في سوريا، فبعدما تقدم النظام على المعارضة بمحاصرته حلب الشرقية بمساعدة الطيران الجوّي الروسي ها هي فصائل المعارضة تسيطر على قرية المشرفة وباتت قاب قوسين او ادنى من فك الحصار بعملية خاطفة ومفاجئة للعالم، ما يؤكد أن خسارة الثقل الاسترتيجي للمعارضة أمر مستحيل بالنسبة الى المعارضة وحلفائها من الدول الصديقة للشعب السوري.


طائرة روسية تسقط
ومع الخلل الفني الذي أسقط المروحية الروسية في ريف ادلب، اكتملت فرحة المعارضين السوريين، فمنهم من اعتبر أن "القدرة الالهية" تواكب تقدمهم، وأكّد الناشط السوري قصي الحسين لـ"النهار" أن "الطائرة المروحية الروسية سقطت في ريف ادلب الشرقي، في منطقة تقع ما بين قريتي تل الطوكان وجزرايا التي هي تحت سيطرة جيش الفتح، وكانت متوجهة نحو ريف حلب الجنوبي"، ولم يتبنَّ اي فصيل عملية اسقاطها، ويقول الحسين: "انه عطل فني ادى الى سقوطها ومقتل كامل طاقمها، وتم سحب جثتين مكتملتين وهناك 3 جثث متفحمة".



إطارات تواجه السوخوي
وفي العودة إلى التطورات في حلب، فإن ما يميّز الهجوم هو استعانة المعارضة بفكرة ما أسماها الناشطون "وحدة الدفاع الجوي" المكونة من مجموعات من الاطفال، ساهمت في إضعاف السلاح الجوي السوري والروسي عبر إحراق الاطارات ونشر الدخان الأسود في سماء حلب، فضلاً عن غرف عمليات مشتركة لفصائل المعارضة.
من الأشخاص الذين أطلقوا حملة "الاطارات المشتعلة" عبر "الواتس أب" ومواقع التواصل الاجتماعي، طارق الحموي ويقول لـ"النهار": "بعد آلاف القتلى وملايين المهجرين وشلالات الدماء في الشوارع، وفي ظلّ صمت دولي عربي - غربي عما يجري في سوريا، وبسبب منعنا من امتلاك اسلحة مضادة للطيران الذي قتل اطفالنا وشرّد نساءنا وهدم بيوتنا فكانت الحاجة أمّ الاختراع، فأطلقنا حملة الدواليب المشتعلة من اجل حماية اطفالنا وفرض حظر دولي بيد اطفالنا بعدما تخلى عنا حكام العرب اللّذين يدّعون العروبة والحملة تهدف للتشتيت والتشويش على الطيران الروسي الذي ارتكب المجازر بحق اهلنا، وسوف تنشتر في جميع الاراضي والمحافظات السورية".
العملية الخاطفة التي بدأت بعملية تفجيرية وصلت في أقل من 24 ساعة إلى مواقع الميليشيات الحليفة للنظام في قرية المشرفة قرب مدفعية الراموسة جنوب مدينة حلب، وتواصل شق طريقها نحو فك الحصار، إذ يؤكد الناشط الميداني ابو فراس الحلبي لـ"النهار" أن المعركة تتجه إلى "كسر الحصار وفتح طريق حلب من الجهة الجنوبية والجنوبية الغربية كمرحلة أولى"، ما يؤشر إلى المتابعة لمعركة حلب الكبرى، خصوصًا بعدما يتحول النظام الذي حاصر الحلبيين إلى جهة محاصرة من فصائل المعارضة.



الغضب لحلب
وقبل قراءة تحليلية عسكرية عن الهجوم التاريخي، ماذا عن التفاصيل؟ يقول الناشط الميداني بهاء الحلبي لـ"النهار": "بدأ الهجوم على مواقع عدّة لعصابات الأسد وميليشياته على مشارف حلب، وتوزع العمل على محاور عدّة أهمها: مدرسة الحكمة وتلة مؤتة وتلة الجمعيات والعامرية، واستطاع المجاهدون تحرير مواقع عديدة وهي: مدرسة الحكمة، تلة الحكمة، تلة مؤتة، تلة أحد، تلة السيرياتيل، قرية العامرية، البناء الأحمر، معامل الزيت، تلة المحبة، كتيبة الصواريخ، مشروع 1070، تلة الجمعيات". ويوضح أنه "بهذا العمل يصل المجاهدون الى كسر خطوط الدفاع عن مدينة حلب من الجهة الجنوبية الغربية، والاقتراب من الأحياء المدنية الشرقية المحاصرة، ورصد طريق إمداد قوات الأسد الوحيد إلى حلب وهو الراموسة، وتحرير مواقع عدة، وما زال العمل مستمراً حتى تحرير #حلب وفك الحصار". ووفق غرفة عمليات #جيش_الفتح فإن قرية المشرفة باتت محرّرة بالكامل.
وواكب العملية التي شارك فيها نحو 10 آلاف مقاتل تظاهرات مدنية في شوارع المحافظة تعبر عن "الغضب_لحلب" وقاموا بإشعال الدواليب فتحولت السماء إلى سوداء للتشويش على الطائرات، ويقول بهاء الحلبي: "معركة حلب الكبرى ستسجل في تاريخ الثورة السورية، هي من اكبر معارك الثورة، وما يجري في الواقع سيُحرر حلب بشكل كامل عما قريب"، لافتاً إلى أن "الثوار يدخلون الاحياء الغربية".



معركة حلب الكبرى
اللواء الاردني فايز الدويري كان من اوائل الداعين الى معركة باتجاه الراموسة بعد قطع طريق الكاستيلو وبأن العملية ستفرض الحصار على النظام، ويقول لـ"النهار": "تحدثت ايضا عن تعزيز الهجوم بهجوم مساند من منطقة حديقة الاسد وضاحية الاسد وحريتان".
بالنسبة الى الدويري فان "المرحلة الاولى من العملية كانت ايجابية واسرع مما توقعنا، ولا تزال المرحلة الثانية مستمرة، ولا بدّ من السيطرة على مدرسة المدفعية وتلال الراموسة والوصول إلى الراموسة، واذا وصلوا الى ابواب الشيخ سعيد يكونوا قد فكوا الحصار، وهذا هو الهدف الاساسي للعملية، واذا نجحت هذه العملية سنتحدث عن تحضير لمعركة حلب الكبرى، فلا زلنا ضمن معركة فك الحصار".
ويضيف: "المعارضة على بعد كيلومترات معدودة من تلال الراموسة ومن حي الشيخ السعيد، والتقدم جيد وتطوير المعركة هو المهم، فلا بدّ من استغلال حال الفوضى والارتباك التي يعانيها النظام وميليشياته الشيعية ويجب ادامة زخم الهجوم وعدم التردد".



"لن تعود عقارب الساعة"
اما بالنسبة الى العميد الركن هشام جابر فإن "ما حصل هو محاولة ضغط على الجيش السوري ليفك الحصار على حلب، وهو تقدّم عسكريٌّ مهم انما لن يؤدي الى اعادة عقارب الساعة الى الوراء اطلاقاً، فهناك قرار استراتيجي روسي - سوري بمحاصرة حلب". ويعتبر أن ما حصل "كان منتظراً"، لكن الغريب بالنسبة إليه هو "عدم حصول هذا الهجوم من المجموعات المسلحة الموجودة بكثافة في ريف حلب الجنوبي، خصوصا جيش الفتح عندما كان النظام يستكمل الحصار، وما حصل ان الجيش السوري الذي فوجئ بالامر لم يشأ اضاعة الوقت والجهد للقيام بهجوم ردّي قبل محاصرة حلب، واتخذ تكتيكا آخر فجاء شمالا وقطع طريق الامداد #الكاستيلو الأساسية وليس عن حلب الشرقية فحسب بل هي كانت توصل إلى هذه المجموعات الموجودة جنوبي حلب، وقد ركز خلال الأسبوعين على حلب الغربية وشمال شرقي حلب، وأحكم الحصار على حلب، فكان الهجوم من الجنوب مفاجئاً له".



استيقاظ تركيا
ويربط جابر التطور بعودة استيقاظ تركيا من الصدمة بعد انشغالها بمحاولة الانقلاب ويقول: "ما حصل بالأمس هو طبيعي وكان منتظراً، وهو ليس قرارًا اتخذته هذه المجموعات، بل ان الجيش السوري استفادَ خلال الأسبوعين الماضيين من أوضاع سياسية اقليمية، كالموقف التركي وبدء التقارب مع روسيا، الذي دفع الى تخفيف الدعم وأيضاً الانقلاب الفاشل الذي حصل في تركيا التي هي أهم وأقوى مساند لهذه المجموعات في حلب، فتركيا انكفأت الى حد ما خلال الاسابيع الماضية واستفاد النظام من هذا الأمر، كما أن المعارك في منبج ايضاً ساعدت الجيش السوري رغم عدم مشاركته فيها، ما ادى الى نجاحه في استكمال الحصار". وفي المحصلة فإن جابر يعتبر أن "حلب ساقطة عسكرياً لكن دخول الجيش السوري اليها واستعادتها ليس قراراً سورياً، بل اقليمياً ودولياً". ويضيف: "دخلت تركيا على الخط لخلق نوع من الستاتيكو الذي لا يسمح بتقدم الجيش السوري واستعادة حلب الشرقية ويعطي للمعارضة الصمود وربما يؤمن ممراً من الجنوب للمعارضة، لكن قد يكون ذلك لفترة أيام معدودة لأن خط الكاستيلو مغلق، أما تكتيكيا فان النظام سيتابع الحصار بشكل إطباق، وحاليا هناك عد عكسي فبعد 10 ايام لا رغيف في حلب، والسؤال ما الامكانيات اللوجستية للصمود في حلب؟".



اسباب نجاح الهجوم
اما اللواء الدويري فيعيد اسباب نجاح هجوم المعارضة بـ"استخدام ورقة القوة الرئيسية للمعارضة التي هي خارج الحصار وقادرة على فكه، وحددنا سابقا انها #جيش_الفتح، وما حصل ان القوة الخارجية بدأت الهجوم من الخارج وتم دعمها من الداخل سواء بحرق الاطارات او تفعيل الهجوم على الشيخ مقصود، كما تحدثنا عن غرفة عمليات رئيسية ذات صلاحيات مطلقة فتم تشكيلها وهذه لها دور في التخطيط وتحديد الاهداف". أما من ناحية النظام، فقد "كان مفاجئًا أنّ في المنطقة حديثاُ عن طريق الكاستيلو، ولم تكن الراموسة في حسابات النظام فكانت المفاجأة والرعب، خصوصاً بعد السيطرة على مدرسة الحكمة خلال 17 دقيقة بعد التفجير، ونحن نتحدث هنا عن قوات مع النظام هربت أو استسلمت او قتلت".



[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم