الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

"الاستعراض الروسي" أحرج طهران ... لماذا أقفلت همدان أبوابها أمام السوخو ي والتوبوليف؟

"الاستعراض الروسي" أحرج طهران ... لماذا أقفلت همدان أبوابها أمام السوخو ي والتوبوليف؟
"الاستعراض الروسي" أحرج طهران ... لماذا أقفلت همدان أبوابها أمام السوخو ي والتوبوليف؟
A+ A-

بعد ستة أيام على بدء إقلاع المقاتلات #الروسية البعيدة المدى من قاعدة همدان العسكرية في #إيران لمهاجمة أهداف في #سوريا، أعلنت طهران أن استخدام روسيا قاعدة #همدان انتهى في الوقت الحالي، وذلك بعد قليل من اتهام وزير الدفاع حسن دهقان روسيا ب "الاستعراض" و"اللامبالاة".


وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية #الايرانية بهرام قاسمي بان استخدام الطائرات الروسية لقاعدة نوجة في همدان "كان مهمة محددة بترخيص مسبق وانتهت حاليا. تم تنفيذها وذهبوا الآن"، وترك الباب مفتوحا امام استخدام الروس مجددا للاجواء الايرانية بقوله ان الامر يتوقف على "الوضع في المنطقة وعلى اخذ الاذن منا".
ومع أن روسيا لم تقل إن إقلاع مقاتلاتها من إيران سيكون دائماً، أوحى بعض التصريحات أن المهمة ستكون طويلة، بما فيها قول رئيس لجنة الدفاع في مجلس دوما الدولة فلاديمير كوموييدوف أن "لا بلد آخر في المنطقة أفضل ومناسباً لنا من الناحية الامنية، وعلينا شن تلك الغارات إذا أردنا إنهاء الحرب".
وبدوره، قال رئيس لجنة الأمن والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي، علاء الدين بروجردي الاسبوع الماضي أن هذا التعاون يأتي من اجل تعزيز جهود الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الحرب على الإرهاب منوها الى أن هذا التعاون يتم بناء على قرار المجلس الأعلى للأمن القومي ولا يخالف الدستور، حيث أن قاعدة همدان الجوية لم تصبح قاعدة روسية ولم تتموضع فيها طائرات مقاتلة.
وكانت القاذفات الروسية من طراز "توبوليف" و"سوخوي" التي لا يمكنها استخدام المدرجات القصيرة المدى في قاعدة حميميم، تنطلق من روسيا. وبانطلاقها من إيران تقصر المسافة 1000 ميل. وكونها أقرب الى ميدان المعارك في سوريا، كانت المقاتلات قادرة على نقل حمولات أكبر، مزيدة الزخم لجهود النظام المتعثرة في حلب.
وأعلنت روسيا مراراً الاسبوع الماضي انها ضربت اهدافا ل"داعش" و"جبهة فتح الشام" في حلب ودير الزور وادلب.



"استعراض" و"عدم اكتراث"
و جاء اعلان انتهاء المهمة الروسية من ايران، بعد ساعات من مقابلة اجراها وزير الدفاع الايراني حسين دهقان وانتقد فيها، في موقف نادر روسيا لانها كشفت عن استخدام قاعدة نوجة لشن غارات في سوريا، واصفاً ذلك بأنه فعل "استعراضي" وينم عن "عدم لامبالاة".
وقال دهقان: "من الطبيعي ان يعنى الروس باستعراض كونهم قوة عظمى ودولة ذات نفوذ وانهم فاعلون في القضايا الامنية في المنطقة والعالم...كان هناك نوع من الاستعراض وعدم الاكتراث في الاعلان عن هذا النبأ".
في قراءة أولية، يوحي تصريح دهقان بأن موسكو وطهران اتفقتا على ابقاء التعاون سراً، الأرجح بسبب حساسيات داخلية إيرانية. الا أن موسكو أعلنت الأمر وتولت وزارة الدفاع الروسية توزيع صور لمقالاتها في قاعدة همدان وأخرى ترمي وابلاً من القنابل فوق سوريا، وهو ما فسره مراقبون بزيادة للنفوذ الروسي في المنطقة، في الوقت الذي اعتبر على نطاق واسع إذعاناً إيرانياً لموسكو.


وكان اعلان موسكو في 16 آب الماضي اقلاع مقاتلاتها من همدان فاجأ المراقبين كونها المرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية تسمح الجمهورية الاسلامية لقوى أجنبية باستخدام أراضيها لقصف دولة ثالثة.


ولكن التحول المفاجئ اليوم في الموقف الايراني يظهر أن الدولتين اللتين يجمعهما تحالف مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد لا تزال تباعد بينهما أهداف مختلفة. ففيما أوحت التغطية الاعلامية للطلعات الروسية من إيران بسعي موسكو الى استغلال هذه الخطوة الجديدة في الحرب لإظهار توسع نفوذها في المنطقة ودورها في سوريا، عكس رد إيران رفضها الظهور بمظهر الدولة التابعة لموسكو، وإن يكن بهدف دعم احليف مشترك.



ذكرى الغزو
الى ذلك، لم يكن متوقعاً أن يحظى السماح لروسيا بشن غارات من داخل أراضيها بشعبية، إذ لا يزال كثيرون يتذكرون كيف غزت موسكو وبريطاينا ايران واحتلتاها خلال الحرب العالمية الثانية لتأمين حقول النفط وخطوط الامداد للدول الحليفة. وعلى رغم انسحاب بريطانيا في حينه، أصرت روسيا على البقاء مما دفع مجلس الأمن الوليد في حينه الى توجيه أول انتقاد لموسكو عام 1946.
وقال المسؤول السابق في وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية والخبير في الشؤون الإيرانية والمحلل في معهد "أمريكان إنتربرايز إنستيتيوت" ماثيو ماكنيس إن "هناك مظاهر كثيرة مقلقة للإيرانيين... فهم لا يرغبون في الإقرار بأن الروس يفعلون ذلك الآن... إن القيادة الإيرانية لا تريد أن يبدو ذلك كأنه دعوة لقوات أجنبية إلى بلادهم، الأمر الذي لم يحدث منذ 1979".
ويحظر الدستور الإيراني بعد ثورة 1979 السماح لدولة أجنبية بالعمل عسكرياً من أراضيها.وحتى في عهد الشاه، لم يحصل مثل هذا الامر.
وذكرت صحيفة "النيويورك تايمس" الاسبوع الماضي أنه في عهد الشاه كان هناك مستشارون عسكريون أميركيون يدخلون إيران ويخرجون منها، إضافة الى عدد من المواقع المحددة في شمال شرق البلاد كانت قوات ووكالات الاستخبارات الأمريكية تراقب منها الاتحاد السوفياتي. ولكن حس السيادة كان عميقاً في الثقافة الإيرانية، لذا رفضت طلبات أميركية عدة لزيادة الانتشار الأميركي على الأراضي الإيرانية.



مصالح اقتصادية وعسكرية


وتكهن جون ليمبرت، وهو مسؤول سابق في الجهاز الخارجي الأميركي عمل في طهران، وكان بين الرهائن الأميركيين في السفارة في طهران عام 1979 بأن روسيا تدفع بسخاء للحصول على هذا الامتياز. وافترض آخرون أن تكون إيران سمحت لطهران باستخدام قاعدتها مقابل مصالح اقتصادية، إذ تسعى الجمهورية الاسلامية الى شراء مقاتلات "سوخوي 30" ونشر النظام الدفاعي "أس 300".


وفي عطلة نهاية الأسبوع، نشرت صور للرئيس الايراني حسن روحاني قرب نظام دفاع صاروخي من طراز "بافار 373" المصمم ليكون المرادف الايراني لل"أس 300"، وهو ما اعتبره البعض إشارة ايرانية لموسكو الى قدرتها على الدفاع عن نفسها من دون الانظمة الروسية.


[email protected]
Twitter: @monalisaf


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم