الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

أقصى ما يمكن أن يقوم به أوباما دعم المعارضة بمضادٍ للطيران... فهل يفعلها؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
أقصى ما يمكن أن يقوم به أوباما دعم المعارضة بمضادٍ للطيران... فهل يفعلها؟
أقصى ما يمكن أن يقوم به أوباما دعم المعارضة بمضادٍ للطيران... فهل يفعلها؟
A+ A-

لم تتفق "البيتزا" مع "الفودكا" بل أدت إلى تلبك في العلاقات بين #روسيا و#أميركا وسقط الاتفاق الشهير والغامض في أيام، مع انهيار الهدنة وما تبعها من استهداف اميركي للجيش السوري في دير الزور وضربة جوية لقافلة المساعدات الانسانية في ريف حلب، وبالتالي انتقال روسيا إلى الجبهة مجدداً واستلام زمام القيادة في قصف حلب الشرقية وتدمير البنى التحتية والتهديد باجتياحها. في المقابل راحت أميركا إلى خيار التصعيد السياسي والخطابي، سواء في مجلس الأمن أو في تكليف من البيت الأبيض لوكالات الأمن القومي بايجاد خيارات جديدة لانهاء الأزمة السورية وفعلياً للرد على التصعيد الروسي.



التوتر القائم، سيعيد أميركا إلى حلفائها الأوروبين ويصرف النظر عن أي امكانية لطرح حل ضمن الثنائية الأميركية-الروسية، وبالتالي اعادة تفعيل كل الملفات التي من شأنها ضرب الصورة الروسية أمام العالم، سواء في مشاركتها في محاصرة السوريين أو في وضع النظام أمام مسؤولياته في شأن استخدام الأسلحة الكيميائية، وذلك ضمن حملة إعلامية مركزة، ودفع العالم الأوروبي إلى ممارسة المزيد من الضغوط لحل الأزمة بعدما كانت الدول الاوروبية مجرد مشاهد ومتابع للتعاون الأميركي الروسي. وتبقى ردود الفعل العسكرية هي الأكثر أهمية لما فيها من امكانية في اعادة الكفة لصالح المعارضة، وذلك يرتبط بما تدرسه أميركا من خيارات في دعم الفصائل المعارضة من دون أن تضرب قانونها في اعتبار "#فتح_الشام" (النصرة سابقاً) ارهابية.
وفي ضوء ذلك، يعتبر السفير السابق لدى واشنطن عبد الله بو حبيب أن "ادارة أوباما في أيامها الأخيرة تهتم بعدم إثارة المشاكل خصوصاً المشابهة لأحداث 11 ايلول مثلاً، وهمها تثبيت السلام في سوريا وتعتقد أنها تقارب الأزمة من ناحية ايجابية لكن روسيا لا تتعاون معها".



الرد الاميركي على التصعيد الروسي لا يزال قيد النقاش وانتظار الطروحات، لكن بو حبيب على يقين بأن "الأميركيين لا يستطعون فعل أي شيء لأن أوباما لا ينوي انزال قوات عسكرية أو أن يقصف بطائرته مواقع الحكومة السورية، لكن قضية تسليح المعارضة بسلاح نوعي يمكن ادراجها في إطار الخيار الممكن والمعقول، لكن رغم ذلك فهناك مشكلة كبيرة بالنسبة لأميركا ترتبط بالتشابك الحصال بين المعارضة، فصحيح ان المعتدلة منها تعلن تأييدها لأميركا لكن حقيقة هي في المجموعة نفسها مع النصرة، وبالتالي اذا ساعدت اميركا النصرة (#فتح_الشام) تكون قد تصرف ضد قوانينها وهذه مشكلة كبيرة".
لا تدرج الصحافة الأميركية خطابات المسؤولين في مجلس الأمن ضمن صفحاتها، وبو حبيب كان منذ فترة قريبة في أميركا، ويقول: "لم تتطرق الصحافة الاميركية الى تصعيد اميركي، بل نشرت جزءا صغيرا من خطاب اوباما، وحاليا لا يزال امام هذه الادارة 4 أشهر وقضية تسليح المعارضة هي قيد النقاش، والخوف الأكبر من سقوطها بيد النصرة، والمشكلة قالتها روسيا أن الأميركي لا يستطيع أن يفصل بين المعارضة المعتدلة وجبهة النصرة، وفي الوقت نفسه لا يريد أوباما ضرب النظام مثلما حصل في ليبيا أو العراق".



وتطرق بو حبيب خلال زيارته الى الضربة الاميركية التي استهدفت قوات النظام في دير الزور، ويقول: "سألتُ أحد المسؤولين عن الأمر فأكد ان العملية لم تكن مقصودة وحصلت بالخطأ ولو كان الهدف منها ضرب النظام لما توقفنا بل استمرينا ولكننا اعتذرنا".



لم تظهر أميركا أي نية حقيقة لاسقاط النظام السوري، واكتشف رئيسها منذ التراجع عن قرار معاقبة النظام جراء استخدامه الكيميائي بالغوطة وقتل أكثر من 1500 شخص، وبالتالي فان كل ما يقوم به أوباما حالياً لا يعدو سوى محاولة لتسجيل النقاط لصالح إدارته أمام العالم الذي يشاهد الكوارث الانسانية في سوريا، وخلاف ذلك حالة واحدة تكمن في ان يتخذ القرار بدعم المعارضة بمضاد للطيران وبكميات تساعد الفصائل على الرد على القصف الروسي - السوري وألا تقتصر على صاروخين أو ثلاثة... فهل يفعلها اوباما؟



[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم