الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

بعد طائرات الاستطلاع والـ"غراد"... ما حقيقة استخدام المعارضة "مضاداً للطائرات" في درعا؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
بعد طائرات الاستطلاع والـ"غراد"... ما حقيقة استخدام المعارضة "مضاداً للطائرات" في درعا؟
بعد طائرات الاستطلاع والـ"غراد"... ما حقيقة استخدام المعارضة "مضاداً للطائرات" في درعا؟
A+ A-

تخشى روسيا أن تقدم أميركا على السير بخيار دعم المعارضة السورية بسلاح نوعي يعيد التوازن إلى المعارك كوسيلة للرد على التصعيد الروسي في حلب، وإفشال الاتفاق والهدنة. وبؤكد المحللون العسكريون أن تزويد المعارضة بصواريخ مضادة للطيران كـ "ستينغر" كافية لإسقاط طائرات النظام وارباك الطيران الروسي، مما يضع الرئيس الروسي أمام هاجس "أفغانستان ثانية". ولئن هذا الخيار حساس جداً، وغالباً ما تتناوله وسائل الاعلام بخفة ومن غير العودة إلى مصادر موثوق بها، ولا سيما أن المرصد السوري لحقوق الانسان تحدث أمس عن "صواريخ مضادة للطيران استخدمت اليوم في الريف الشمالي لدرعا بعدما تم شراؤها بأموال عربية من أسواق أوروبا الشرقية"، فتناقلت وسائل الاعلام الخبر، ووصلت القضية إلى حد الحديث عن تسليم شحنة أسلحة من هذا النوع للمعارضة.
تعتبر درعا من المناطق التي تغطيها غرفة العمليات "الموك"، وهي غرفة دولية تدعم الفصائل السورية المعارضة المعتدلة بالسلاح، وتتابع مسار المعارك هناك، وقد نفى مصدر سوري معارض مطلع على مجريات غرفة "الموك" تسليم أي من كتائب المعارضة أي سلاح مضاد للطائرات، مؤكداً أن "الغرفة ليست في وارد تسليم المعارضة هذا النوع من الاسلحة الذي يختصر اسمه بـ "م.ط" في الوقت الحالي".
ومنذ يومين، أثار الباحث البريطاني المختص في شؤون الشرق الأوسط تشارلز ليستر القضية، بتغريدة في "تويتر" كتب فيها: "صواريخ غراد جديدة بمدى 30 – 40 كم، وصواريخ متنقلة للهجوم على مطارات الأسد، ومضادات طائرات محمولة ". فينفي المصدر حصول المعارضة على مضاد للطائرات، لكنها تؤكد حصول المعارضة منذ 15 يوماً على شحنة من صواريخ "غراد" وعددها 200 صاروخ، لكنه يقول: "ليس جديداً على المعارضة حصولها على صواريخ غراد، وهو متوافر بين الفصائل منذ 2012 و2013، ولكن لا توزع على الجميع بل على فصائل محددة وبأعداد محددة، كما تم اغتنام الألوف منها خلال المعارك في المهين، واستهدفت الحندارات في حلب بنحو 120 صاروخاً من نوع "غراد".
وفي مسألة السلاح الذي استخدم في درعا بالأمس، يقول المصدر: "ليست المرة الأولى التي تُستخدم فيها هذه الصواريخ، وما استخدم في درعا هو "م.ط"، وهي صواريخ استولي عليها من معارك سابقة مع النظام في مدينة الشيخ مسكين، وضربت لأكثر من مرة وهي غير مجدية وتكون من نوع "إيغلا" أو "كوبرا"، وهذا النوع لا يصيب الأهداف التي تزيد على 3 كيلومترات". ويرجح أن يكون "السلاح المستخدم من نوع ايغلا من فصائل الجبهة الجنوبية، وهو صاروخ روسي الصنع، مداه 5 كيلومترات، لكن مداه الفعلي لا يتجاوز الـ 3 كيلومترات، وهو غير قادر على اسقاط أي طائرة لأن تحليق الطيران غالباً يزيد على ارتفاع 3.7 كلم كحد أدنى"، مذكراً بأن "ألوية سيف الشام استخدمت خلال معارك سابقة الصواريخ هذه، لكنها لم تصب أي هدف".
وعودة إلى سبب عدم إقدام "الموك" على تسليم المعارضة هذا النوع من الأسلحة، يوضح المصدر:"غرفة العمليات الدولية لا تثق عموماً بفصائل المعارضة لأسباب عدة، منها تجارة السلاح التي اشتهرت بها فصائل درعا، ومعظمها يذهب الى مسلحي داعش"، كاشفاً عن أن "الغرفة سلمت منذ أشهر المعارضة طائرات استطلاع بدقة عالية وكميات لا بأس بها، فباعتها الفصائل بعد أيام في الأسواق". وتحدث عن أن "تسليم الأسلحة لا يتم بطريقة مباشرة بل بعد دورات تدريبية في دولة عربية كالمملكة العربية السعودية، وغالباً من دون معرفة الفصائل بنوع السلاح الذي سيتم تدريب المقاتلين عليه".
كما نفت أن تكون الفصائل قد اشترت أسلحة مضادة للطيران من السوق السوداء، مذكرة بأن "هذه السوق تتحكم بها أجهزة الاستخبارات الدولية ومن الصعب جداً بيع قطعة "م.ط" واحدة، لأن التجار حينها سيدخلون في صراع مباشر مع الاستخبارات، وهذا يهدد تجارتهم. كما أنهم أساساً مسيرون من المخابرات الدولية"، ويضرب المثل: "غرفة العمليات الدولية "الموك" تشتري السلاح والذخائر الروسية من تجار أوكرانيا وصربيا وبلغاريا".
[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم