الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

حلب: موسكو تؤكد "بادرة حسن النية"... لكن الاميركيين يشككون

المصدر: "أ ف ب"
حلب: موسكو تؤكد "بادرة حسن النية"... لكن الاميركيين يشككون
حلب: موسكو تؤكد "بادرة حسن النية"... لكن الاميركيين يشككون
A+ A-

اعلنت اليوم روسيا وقف غاراتها في مدينة حلب في "بادرة حسن نية"، وللسماح باجلاء المدنيين من الاحياء الشرقية في هذه المدينة التي تتعرض لقصف كثيف منذ شهر.     


ويأتي قرار موسكو المفاجىء بعد ليلة دامية في مدينة حلب، تخللتها غارات كثيفة على الاحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل، وتسببت بمقتل 5 اشخاص على الاقل من عائلة واحدة، وفقا للمرصد السوري لحقوق الانسان.   


وشككت الديبلوماسية الاميركية في الاعلان الروسي المفاجىء الذي يأتي بعد اسابيع من الانتقادات الغربية لكثافة القصف السوري للمدينة، بدعم من المقاتلات الروسية. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ان هذه الخطوة "بادرة حسن نية من الجيش الروسي (...) وليست مرتبطة" بالانتقادات التي وجهتها فرنسا والمانيا.   


واشادت الامم المتحدة باعلان وقف الغارات الجوية الروسية والسورية على حلب، الا انها قالت انها تنتظر الحصول على ضمانات بشان السلامة من جميع الاطراف قبل ان تبدأ في ادخال المساعدات. 


"لا يزال الوقت مبكرا"


من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الاميركية جون كيربي اليوم  لشبكة "سي ان ان": "نحن راضون بالتأكيد عن سماع معلومات مفادها انه قد يتم تقليص العنف". وتدارك: "لا يزال الوقت مبكرا للقول ان هذا صحيح، وكم من الوقت سيصمد. سبق ان شهدنا هذا النوع من الالتزامات والوعود. وشهدنا انه لم يتم الايفاء بها". واضاف: "نتابع باهتمام. انه اعلان مرحب به، لكن ينبغي ان نرى اذا كان يمكن الوثوق به."


 


دعوة شويغو


وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اعلن في وقت سابق خلال اجتماع لهيئة الاركان الروسية: "اليوم، ومنذ الساعة العاشرة (7,00 ت.غ) صباحا، توقفت ضربات الطيران الروسي والسوري"، موضحا ان هذا الوقف المبكر للغارات "ضروري من اجل تطبيق الهدنة الانسانية".



واستبقت موسكو هذا القرار باعلانها مساء الاثنين هدنة انسانية من 8 ساعات تطبق الخميس من الثامنة صباحا (5,00 ت.غ)، في خطوة رحبت بها الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي، لكنهما اعتبرا انها ليست كافية لادخال المساعدات.    


واوضح شويغو ان وقف الغارات اليوم "يضمن سلامة خروج المدنيين عبر 6 ممرات، ويحضر لاجلاء المرضى والجرحى من شرق حلب". وقال: "في وقت تبدأ هذه الهدنة الانسانية، ستنسحب القوات السورية الى مسافة كافية تمكن المقاتلين من الخروج من شرق حلب مع اسلحتهم" عبر ممرين خاصين، هما طريق الكاستيلو شمال حلب وسوق الهال في وسط المدينة.


ورأى انه يمكن وقف الغارات الجوية اعتبارا من اليوم ان يساعد في نجاح محادثات تتركز على "الفصل بين المعارضة المعتدلة والارهابيين في حلب" التي يفترض ان تبدأ الاربعاء في جنيف، على قوله. واضاف: "نطلب من حكومات الدول التي لها نفوذ على القسم الشرقي لحلب ان تقنع قيادييه بوقف المعارك ومغادرة المدينة".


    
وتأتي دعوة شويغو غداة تصريحات للسفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين، اثر اجتماع مغلق لمجلس الامن حول سوريا الاثنين، قال فيها انه امام مقاتلي جبهة "فتح الشام" (جبهة النصرة قبل فك ارتباطها بتنظيم "القاعدة") احد خيارين، إما مغادرة الاحياء الشرقية، "إما يهزمون".   


واعلن تشوركين ان تركيا وقطر والسعودية "اعربت عن عزمها العمل في شكل دؤوب مع هذه الفصائل المعارضة المعتدلة، كي تنأى بنفسها" عن مقاتلي جبهة "فتح الشام".   


غارات روسية كثيفة


وتقدر الامم المتحدة وجود 900 مقاتل من جبهة "فتح الشام" في شرق حلب، في وقت يقدر المرصد السوري وجود 400 مقاتل فقط من اصل نحو 15 الف مقاتل معارض. 


وقبل ساعات من وقف الغارات، افاد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن بغارات روسية كثيفة استهدفت بعد منتصف الليل أحياء عدة في شرق حلب.     وقد انهار مبنى على رؤوس قاطنيه فجرا في حي بستان القصر من جراء الغارات، مما تسبب، وفقا للمرصد، بمقتل عائلة بأكملها، تضم رجلا وزوجته وثلاثة اولاد. 


وبعد اعلان موسكو وقف الغارات، افاد المرصد بتوقف الغارات على الاحياء السكنية في شرق حلب، تزامنا مع استمرار الاشتباكات على اطراف المدينة. ويعيش 250 الف شخص في شرق حلب في ظروف انسانية صعبة، في ظل الغارات والحصار وتعذر ادخال المساعدات الانسانية منذ 3 اشهر.


وعقد مجلس الامن الاثنين جلسة مشاورات مغلقة استمع خلالها الاعضاء الى احاطة عن الوضع في سوريا من المعبوث الاممي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا الذي اشار الى "طرح افكار جديدة" في اجتماع لوزان الذي عقد السبت بمشاركة موسكو واشنطن وعدد من دول المنطقة. لكنه قال انه لا تزال هناك "خلافات كبيرة" بشأن الطريق الواجب اتباعها لارساء وقف لاطلاق النار.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم