السبت - 07 أيلول 2024
close menu

إعلان

مفتي سوريا يزور أعلى موقعين مسيحيين... محاولة لحشر الرئيس أو علاقات طبيعية؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
مفتي سوريا يزور أعلى موقعين مسيحيين... محاولة لحشر الرئيس أو علاقات طبيعية؟
مفتي سوريا يزور أعلى موقعين مسيحيين... محاولة لحشر الرئيس أو علاقات طبيعية؟
A+ A-

إنها المرة الثالثة التي يزور فيها السفير السوري علي عبد الكريم علي قصر #بعبدا، في الأولى قدم التهنئة لرئيس الجمهورية ميشال عون وحينها انسحب الرئيس سعد الحريري لعدم مصافحته، في الثانية رافق علي الموفد السوري وزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام في زيارة تزامنت مع وصول الموفد الإيراني وزير الخارجية محمد جواد ظريف إلى لبنان، أما الثالثة فكانت برفقة مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون الذي وجه رسائله إلى المسيحيين، فزيارته لم تقتصر على الموقع المسيحي الأول في لبنان، بل تعدتها إلى المركز الروحي المسيحي الأول أيضاً بكركي ولقاء البطريرك مار بشارة بطرس الراعي.


وعلى الرغم من الانقسام الحاد والحساسية تجاه العلاقات مع النظام السوري وقيادييه، يبدو أن هناك تفهماً واضحاً لموقع الرئيس عون وتعاطيه بديبلوماسية مع الجانب السوري، وتالياً فإن أي معارضة للنظام لا يمكنها أن تترجم بمنع قصر بعبدا من استقبال كل الاطراف على قاعدة "الانفتاح" على الكل، فحتى الرئيس سعد الحريري كان واضحاً في خطابه يوم أعلن دعمه وصول عون إلى الرئاسة من بيت الوسط بقوله: "هذه أزمة (الأزمة السورية) نريد حماية بلدنا منها، وعزل دولتنا عنها، حتى إذا ما انتهت الأزمة واتّفق السوريون على نظامهم وبلدهم ودولتهم، نعود إلى علاقات طبيعية معها".


المفتي الشعار


بالنسبة إلى مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، فإن "لبنان بلد سيّد وحر ومستقل ومن أبرز وأعظم مميّزات بلدنا انفتاحه على العالم إلا اسرائيل، وليس في استطاعتنا أن نمانع من الانفتاح على أحد لأن هذا يخالف طبيعة لبنان ومن حق الرئيس أن يستقبل ويستوعب في قصره وعهده كل من يراه فيه تحقيق لمطلق مصلحة للبنان"، مضيفاً: "لم تكن هناك قطيعة بين لبنان وسوريا، وسبق ان جاء وفد سوري ليبارك بانتخاب رئيس جمهورية وأعتقد أن ما يجري اليوم يصب في الاطار نفسه". ولا يرى الشعار "أن هناك إشكالاً او خطراً او ما يعكر صفو العهد عندما ينفتح على العالم العربي خصوصاً، والغربي عموماً"، لافتاً إلى أن "هناك فرقاً كبيراً بين أن يقام حفل تكريم لقادم إلى لبنان وبين أن يستقبل الاخير وفداً، وبالتالي لم يقم لبنان بأي مبادرة خارجة عن الاصول المتبعة في موضوع العلاقات مع الخارج".


زيارة مرحب فيها


أما نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي فرزلي فيعتبر أن "حسون مرحب فيه في لبنان"، ويقول لـ"النهار": "لبنان أخذ الاصطفاف المحايد ونأى بنفسه امنياً وسياسياً عن الأزمة السورية، وبالتالي هذه دولة تستقبل كل الناس وهناك علاقات ديبلوماسية ومصالح مع سوريا وهذا مفتي جمهورية وشخصية دينية اسلامية على مستوى عال من الثقافة، ولا أحد له الحق ان يعلن استفزازه من الزيارة حتى لو لم يحبها"، معتبراً أن "مسألة تأكيد النأي بالنفس تكون بصورة ايجابية عبر تلقف لبنان كل الزوار باستثناء الذين لديهم موانع قانونية أو دستورية كالشخصيات الصهيونية".
هل تعارض استقبال شخصيات من المعارضة السورية؟ يجيب: "بالامس جاء (النائب) عقاب صقر الذي يمثل رمزاً من رموز الاصطفافات في سوريا، ولم يقل له أحد اي كلمة، لا بد من الخروج من هذا المنطق، وفي حال قرر أن يحضر المعارض ميشال كيلو هل هناك من سيعترض؟ بالطبع لا". ويتابع: "هناك علاقات ديبلوماسية بين البلدين ولا يمكن تجاوز هذه الحقيقة بصرف النظر عن العواطف، والعلاقات قابلة للتطور مع الوقت بحسب الاوضاع في سوريا"، متسائلاً: "هل يكون لبنان مشاهداً في وقت تشهد فيه سوريا مرحلة إعمار قادمة تصرف فيها مئات مليارات الدولارات، هل يستطيع لبنان أن يقول لا علاقة لي ولا اريد ان اشارك اقتصادياً؟ حتى الرئيس الحريري، في بيانه لدعم عون تحدث عن علاقات طبيعية مع الفئة التي ستحكم سوريا".


رجل دين السلطان
من جهته يعتبر عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش أن "مؤذن السلطان، أو رجل الدين الذي يعمل عند السلطان الجائر معروف دوره بالنسبة إلى المسلم وأن ما يسمى بمفتي الجمهورية السورية هو عملياً موظف عند الاسد الذي امعن قتلاً بالشعب السوري ودم سوريا"، لافتاً إلى أن "زيارة حسون الى بعبدا محاولة لحشر الرئيس من خلال اضطراره منطقياً لاستقبال بعض الشخصيات التي هي غير مرحب فيها عن جميع اللبنانيين، لكن لا يمكننا ان نجبر الرئيس على خياراته، والمؤكد أن ما يسمى بـ"محور الممانعة" يحاول ان يختطف عون من دوره المعروف في الدولة اللبنانية كحكم بين اللبنانيين وعلى الرئيس هو أن يقرر ماذا يفعل".
ويقول: "لا شيء اسمه مفتٍ في سوريا، فمن المفترض ان تكون خيارات المفتي مبنية على اسس دينية وايمانية بل هناك موظف برتبة معينة بالدولة السورية".
ماذا عن إمكان تطور العلاقات مع سوريا؟ يجيب: "فلننتظر ونرَ ماذا سيتبقى من النظام. وبصرف النظر عما حصل في حلب، فإن الخيارات موجودة بيد روسيا وليس النظام. ولننتظر ماذا سيحصل في الاشهر المقبلة، وبالنهاية لبنان سيتعامل بشكل براغماتي كسلطة، أما الموقف الشعبي والسياسي فيكون مختلفاً".


 


[email protected]
Twitter: mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم