السبت - 07 أيلول 2024
close menu

إعلان

"الموت ولا المذلة" تحوّل النظام من مهاجم الى مدافع... سيناريو "حلب الشرقية" في درعا؟

محمد نمر
"الموت ولا المذلة" تحوّل النظام من مهاجم الى مدافع... سيناريو "حلب الشرقية" في درعا؟
"الموت ولا المذلة" تحوّل النظام من مهاجم الى مدافع... سيناريو "حلب الشرقية" في درعا؟
A+ A-

لم تعد الخريطة العسكرية السورية مقتصرة على خروق خجولة لاتفاق وقف إطلاق النار، ولم تستطع روسيا أن تقنع الجزء الاكبر من المعارضة بأنها قادرة على أن تكون ضامنة للاتفاقات. فعلى الرغم من تقديمها التعهدات في أستانة 2 بوقف الضربات الجوية، كانت طائراتها تقصف منطقة درعا-البلد حيث المشافي معطلة فيها.


وتزداد هشاشة اتفاق وقف اطلاق النار بفعل التفاف النظام أكثر من مرة عليه بهدف السيطرة على المزيد من المناطق، وآخرها محاولته منذ نحو شهر السيطرة على معبر الجمرك القديم الحدودي مع الأردن الذي تسيطر عليه فصائل الجيش السوري الحر المعتدلة. لكن السحر انقلب على الساحر وتحوّلت المعارضة من مدافعة الى مهاجمة ومسيطرة على مواقع جديدة، مما دفع الروس الى الاسراع في استخدام طائرات "السوخوي" لمساندة النظام وتعطيل أي تقدم جديد وفي الوقت نفسه البدء بسيناريو مشابه لأحياء حلب الشرقية باعتماد سياسة الأرض المحروقة.
تحرك المعارضة جاء رداً على محاولات قوات النظام وميليشياته التقدم، فأعلنت غرفة عمليات "البنيان المرصوص" معركة "الموت ولا المذلة" متقدمة الى حي المنشية في درعا. ووفق مصادر سورية معارضة، فان هذه الغرفة تدار مباشرة من غرفة "الموك" التي تشرف على أعمالها الأردن وأميركا ودول أخرى، كما أن غالبية فصائلها تعتبر من فصائل الجبهة الجنوبية.
لا قوة حقيقية لهيئة تحرير الشام او عناصر "النصرة سابقاً" في المنطقة، ووفق المصادر اقتصرت مشاركة "النصرة" على الانتحاريين كرد فعل على النظام من دون تخطيط او تنظيم مسبق مع "الجيش الحر"، والواقع فرض العملية التي لم تأتِ بضغوط من أي دولة خارجية"، كاشفة عن أن "النظام يريد معبر الجمرك بهدف الانهاء على أهم خطوط امداد الجيش الحر في المنطقة".
وبحسب عضو قوى الثورة السورية ياسر الرحيل فان "الجيش السوري الحر والفصائل المقاتلة في غرفة عمليات "البنيان المرصوص" شنت هجوماً معاكساً على قوات النظام التي تحاول التقدم في احياء درعا البلد المحررة بهدف السيطرة على معبر الجمرك القديم الحدودي بدعم روسي - ايراني"، مؤكداً أن "الجيش الحر صدّ كل المحاولات وانتقل من مرحلة الدفاع إلى الهجوم بهدف السيطرة على حي المنشية الذي يُعتبر آخر معاقل النظام السوري في درعا البلد ونقطة انطلاقه لأي عمل عسكري".
عملية "الجيش الحر" أدت إلى تقدم استراتيجي والوصول إلى مناطق للمرة الأولى "سيطرت المعارضة على عدد من الحواجز والمباني المهمة، إضافة إلى مسجد المنشية ومحيطه لتكون المرة الأولى التي تسيطر عليه منذ دخول قوات النظام المدن السورية بداية الثورة، كما سيطرت على كتلة النجار والمباني المحيطة وعلى حاجز مخبز الرحمن وروضة العروج" وفق الرحيل. ويتابع: "مع هذا التقدم النوعي والاستراتيجي صبّت طائرات النظام وروسيا غضبها على أحياء درعا البلد والبلدات المجاورة حتى على البلدات التي تشارك فصائلها بالعمل العسكري كبصرى الشام التي تبعد نحو 30 كيلومتراً، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى المدنيين، كما عطّل القصف الروسي عمل 6 مشافٍ ميدانية وكان قصفها متعمداً، وسجلت مجزرة في حق عائلة مكونة من 7 اشخاص، فيما خسائر النظام تمثلت بمقتل أكثر من 50 عنصراً بينهم 10 ضباط على الأقل برتب مختلفة، وتدمير خمس آليات".
المعارك لا تزال مستمرة في احياء المنشية، ويذكّر الرحيل بأن "النظام كان يحاول من نحو شهر الاقتراب للسيطرة على المعبر ضمن مخطط واضح، وبسبب ضغوط من الأهالي شن الجيش الحر هجوماً معاكساً، لذلك سميت المعركة الموت ولا المذلة".
وجاء في بيان الفصائل المشاركة في المعركة: "بعد التزام الفصائل وقف اطلاق النار واستمرار الخروق المتكررة من النظام ومحاصرة بعض القرى والغارات الجويةوصواريخ الفيل التي أدت إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى وعدم تحرك الدول لردع النظام المجرم وأعوانه من القوات الايرانية وميليشيات حزب الله والمرتزقة وبعد محاولته التقدم على محاور عدة باتجاه جمرك درعا القديم، الأمر الذي اضطرنا إلى شن هجوم معاكس ضمن غرفة عمليات البنيان المرصوص"، والغرفة مكونة من نحو 23 فصيلاً ومن الأكثر قوة بينها "قوات شباب السنة"، جيش اليرموك، فرقة 18 آذار، كما تضم الغرفة الفصيلين البارزين: جيش الاسلام وحركة أحرار الشام، كما تشارك فصائل اخرى من خارج الغرفة بالعمليات العسكرية.
ويقول المحلل العسكري اللواء فايز الدويري لـ "النهار":"يجب أن نميّز بين البدايات والنهايات المتوقعة، وإذا كانت المعارك بين قوات متكافئة نستطيع أن نبني على البدايات للوصول إلى نهايات محسومة. لكن، ويا للأسف، التجارب التي مرت بها المعارضة المسلحة ضد قوات النظام تظهر العكس، فان الاخيرة مدعومة بالغارات الروسية وتستطيع المعارضة أن تحقق الاهداف لكنها لا تتمكن من أن تثبت فيها. وما جرى في الراموسة وضاحية الأسد وحي الزهراء وغيرها مثال على ذلك".
ويضيف: "يمكن قوات المعارضة أن تحقق إنجازات وتستعيد السيطرة على حي المنشية ولكن لوقت محدد، لأن حجم الغارات الروسية سيحرمها من القدرة على الصمود والاستمرار وبالتالي ستصبح درعا البلد كأنها أحياء حلب الشرقية".
وقال ان "رفض محمد علوش في المؤتمر دخول القاعة إلا بعد تعهد روسي بوقف الضربات الروسية والسورية، لكن ماذا جرى بعد هذا الكلام في إدلب ودرعا والساحل؟ لذلك من يأخذ تصريحات السياسيين الروس على محمل الجد فهو لا يفقه باستراتيجيات السياسة".


[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم