الإثنين - 09 أيلول 2024
close menu

إعلان

نصرالله لمن ستهدي الهزيمة؟

احمد عياش
A+ A-

منذ العام 2000 عندما تحقق للبنان تطبيق القرار 425 بخروج اسرائيل من جنوب لبنان لا يزال اللبنانيون يدفعون ثمن هذا الانتصار بدمائهم وممتلكاتهم بسبب الطريقة التي تولى فيها "حزب الله" اهداءه. فقبل 13 عاما أطل الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله في احتفال التحرير في مدينة بنت جبيل في أيار من ذلك العام معلنا انه سيهدي التحرير للشعب اللبناني لكنه فعليا أهدى الانتصار ولا يزال للنظامين الايراني والسوري. واليوم، والانظار شاخصة الى سوريا التي ستشهد عقابا تنزله الولايات المتحدة الاميركية بالنظام السوري على جريمته في استخدام السلاح الكيميائي ضد شعبه، يلتفت اللبنانيون الى ما سيفعله "حزب الله" بعد ضربة العقاب الاميركية بحق نظام بشار الاسد. من المؤكد ان الحزب يستعد منذ الآن لرفع شارة الانتصار لمجرد ان يطل الاسد بابتسامة تعلن انه لا يزال على قيد الحياة مهما كانت الخسائر التي ستنزل في البنية التحتية لنظامه. لكن ذلك لن يخفي هزيمة منكرة لا بد ان يستعد لها نصرالله ومن ورائه وليّه الايراني ليجيب عن سؤال: لمن "ستهدي" هزيمة الاسد؟ أو بعبارة أوضح: لمن ستحمّل أعباء هذه الهزيمة؟


ما يخشاه اللبنانيون،وخشيتهم في محلها، ان تعود "حليمة" الحزب الى "عادتها القديمة" فتعتبر آلام السوريين الذين سينكبون مجددا بسبب نظام الاسد "انتصارا" وترتد "حليمة" نفسها الى لبنان مرة اخرى لتحميله تبعات هذا "الانتصار". ولمن يسأل عن أمثلة عليه ان يتأمل بسلوك نصرالله قبل اسابيع عندما جيّر آلام الضاحية الجنوبية لبيروت بعد الانفجار الرهيب الذي وقع في منطقة الرويس الى الاسد قائلا انه مستعد للذهاب شخصيا الى سوريا للدفاع عن نظام الاخير. علما ان جريمة التفجير في الضاحية تلتها جريمة تفجيرين رهيبين في طرابلس، وكشفت تحقيقات فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي مسؤولية نظام الاسد عن الجريمتين. لذلك واستباقا لما اعتاد ان يفعله نصرالله يطلب اللبنانيون من الاخير ان يعفيه هذه المرة من تقبل "هدية" الانتصار الجديد وليذهب هو وحزبه الى حيث سيكون الاسد للاحتفال به. لكن ويا للاسف لن ينال اللبنانيون ما يطلبون.
في احد التحقيقات الصحفية المحترمة الذي نشر قبل أيام يعبّر عدد من سكان الضاحية الجنوبية لبيروت عن قلقهم المصيري لما آلت اليه الامور بسبب تورط "حزب الله" في حرب سوريا وتحوّل الضاحية الى "غيتو" يفرض فيه "حزب الله" الامن الذاتي، وأعلنوا ان خيارهم هو الرحيل عن الضاحية الى الجنوب مثلا او الى بلاد الاغتراب، مهما كان الاغتراب بعيدا. أما في الجنوب الذي يتكدس فيه الآن مئات الالوف بحثا عن ملاذ آمن يجاهر القلقون فيه بخوفهم من أية مغامرة يقدم عليها "حزب الله" مجددا تلبية لطلب ولي الفقيه الايراني. فاذا ما كانت عبارة "شكرا قطر" متاحة بعد مغامرة عام 2006 لإعمار ما تهدم فإن عبارة "أمرك سيدي الايراني" اليوم وغدا ستكون بمثابة القول "العوض بسلامتكم" لضياع لبنان!


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم