الإثنين - 09 أيلول 2024
close menu

إعلان

سقوط المناورة الروسية الأخيرة!

راجح الخوري
A+ A-

الاستعراض السياسي المضحك الذي قدمه فلاديمير بوتين على هامش قمة العشرين لم يمر، فقد حاول ان يصيب عصفورين بحجر واحد : انقاذ النظام السوري من الضربة العسكرية، وبالتالي اظهار باراك اوباما وكأنه مسخرة، او كما وصفته دمشق "جبان ومضطرب وممثل مسرحي"، لكن النتيجة لم تكن لمصلحة هذه المناورة الروسية الفظة، التي حاولت استبعاد الضربة العسكرية ضد الاسد، بالحديث عن ضرورة العودة الى الشرعية الدولية ومجلس الامن !


لقد بدا بوتين نفسه في موقع المسخرة لأنه هو الذي يعطّل الشرعية الدولية ويغلق مجلس الامن بالفيتو منذ ثلاثة اعوام، لهذا لم يكلف اوباما نفسه عناء التصدي للمناورة الروسية، بل ترك لسفيرته سمانثا باور ان تصفع الباب في وجه موسكو عندما اعلنت بالتزامن من مناورات بوتين : "ان اميركا تنفض يدها من مجلس الامن في الازمة السورية" وانها لن تحاول الحصول على موافقة المنظمة الدولية على الضربة العسكرية ضد سوريا لأن روسيا تتخذ من مجلس الامن رهينة، وهو ما سمح للنظام السوري باستخدام الغاز السام ضد اطفال ابرياء !
لم يكتف بوتين بالدعوة الى ضرورة العودة الى مجلس الامن ولو كان يقفله بالشمع الروسي - الصيني الاحمر، بل تعمّد ان يقدم على هامش قمة العشرين لوحة من الديكور السياسي السخيف، عندما إستحضر الاخضر الابرهيمي نافضاً عنه غبار النسيان وركام إهانات الاسد، ليضعه الى جانب بان كي مون الذي من واجبه الاخلاقي والقانوني الاستمرار في الحديث عن ضرورة دور الامم المتحدة، كل هذا في سياق السعي المضحك والمكشوف للإيحاء بأن هناك بعد فرصة للحل السياسي عبر الامم المتحدة .
سيرغي لافروف بدوره لم يتردد في محاولة دعم هذه المناورة بالاعلان عن ان وليد المعلم سيزور موسكو مباشرة بعد القمة، للإيحاء ايضاً بأن هناك بعد فرصة للحل قبل ان تتساقط صواريخ كروز وتوما هوك على رأس النظام السوري، لكن كلام باور كان جازماً عندما قالت : " من الضروري احياناً الذهاب في اتجاه آخر خارج مجلس الامن حينما يصل المجلس الى طريق مسدود"، واستشهدت على ذلك بالحرب في كوسوفو عام 1999 عندما كان الروس يقفلون مجلس الامن بالفيتو كما يحصل الآن .
من خلال المناقشات والمواقف في سان بطرسبرغ، بدا ان بوتين خسر آخر مناوراته لإنقاذ حليفه بشار الاسد، ولو عبر المناورات المعيبة التي لا تليق بدولة كبرى مثل روسيا، لم تتردد منذ بداية الازمة في افشال كل الحلول السلمية ومضت في تغطية حمامات الدم التي تجري بالسلاح الروسي وها هي كمن يرقص على قبور الاطفال، تحاول مسح جريمة الكيميائي في الغوطتين بذقون "الارهابيين"!


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم