الإثنين - 09 أيلول 2024
close menu

إعلان

استغراب أوروبي لـ"فقدان المناعة" لمصلحة مَنْ الفراغ السياسي المتمادي؟

خليل فليحان
A+ A-

أصيب لبنان بمرض فقدان المناعة السياسي، بحيث ان مجلس النواب معطل لأن رئيسه لا يتراجع ويدخل تعديلات على جدول أعمال الجلسة التشريعية، والحكومة تصرف الاعمال منذ نحو ستة أشهر، والقوى السياسية الفاعلة لم تفسح في المجال امام الرئيس المكلف تمام سلام الذي نال 124 صوتا لطرح صيغة مقبولة، وبات تشكيل الحكومات في لبنان ضربا من ضروب المستحيل. وما يدهش أحد السفراء الاوروبيين المعتمدين، هو ان زعماء البلاد لا يأخذون في الحسبان الظرف الدقيق، على الاقل بالنسبة الى الازمة السورية الممتدة منذ أكثر من 30 شهرا، وقد وصلت الى مرحلة الصدام مع الولايات المتحدة الاميركية بسبب السلاح الكيميائي وتمكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تعطيل صواريخ "توماهوك".


واستغرب السفير ودولته الصديقة للبنان، الامعان في عرقلة تشكيل الحكومة من قوى سياسية فاعلة، وابقاء البلاد من دون سلطة تنفيذية. وأعرب عن تخوف بلاده من استمرار هذه الحالة الى حين نهاية ولاية رئيس الجمهورية بعد نحو ستة أشهر. وسأل لمصلحة من تعمد هذا الفراغ؟ ألا يكون موقف الرئيس ميشال سليمان أقوى بحكومة قوية عندما سيطرح ما يحتاج اليه لبنان في نيويورك على الاجتماع الرفيع المستوى في 25 من الجاري أي بعد أقل من أسبوعين على "المجموعة الدولية لدعم لبنان" التي ستولد وسعت لتأسيسها فرنسا وسيترأس الاجتماع الامين العام للأمم المتحدة بان كي – مون؟
ومعلوم ان الغرض من انشاء تلك "المجموعة" إحداث شبكة أمان للبنان لتوفير الاستقرار السياسي والامني وتحصينه من تداعيات الازمة السورية التي تخطت الحدود الداخلية الى الخارج، وهي حاليا يمكن اعتبارها أزمة اقليمية تورطت فيها الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا.
ولفت الى ان البديل الديبلوماسي من الضربة العسكرية الاميركية بمشاركة فرنسا لم تحسم بعد، وهو متوقف على ما سيطرح من قرار على مجلس الامن، وفي المسودات المقترحة خلافات بين الروسي والفرنسي لجهة الآلية التي ستتبع في الرقابة الدولية على السلاح الكيميائي، بالنسبة الى مجيء الوفد الذي سيدخل سوريا للكشف على أماكن تخزين الكيميائي، وعدم اخفاء اي فريق بعض السلاح الممنوع دوليا. ومن بين مهمات المفتشين محاولة وقف موقت للقتال على الاقل في محيط المخازن، وأثناء دخولها.
وأفاد ان اللقاء المتوقع بين وزيري الخارجية الاميركي والروسي جون كيري وسيرغي لافروف اليوم في جنيف قد يؤدي الى تبلور الآلية التي يمكن أن تتبع للرقابة الدولية على مخازن السلاح الكيميائي، وانعكاس ذلك على ما سيتخذه مجلس الامن من بيان رئاسي كما تريده موسكو، أو قرار كما تسعى اليه فرنسا، ويحظى بتأييد اميركي وبريطاني حتى الآن.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم