الإثنين - 09 أيلول 2024
close menu

إعلان

أخبار سيئة للمنطقة

اوكتافيا نصر
A+ A-

قبل أن تتحوّل سوريا دولة أشباح وكوابيس، وقبل أن يتشتّت ملايين السوريين في المجهول، وقبل أن يُقتَل مئات الآلاف بهمجية... قبل وقت غير بعيد... تحديداً قبل ثلاثين شهراً فقط، كانت هناك انتفاضة صادقة وغير عنيفة في سوريا؛ وكان هناك حاكم يتكلّم بهدوء الى وسائل الإعلام مدّعياً أنه يؤمن بالإصلاحات التي تُطبَّق تدريجاً "1، 2، 3، 4..." وأنه "لا يمكنك أن تبدأ بالإصلاح رقم 6 ثم تعود إلى الإصلاح رقم 1"، كما قال لصحيفة "وول ستريت جورنال" قبل أسبوع من تجرّؤ بضعة سوريين شجعان على تنظيم أول احتجاج ضدّه وضد نظامه.


فيما نقف على عتبة مرحلة جديدة في الأزمة التي أصبحت متعدّدة الطرف ولا تهدّد الشرق الأوسط فحسب إنما تهدّد أيضاً بعبور الحدود والقارّات والتسبّب بحرب باردة جديدة قد لا تكون باردة بقدر الحرب السابقة، حان الوقت لنفهم كيف وصلنا إلى هذه النقطة. لنشدّد عند هذه اللحظة المصيرية، على رغم أن ذلك لم يعد يُحدث أيّ فارق الآن، على أن الانتفاضة السورية كانت شجاعة في لاعنفها، وكانت لديها حظوظ كبيرة جداً في النجاح لو حظيت بالدعم المناسب والمستمر من المنطقة والعالم. عوض ذلك، قفز الأسد إلى الرقم "6" في نسخته الخاصة عن الإصلاح، بما يعني أنه زاد الضغوط على المعارضين، وشنّ حملة للتضييق على المحتجّين، باعتقالهم وحتى قتلهم، وزرع الدمار في البلاد بكاملها. وكان العالم يتفرّج مع دخول عناصر أكثر فتكاً على المشهد، وأصبح الوضع أشدّ تعقيداً، حتى إنه بات من المستحيل السيطرة عليه.
وها ان روسيا، من خلال دعمها لبشار الأسد بعد كل ما فعله في السنوات الثلاث الاخيرة، عبّر عن قنوط يحمل أخباراً سيئة للمنطقة. فما يجري يعني أن الشرق الأوسط يتّجه نحو مزيد من التطرّف وليس الاعتدال، ومزيد من التضييق عوض الحوار والدمج. فالمواقف المتصلّبة ستزداد تعنّتاً، والقتال سيصير أكثر دموية وفتكاً، ولن يستثني أحداً.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم