الإثنين - 09 أيلول 2024
close menu

إعلان

الأصولية الإسلامية كابوس عالمي

اوكتافيا نصر
A+ A-

سواء كنت تشعر بوطأة الهجمات الإرهابية التي شملت الأبرياء، باسم الإسلام، في كينيا وباكستان والعراق خلال نهاية الأسبوع المنصرم، أم لم تكن تشعر بها على الإطلاق، أهلاً بك في الكابوس.


كان يراودني حلمٌ قبل وقت طويل، عن مستقبل مشرق للشعب الذي أتحدّر منه، وللغتي الأم وللأجيال المقبلة. وكان هذا الحلم ينطلق من إيماني العميق بأننا شعب يستحق أفضل مما أعطانا إياه قادتنا أولاً والعالم ثانياً. رأيت في حلمي أن الإصلاح طاول كل شيء، من المناهج الدراسية مروراً بالواجب المدني والوطنية وصولاً إلى الولاء والقيم العائلية والحريات. رأيت مستقبلنا في عدد كبير من الكتب التي قرأتها، في التنوّع الإثني لأصدقائي، وفي فسيفساء السياسة والأيديولوجيات ضمن دائرة عائلتي وأصدقائي. ويضاف إلى ذلك الأشخاص الذين التقيتهم في مختلف أنحاء لبنان خلال الحرب الأهلية التي دمّرت الوطن وقسّمته إلى درجة انعدمت معها الآمال في أن يستقيم الوضع من جديد. استطاع حلمي أن يستوعب مختلف احتمالات التمرّد والانتفاضة والثورة. وكان فيه أيضاً مجال للديبلوماسية والمفاوضات والمطالبة بالحقوق بطريقة سلمية. كان حلمي واسعاً جداً ليضمّ الجميع في حناياه، وكذلك كل الأيديولوجيات ما دام الهدف هو الحرية والمساواة والازدهار للجميع.
لم يكن للإرهاب مكان في حلمي. كما أنني لم أربط قط كلمات رمزية مثل الشباب أو الطلاب أو القاعدة (base) أو الله بالهجمات الانتحارية أو قتل الأبرياء.
قتل 68 شخصاً على الأقل في نيروبي خلال نهاية الأسبوع المنصرم لأنهم ليسوا مسلمين أو لم يعرفوا ما هو اسم والدة النبي محمد عندما طلبت منهم "حركة الشباب" المرتبطة بتنظيم "القاعدة" الإجابة عن هذا السؤال. وفي بيشاور، أودى هجوم انتحاري تبنّته جماعة "جند الله" المرتبطة بحركة "طالبان"، بحياة أكثر من 80 مسيحياً كانوا يصلّون في الكنيسة. وفي مدينة الصدر في العراق، قُتِل ما يزيد عن 60 شخصاً في هجومَين انتحاريين استهدفا خيمة عزاء شيعية. نعم، الإرهاب نفسه الذي يُمارَس باسم الإسلام يذبح الأشخاص يومياً في مختلف أنحاء العراق. ويُرتكَب أيضاً بصورة مستمرة من دمشق مروراً بمينداناو وصولاً إلى شينجيانغ. كل القارات معرّضة الآن لخطر الإرهاب.
الترهيب ممارسة رخيصة، لكن مكافحة الإرهاب أو محاربته باهظة جداً. من السهل نشر الإرهابيين، لكن تجنيد أشخاص لمحاربتهم واستئصالهم أمر صعب وشاق. الإرهاب عدوّي، والإرهاب باسم الإسلام يجب أن يُعتبَر عدو الإسلام الأول وعدونا جميعاً. علينا أن نعترف بوجود التهديد ونحاربه وجهاً لوجه. وإلا سنعيش كابوساً لن نصحو منه في وقت قريب!


@octavianasr

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم