الإثنين - 09 أيلول 2024
close menu

إعلان

نشوة الأسد وقلق نصرالله

احمد عياش
A+ A-

كم هو الفارق بين ما يعلنه الرئيس السوري بشار الاسد عن ترسانته من الاسلحة الكيميائية وبين ما يقوله الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في هذه الترسانة. صحيفة "الاخبار" كتبت قبل يومين تقول: "يظهر جلياً كم الاسد منتش بالاتفاق الروسي الاميركي". والسبب لهذه النشوة، كما يقول الاسد للصحيفة: "لدينا ألف طن من الكيميائي تشكل أصلا عبئاً علينا. التخلص منها يكلّف اموالا طائلة ويستغرق سنوات، فليأتوا ويأخذوها". وتبلغ نشوة الاسد الذروة عندما يكشف السر: "لدينا أسلحة ردع أكثر أهمية وأكثر تطوراً حيال اسرائيل التي يمكننا أن نعمي بصرها في لحظات!" لكن الاسد لم يدل بأي توضيح عن هذه الاسلحة. في المقابل، رد نصر الله في اطلالته الأخيرة على ما قيل عن تسلم "حزب الله" سلاحا كيميائياً من سوريا قال: "أنا أنفي بشكل قاطع وحاسم هذه الاتهامات (…) هذا لم يحصل في الماضي ولم يحصل الآن ولن يحصل في المستقبل".


في الطريق الى التخلص من ترسانة النظام السوري من الاسلحة الكيميائية والتي تمتد حتى منتصف السنة المقبلة، تبدو الصورة على النحو الآتي: الاسد باق في منصبه كي ينفذ موجبات الاتفاق الروسي - الاميركي، ونصرالله قلق على مصير سلاحه كي لا تلحق به شبهة الكيماوي. واذا كان من المشكوك فيه كليا ان يبقى الاسد في منصبه بعد التخلص من هذه الترسانة والذي يتزامن مع انتهاء ولايته الرئاسية المستمرة منذ بداية القرن الحالي فإن الشكوك تراود نصرالله حول مستقبل سلاحه الذي بدأت التحولات ترسمه ليس في اطار الصفقة الاميركية - السورية فحسب، بل في اطار الصفقة التي تطمح ايران الى انجازها مع واشنطن حول ملفها النووي. اما مشاعر الارتياح التي يبثها الاسد بكثافة والتي من المرجح ان تتصاعد فهي آتية من اليقين من ان عمر ولايته قد جرى ربطه بعمر الكيميائي في حين ان مشاعر القلق التي عبّر عنها نصرالله أخيراً فناجمة عن عدم اليقين من مصير الملف النووي الايراني. وهكذا يبدو لبنان عالقا بين نشوة الاسد وقلق نصرالله، أي ما بين سلاح ذاهب الى التلف وبين نووي ينتظر دوره عند اعتاب قمة عشرين مقبلة.
ليس أمراً عابراً ان يحظى الرئيس ميشال سليمان بفرصة الاجتماع بالرئيس باراك اوباما لمدة ساعة في نيويورك في حين ان الرئيس الايراني حسن روحاني لم يلتق ولو لدقائق الرئيس الاميركي. فما تملكه طهران من اوراق في لبنان وسوريا بدأت تتحول اوراقاً نقدية فاقدة القيمة لانعدام التغطية لها. وربما يستيقظ نصرالله يوماً فيجد نفسه مثل الجندي الياباني شاواشي يوكوي الذي ظل يحرس موقعه العسكري في ادغال جزيرة كامادو منذ عام 1944 وحتى عام 1973 ولم يعلم بانتهاء الحرب وهزيمة اليابان. ومن الخطر اتكال نصرالله على نشوة نظام الاسد الذي صار نظير نشوة البولونية آنيا ليوسكا التي تخوض سباق ماراثون ممارسة الهوى فيما هو يمارس ماراثون تدمير سوريا!


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم