الإثنين - 09 أيلول 2024
close menu

إعلان

انسحاب الحزب من سوريا "ورقة مبكرة" عوامل اقليمية تملي التفاوض في أوانه

روزانا بومنصف
روزانا بومنصف
A+ A-

من غير المرجح بالنسبة الى اوساط سياسية مراقبة ان يؤكد "حزب الله" او ينفي الكلام عن بدء سحب عناصره من سوريا على غرار ما فعل الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله حين اعلن جهارا المشاركة في الحرب . لكن وفق معلومات مصادر عليمة متعددة فان هذا الامر من حيث المبدأ لم ولن يحصل نظرا الى جملة اعتبارات من بينها ان التوقيت لا يبدو ملائما للانسحاب من الحرب السورية اقله من الناحية السياسية بحيث ان الانفتاح الاميركي - الايراني والاستعدادات المتبادلة من اجل ايجاد حل لهذا الملف لا تفترض تقديم تنازلات مجانية من نوع انسحاب الحزب من سوريا بما يمكن ان يوجه رسائل خاطئة حول ضعف موقع ايران او مواجهتها مآزق عدة. وتاليا فان ورقة انسحاب الحزب من سوريا من السابق لاوانه ادخالها في الحسابات وستكون موضوع تفاوض على الارجح متى حان الوقت لذلك ولا يرجح ان يكون التزام اعلان بعبدا هو السبب او احد الاسباب. الا ان اشاعة هذا العامل الاخير يمكن ان يستفاد منه في الايحاء بوجود نيات طيبة لدى الحزب في التعامل مع الداخل وملفاته وتخفيف بعض ردود الفعل الخارجية العربية السلبية على لبنان نتيجة هذا التدخل.


اما السبب الآخر الذي يثار لعدم ارجحية حصول انسحاب للحزب فيرتبط وفق الاوساط المراقبة نفسها بعدم انتفاء الاسباب التي دفعت الحزب للدخول الى سوريا والتي يقف وراءها مساعدة النظام الذي كان على شفير الانهيار والذي ساهم تدخل الحزب وكسبه معركة القصير في اعطائه دفعا انقاذيا. ويرجح في ضوء ذلك ان يبدل الحزب عناصره الموجودة في سوريا او يقلل من عديدها تبعا لمهمات تدريب يقوم بها للجماعات الموالية للنظام مع استبعاد كلي لمسألة انسحابه الى حد تشبيه التعاطي في هذا الموضوع مع ما كان يمارسه النظام السوري نفسه في لبنان حين كان يتحدث عن سحب عناصره او بعض مراكزه من دون ان يعني ذلك انسحاب قواته من لبنان او بقاء هذه القوات على استعداد دائم للتدخل حين يحتاج الامر.
وثمة اسباب اخرى توردها هذه الاوساط من بينها ان الدور الذي يقوم به الحزب في سوريا لم ينته بعد. فهناك تمهيد مسبق من جانب ايران كما من جانب الحزب سبق ان اعلن عنه السيد نصرالله يتصل بما اعتبره تدخلا في سوريا لمحاربة التكفيريين. وفي المرحلة المقبلة وفي ضوء حلول محتملة للملف النووي الايراني فان احد الابواب التي ستستفيد منها ايران في اقترابها اكثر من الغرب والدفاع عن مصالحها في سوريا هو موضوع مواجهتها التكفيريين الذين يستنفر الغرب ضدهم منذ بعض الوقت.
والسؤال الذي يطرحه البعض في ضوء اشاعة هذه المعلومات على رغم الغموض والشكوك حول صحتها اذا كان يمكن استثمار ذلك ايجابا في الداخل اللبناني وفي ردم الهوة القائمة بين الافرقاء السياسيين خصوصا ان تدخل الحزب في سوريا يشكل احد ابرز عواملها كما في تأليف الحكومة؟
هذا الامر لا يبدو مرجحا بدوره وفق مصادر معنية باعتبار ان شرط انسحاب الحزب من سوريا كانت وضعته قوى 14 آذار قبل اشهر لكنها ما لبثت ان سهلت الامور على الرئيس المكلف تمام سلام كما من خلال حضه على تأليف الحكومة العتيدة باي صيغة على ان تحتفظ لنفسها برد الفعل المناسب. ومع ان هذه القوى لم تقل بتراجعها عن شرطها انسحاب الحزب من سوريا، فانها ضمنا ومن خلال تشجيعها سلام على تأليف الحكومة وقبولها بصيغة 8-8-8 سحبت هذا الشرط المسبق في حين ان شروط قوى 8 آذار لا تزال على حالها. اذ ان اشتراط التمثيل حسب الاحجام معطوفا على كلام يعتبر معادلة الجيش والشعب والمقاومة " ذهبية " وغير قابلة للمساومة كما معطوفا على ان حكومة لاشهر قليلة معدودة لا تستحق التبديل في الحقائب بل على العكس ابقاء الوزراء الذين يثيرون حساسيات معينة كما بالنسبة الى وزارة الطاقة او وزارة الخارجية في وزاراتهم يعني اطاحة مبدأ المداورة الذي يتمسك به سلام كما اطاحة الصيغ التي طرحت حتى الان.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم